239
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : وجعل أصحاب الوليد بن عتبة ينادون عبداللَّه بن الزبير ويقولون : يا ابن الكاهلية! واللَّه ، لتأتينّ الأمير ولتبايعنّه أو لنقتلنّك .
قال : فأقبل جعفر بن الزبير حتّى دخل على الوليد بن عتبة ، فسلّم وقال : أصلح اللَّه الأمير ، كفّ عن عبداللَّه ، فإنّك قد دعوته وأنا صائر به إليك غداً إن شاء اللَّه ، ولا تلجّ به ، ومر أصحابك أن ينصرفوا عنه ، فإنّك لن ترى منه إلّا ما تحبّ .

فأقبل الوليد على جعفر بن الزبير ، فقال الوليد لجعفر : إنّ مثلي ومثل أخيك كما قال اللَّه تعالى : «إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ» فأمسك الوليد عن عبداللَّه بن الزبير يومه ذلك ، وأرسل إلى الرسل فأمرهم بالانصراف عنه .
فلمّا كان في نصف الليل وهدأت العيون خرج عبداللَّه بن الزبير ومعه إخوته بأجمعهم ، فقال عبداللَّه لإخوته : خذوا عليهم غير المحجّة ، فإنّي أيضاً آخذ عليها مخافة أن يلحقنا الطلب .

قال : فتفرّق عنه إخوته ومضى عبداللَّه ومعه أخوه جعفر ، ليس معهما ثالث ، فأخذ على مجهول الطريق إلى مكّة .
و أصبح الوليد ففقد أولاد الزبير وعلم أنّ عبداللَّه قد هرب إلى مكّة ، فغضب لذلك وضاق به ذرعاً ، فقال له مروان : إنّ الأمير أبقاه اللَّه إذا استشار اُمراء المعرفة والنصيحة وأشاروا عليه فلم يقبل ، فيكون قد أخطأ وضيّع الحزم! والآن فأنا أعلم أنّه ما أخطأ طريق مكّة فسرّح في طلبه الرجال من قبل أن يمعن في المسير .

قال : فدعا الوليد برجل يقال له : حبيب بن كزبر ، فوجّه به في ثلاثين راكباً من موالي بني اُميّة في طلب عبداللَّه بن الزبير .
ثمّ أرسل إلى كلّ مَن كان من شيعة عبداللَّه بن الزبير ، فأخذه وحبسه ، وفيمن ۱حبس يومئذ ابن عمّ لعمر بن الخطّاب يقال له : عبداللَّه بن مطيع بن الأسود العدوي ، واُمّه يقال لها : العجماء بنت عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب الخزاعية .

قال : وحبس أيضاً مصعب بن عبد الرحمن بن عوف .

1.۵ / ۱۶


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
238

لن تقدر منه و لا تقدر على مثلها ، فاحبسه عندك ولا تدعه يخرج أو يبايع وإلّا فاضرب عنقه .

قال : فالتفت إليه الحسين وقال : ويلي عليك يا ابن الزرقاء! أتأمر بضرب عنقي ، كذبت واللَّه ، و اللَّه ، لو رام ذلك‏أحد من الناس لسقيت الأرض من دمه قبل ذلك ، وإن شئت ذلك فرم ضرب عنقي إن كنت صادقاً!

قال : ثمّ أقبل الحسين على الوليد بن عتبة وقال : أيّها الأمير ، إنّا أهل بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومحلّ الرحمة ، وبنا فتح اللَّه وبنا ختم ، ويزيد رجل فاسق ، شارب خمر ، قاتل النفس المحرّمة ، معلن بالفسق ، مثلي لا يبايع لمثله ، ولكن نصبح وتصبحون وننتظر وتنتظرون ، أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة؟!

قال : وسمع مَن بالباب الحسين ، فهمّوا بفتح الباب وإشهار السيوف ، فخرج إليهم الحسين سريعاً ، فأمرهم بالانصراف إلى منازلهم ، وأقبل الحسين إلى منزله .
فقال مروان بن الحكم للوليد بن عتبة : عصيتني حتّى انفلت الحسين من يدك ، أما واللَّه ، لا تقدر على مثلها أبداً ، وو اللَّه ، ليخرجنّ عليك وعلى أمير المؤمنين فاعلم ذلك .

فقال له الوليد بن عتبة : ويحك! أشرت عليّ بقتل الحسين ، وفي قتله ذهاب ديني ودنياي ، واللَّه ، ما اُحبّ أن أملك الدنيا بأسرها وأنّي قتلت الحسين بن عليّ ابن فاطمة الزهراء ، واللَّه ، ما أظن أحداً يلقى اللَّه بقتل الحسين إلّا وهو خفيف الميزان عند اللَّه يوم القيامة ، لا ينظر إليه و لا يزكّيه ، وله عذاب أليم .

قال : فسكت مروان .
و بعث الوليد إلى عبداللَّه بن الزبير فدعاه ، فأرسل إليه ابن الزبير : أيّها ۱الأمير ، لا تعجل فإنّي لك على ما تحبّ وأنا صائر إليك إن شاء اللَّه!
قال : فأبى الوليد بن عتبة ذلك وجعل يرسل إليه رسولاً بعد رسول حتّى أكثر عليه من الرسل .

1.۵ / ۱۵

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6102
صفحه از 512
پرینت  ارسال به