لن تقدر منه و لا تقدر على مثلها ، فاحبسه عندك ولا تدعه يخرج أو يبايع وإلّا فاضرب عنقه .
قال : فالتفت إليه الحسين وقال : ويلي عليك يا ابن الزرقاء! أتأمر بضرب عنقي ، كذبت واللَّه ، و اللَّه ، لو رام ذلكأحد من الناس لسقيت الأرض من دمه قبل ذلك ، وإن شئت ذلك فرم ضرب عنقي إن كنت صادقاً!
قال : ثمّ أقبل الحسين على الوليد بن عتبة وقال : أيّها الأمير ، إنّا أهل بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومحلّ الرحمة ، وبنا فتح اللَّه وبنا ختم ، ويزيد رجل فاسق ، شارب خمر ، قاتل النفس المحرّمة ، معلن بالفسق ، مثلي لا يبايع لمثله ، ولكن نصبح وتصبحون وننتظر وتنتظرون ، أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة؟!
قال : وسمع مَن بالباب الحسين ، فهمّوا بفتح الباب وإشهار السيوف ، فخرج إليهم الحسين سريعاً ، فأمرهم بالانصراف إلى منازلهم ، وأقبل الحسين إلى منزله .
فقال مروان بن الحكم للوليد بن عتبة : عصيتني حتّى انفلت الحسين من يدك ، أما واللَّه ، لا تقدر على مثلها أبداً ، وو اللَّه ، ليخرجنّ عليك وعلى أمير المؤمنين فاعلم ذلك .
فقال له الوليد بن عتبة : ويحك! أشرت عليّ بقتل الحسين ، وفي قتله ذهاب ديني ودنياي ، واللَّه ، ما اُحبّ أن أملك الدنيا بأسرها وأنّي قتلت الحسين بن عليّ ابن فاطمة الزهراء ، واللَّه ، ما أظن أحداً يلقى اللَّه بقتل الحسين إلّا وهو خفيف الميزان عند اللَّه يوم القيامة ، لا ينظر إليه و لا يزكّيه ، وله عذاب أليم .
قال : فسكت مروان .
و بعث الوليد إلى عبداللَّه بن الزبير فدعاه ، فأرسل إليه ابن الزبير : أيّها ۱الأمير ، لا تعجل فإنّي لك على ما تحبّ وأنا صائر إليك إن شاء اللَّه!
قال : فأبى الوليد بن عتبة ذلك وجعل يرسل إليه رسولاً بعد رسول حتّى أكثر عليه من الرسل .