237
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

وسمعتم كلامي وصحت بكم ، فادخلوا يا آل الرسول واقتحموا من غير إذن ، ثمّ اشهروا السيوف ولا تعجلوا ، فإن رأيتم ما تكرهون فضعوا سيوفكم ، ثمّ اقتلوا من يريد قتلي!

ثمّ خرج الحسين من منزله ، وفي يده قضيب رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، وهو في ثلاثين رجلاً من أهل بيته ومواليه وشيعته ، حتّى أوقفهم على باب الوليد بن عتبة ، ثمّ قال : انظروا ما ذا أوصيتكم فلا تتعدّوه ، وأنا أرجو أن أخرج إليكم سالماً إن شاء اللَّه .

قال : ثمّ دخل الحسين على الوليد بن عتبة ، فسلّم عليه فردّ عليه ردّاً حسناً ، ثمّ أدناه وقرّبه ، قال : ومروان بن الحكم هناك جالس في مجلس الوليد ، وقد كان بين مروان وبين الوليد منافرة ومفاوضة ، فأقبل الحسين على الوليد فقال : أصلح اللَّه الأمير! والصلاح خير من الفساد ، والصلة خير من الخشناء والشحناء ، وقد آن لكما أن تجتمعا ، فالحمد للَّه الذي ألّف بينكما . قال : فلم يجيباه في هذا بشي‏ء .
فقال الحسين : هل أتاكم من معاوية كائنة خبر فإنّه كان عليلاً وقد طالت علّته ، فكيف حاله الآن؟

قال : فتأوّه الوليد وتنفّس الصعداء ، وقال : أبا عبداللَّه! آجرك اللَّه في معاوية فقد كان لك عمّ صدق وقد ذاق الموت ، وهذا كتاب أمير المؤمنين يزيد .
فقال الحسين : إِنَّا لِلهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ! وعظّم اللَّه لك الأجر أيّها الأمير ، ولكن لماذا دعوتني؟ فقال : دعوتك‏للبيعة ، فقد اجتمع عليه الناس .

فقال الحسين : إنّ مثلي لا يعطي بيعته سرّاً ، وإنّما أحبّ أن تكون البيعة علانية بحضرة الجماعة ، ولكن إذا كان من الغد ودعوت الناس إلى البيعة دعوتنا معهم ، فيكون أمرنا واحداً .

۱فقال له الوليد : أبا عبداللَّه ، لقد قلت فأحسنت في القول وأحببت جواب مثلك ، وكذا ظنّي بك ، فانصرف راشداً على بركة اللَّه حتّى تأتيني غداً مع الناس .

فقال مروان بن الحكم : أيّها الأمير ، إنّه إذا فارقك في هذه الساعة لم يبايع ، فإنّك

1.۵ / ۱۴


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
236

ويبغض بقيّة آل الرسول؟! لا واللَّه ، لا يكون ذلك أبداً .

قال : فبينما هما كذلك في هذه المحاورة إذ رجع إليهما الرسول ، فقال : أبا عبداللَّه ، إنّ الأمير قاعد لكما خاصّة تقوما إليه! قال : فزبره الحسين بن عليّ ، ثمّ قال : انطلق إلى أميرك لا اُمّ لك! فمن أحبّ أن يصير إليه منّا ، فإنّه صائر إليه ، وأمّا أنا فإنّي أصير إليه الساعة إن شاء اللَّه تعالى .

قال : فرجع الرسول أيضاً إلى الوليد بن عتبة ، فقال : أصلح اللَّه الأمير! أمّا الحسين بن عليّ خاصّة ، فقد أجاب وها هو صائر إليك في إثري .

فقال مروان بن الحكم : غدر واللَّه الحسين! فقال الوليد : مهلاً! فليس مثل الحسين يغدر ولا يقول شيئاً ثمّ لا يفعل .
قال : ثمّ أقبل الحسين على من بحضرته فقال : قوموا إلى منازلكم فإنّي صائر إلى هذا الرجل ، فأنظر ما عنده وما يريد .
فقال له ابن الزبير : جعلت فداك يا ابن بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، إنّي خائف عليك أن يحبسوك عندهم ، فلا يفارقونك أبداً دون أن تبايع أو تقتل!

فقال الحسين : إنّي لست أدخل عليه وحدي ، ولكن أجمع أصحابي إليَّ وخدمي وأنصاري وأهل الحقّ من شيعتي ، ثمّ آمرهم أن يأخذ كلّ واحد سيفه مسلولاً تحت ثيابه ، ثمّ يصيروا بإزائي ، فإذا أنا أومأت إليهم وقلت : يا آل الرسول ، ادخلوا دخلوا ، وفعلوا ما أمرتهم به ، فأكون على الامتناع ، ولا اُعطي المقادة والمذلّة من ۱نفسي ، فقد علمت واللَّه أنّه جاء من الأمر ما لا قوام به ، ولكنّ قضاء اللَّه ماضٍ فيَّ ، وهو الذي يفعل في بيت رسوله عليه السلام ما يشاء ويرضى .

قال : ثمّ صار الحسين بن عليّ إلى منزله ، ثمّ دعا بماء ، فلبس وتطهّر بالماء وقام فصلّى ركعتين ودعا ربّه بما أحبّ في صلاته ، فلمّا فرغ من ذلك أرسل إلى فتيانه وعشيرته ومواليه و أهل بيته ، فأعلمهم بشأنه ، ثمّ قال :

كونوا بباب هذا الرجل ، فإنّي ماضٍ إليه ومكلّمه ، فإن سمعتم أنّ صوتي قد علا

1.۵ / ۱۳

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6088
صفحه از 512
پرینت  ارسال به