وسمعتم كلامي وصحت بكم ، فادخلوا يا آل الرسول واقتحموا من غير إذن ، ثمّ اشهروا السيوف ولا تعجلوا ، فإن رأيتم ما تكرهون فضعوا سيوفكم ، ثمّ اقتلوا من يريد قتلي!
ثمّ خرج الحسين من منزله ، وفي يده قضيب رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، وهو في ثلاثين رجلاً من أهل بيته ومواليه وشيعته ، حتّى أوقفهم على باب الوليد بن عتبة ، ثمّ قال : انظروا ما ذا أوصيتكم فلا تتعدّوه ، وأنا أرجو أن أخرج إليكم سالماً إن شاء اللَّه .
قال : ثمّ دخل الحسين على الوليد بن عتبة ، فسلّم عليه فردّ عليه ردّاً حسناً ، ثمّ أدناه وقرّبه ، قال : ومروان بن الحكم هناك جالس في مجلس الوليد ، وقد كان بين مروان وبين الوليد منافرة ومفاوضة ، فأقبل الحسين على الوليد فقال : أصلح اللَّه الأمير! والصلاح خير من الفساد ، والصلة خير من الخشناء والشحناء ، وقد آن لكما أن تجتمعا ، فالحمد للَّه الذي ألّف بينكما . قال : فلم يجيباه في هذا بشيء .
فقال الحسين : هل أتاكم من معاوية كائنة خبر فإنّه كان عليلاً وقد طالت علّته ، فكيف حاله الآن؟
قال : فتأوّه الوليد وتنفّس الصعداء ، وقال : أبا عبداللَّه! آجرك اللَّه في معاوية فقد كان لك عمّ صدق وقد ذاق الموت ، وهذا كتاب أمير المؤمنين يزيد .
فقال الحسين : إِنَّا لِلهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ! وعظّم اللَّه لك الأجر أيّها الأمير ، ولكن لماذا دعوتني؟ فقال : دعوتكللبيعة ، فقد اجتمع عليه الناس .
فقال الحسين : إنّ مثلي لا يعطي بيعته سرّاً ، وإنّما أحبّ أن تكون البيعة علانية بحضرة الجماعة ، ولكن إذا كان من الغد ودعوت الناس إلى البيعة دعوتنا معهم ، فيكون أمرنا واحداً .
۱فقال له الوليد : أبا عبداللَّه ، لقد قلت فأحسنت في القول وأحببت جواب مثلك ، وكذا ظنّي بك ، فانصرف راشداً على بركة اللَّه حتّى تأتيني غداً مع الناس .
فقال مروان بن الحكم : أيّها الأمير ، إنّه إذا فارقك في هذه الساعة لم يبايع ، فإنّك