235
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

الأمير! إنّك إن لم تعاجل الحسين بن عليّ خاصّة أن تسقط منزلتك عند أمير المؤمنين يزيد!

فقال له الوليد بن عتبة : مهلاً! ويحك يا مروان عن كلامك هذا! وأحسن القول في ابن فاطمة؛ فإنّه بقيّة ولد النبيّين .
قال : ثمّ بعث الوليد بن عتبة إلى الحسين بن عليّ وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبداللَّه بن عمر وعبداللَّه بن الزبير فدعاهم ، فأقبل إليهم الرسول - والرسول عبداللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان - لم يصب القوم في منازلهم ، فمضى نحو المسجد ، فإذا القوم عند قبر النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، فسلّم عليهم ، ثمّ قام وقال : أجيبوا الأمير!
فقال الحسين : يفعل اللَّه ذلك إذا نحن فرغنا عن مجلسنا هذا إن شاء اللَّه .

قال : فانصرف الرسول إلى الوليد فأخبره بذلك .
و أقبل عبداللَّه بن الزبير على الحسين بن عليّ ، وقال : يا أبا عبداللَّه ، إنّ هذه ساعة لم يكن الوليد بن عتبة يجلس فيها للناس ، وإنّي قد أنكرت ذلك وبعثه في هذه الساعة إلينا ودعاءه إيّانا لمثل هذا الوقت ، أ ترى في أيٍّ طَلَبَنا؟

فقال له الحسين : إذاً ۱أخبرك أبا بكر! إنّي أظنّ بأنّ معاوية قد مات ، وذلك أنّي رأيت البارحة في منامي كأنّ منبر معاوية منكوس ، ورأيت داره تشتعل ناراً ، فأوّلت ذلك في نفسي أنّه مات .
فقال له ابن الزبير : فاعلم يا ابن عليّ أنّ ذلك كذلك ، فما ترى أن تصنع إن دُعيت إلى بيعة يزيد أبا عبداللَّه؟

قال : أصنع أنّي لا اُبايع له أبداً؛ لأنّ الأمر إنّما كان لي من بعد أخي الحسن ، فصنع معاوية ما صنع وحلف لأخي الحسن أنّه لا يجعل الخلافة لأحد من بعده من ولده ، وأن يردّها إليَّ إن كنت حيّاً ، فإن كان معاوية قد خرج من دنياه ولم يفي لي ولا لأخي الحسن بما كان ضمن ، فقد واللَّه أتانا ما لا قوام لنا به . اُنظر أبا بكر أَ نِّي اُبايع ليزيد ويزيد رجل فاسق ، معلن الفسق ، يشرب الخمر ، ويلعب بالكلاب والفهود ،

1.۵ / ۱۲


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
234

وعبداللَّه بن عمر بن الخطّاب أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة ، فمن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه .

قال : فلمّا ورد كتاب يزيد على الوليد بن عتبة وقرأه ، قال : إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ! يا ويح الوليد بن عتبة! مَن أدخله في هذه الإمارة؟ ما لي وللحسين ابن فاطمة؟! قال : ثمّ بعث إلى مروان بن الحكم فأراه الكتاب فقرأه واسترجع ، ثمّ قال : يرحم اللَّه أمير المؤمنين معاوية .

فقال الوليد : أشر عليّ برأيك في هؤلاء القوم ، كيف ترى أن أصنع؟

فقال مروان : ابعث إليهم في هذه الساعة ، فتدعوهم إلى البيعة والدخول في طاعة يزيد ، فإن فعلوا قبلت ذلك‏منهم ، وإن أبوا قدّمهم واضرب أعناقهم قبل أن يدروا بموت بمعاوية؛ فإنّهم إن علموا ذلك وثب كلّ رجل منهم ، فأظهر الخلاف ودعا إلى نفسه ، فعند ذلك أخاف أن يأتيك من قبلهم ما لا قبل لك به ، وما لا يقوم له إلّاعبداللَّه بن عمر ، فإنّي لا أراه ينازع في هذا الأمر أحداً إلّا أن تأتيه الخلافة فيأخذها عفواً ، فذر عنك ابن عمر وابعث إلى الحسين بن عليّ وعبد الرحمن بن ۱أبي بكر وعبداللَّه بن الزبير ، فادعهم إلى البيعة ، مع أنّي أعلم أنّ الحسين بن عليّ خاصّة لا يجيبك إلى بيعة يزيد أبداً ، ولا يرى له عليه طاعة ، وو اللَّه ، أن لو كنت في موضعك لم اُراجع الحسين بكلمة واحدة حتّى أضرب رقبته كائناً في ذلك ما كان .

قال : فأطرق الوليد بن عتبة إلى الأرض ساعة ، ثمّ رفع رأسه وقال : يا ليتَ الوليد لم يولد ولم يكن شيئاً مذكوراً!

قال : ثمّ دمعت عيناه فقال له عدوّ اللَّه مروان : أوّه أيّها الأمير! لا تجزع ممّا قلت لك فإنّ آل أبي تراب هم الأعداء في قديم الدهر لم يزالوا ، وهم الذين قتلوا الخليفة عثمان بن عفّان ، ثمّ ساروا إلى أمير المؤمنين فحاربوه ، وبعد فإنّي لستُ آمن أيها

1.۵ / ۱۱

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6132
صفحه از 512
پرینت  ارسال به