أراد اللَّه شيئاً كان ، والسّلام .
قال : ثمّ جلس فصاح الناس من كلّ جانب : سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين .
قال : ثمّ تقدم إليه رجل من وجوه أهل الشام حتّى وقف بين يديه رافعاً صوته ، وهو يقول :
اصبر يزيدُ فارقتَ ذا ثقةٍو اشكر حباءَ الذي بالملك أصفاكا
رُزءَ أعظم في الأقوام نعلمهكما رزئت ولا عُقبى كَعُقباكا
اُعطيت طاعةَ أهل الأرضِ كُلّهمفأنتَ ترعاهم واللَّهُ يَرعاكا
في معاويةَ الباقي لنا خلفٌأما هلكت ولا نسمع بمنعاكا
قال : وبايع الناس بأجمعهم يزيد بن معاوية وابنه معاوية بن يزيد من بعده ، وفتح يزيد بيوت الأموال ، فأخرج لأهل الشام أموالاً جزيلة ، ففرّقها عليهم ، ثمّ عزم على الكتب إلى جميع البلاد بأخذ البيعة له . قال : وكان على المدينة يومئذ مروان بن الحكم فعزله يزيد وولّى مكانه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وكتب إليه .
ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة
من عبداللَّه يزيد بن معاوية أمير المؤمنين ، إلى الوليد بن عتبة ، أمّا بعد ، فإنّ ۱معاوية كان عبداللَّه من عباده ، أكرمه اللَّه واستخلفه ، وخوّله ومكّن له ، ثمّ قبضه إلى روحه وريحانه ورحمته وغفرانه ، عاش بقدر ومات بأجل ، عاش برّاً تقيّاً ، وخرج من الدنيا رضيّاً زكيّاً ، فنعم الخليفة كان ، لا اُزكّيه على اللَّه ، هو أعلم به منّي ، وقد كان عهد إليَّ عهداً ، وجعلني له خليفة من بعده ، وأوصاني أن أحدث آل أبي تراب بآل أبي سفيان؛ لأنّهم أنصار الحقّ وطلاّب العدل ، فإذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة على أهل المدينة ، والسلام .
قال : ثمّ كتب إليه في صحيفة صغيرة كأنّها اُذن فأرة :
أمّا بعد؛ فخذ الحسين بن عليّ وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبداللَّه بن الزبير