233
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

أراد اللَّه شيئاً كان ، والسّلام .

قال : ثمّ جلس فصاح الناس من كلّ جانب : سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين .
قال : ثمّ تقدم إليه رجل من وجوه أهل الشام حتّى وقف بين يديه رافعاً صوته ، وهو يقول :

اصبر يزيدُ فارقتَ ذا ثقةٍو اشكر حباءَ الذي بالملك أصفاكا
رُزءَ أعظم في الأقوام نعلمه‏كما رزئت ولا عُقبى كَعُقباكا
اُعطيت طاعةَ أهل الأرضِ كُلّهم‏فأنتَ ترعاهم واللَّهُ يَرعاكا
في معاويةَ الباقي لنا خلفٌ‏أما هلكت ولا نسمع بمنعاكا
قال : وبايع الناس بأجمعهم يزيد بن معاوية وابنه معاوية بن يزيد من بعده ، وفتح يزيد بيوت الأموال ، فأخرج لأهل الشام أموالاً جزيلة ، ففرّقها عليهم ، ثمّ عزم على الكتب إلى جميع البلاد بأخذ البيعة له . قال : وكان على المدينة يومئذ مروان بن الحكم فعزله يزيد وولّى مكانه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وكتب إليه .

ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة

من عبداللَّه يزيد بن معاوية أمير المؤمنين ، إلى الوليد بن عتبة ، أمّا بعد ، فإنّ ۱معاوية كان عبداللَّه من عباده ، أكرمه اللَّه واستخلفه ، وخوّله ومكّن له ، ثمّ قبضه إلى روحه وريحانه ورحمته وغفرانه ، عاش بقدر ومات بأجل ، عاش برّاً تقيّاً ، وخرج من الدنيا رضيّاً زكيّاً ، فنعم الخليفة كان ، لا اُزكّيه على اللَّه ، هو أعلم به منّي ، وقد كان عهد إليَّ عهداً ، وجعلني له خليفة من بعده ، وأوصاني أن أحدث آل أبي تراب بآل أبي سفيان؛ لأنّهم أنصار الحقّ وطلاّب العدل ، فإذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة على أهل المدينة ، والسلام .

قال : ثمّ كتب إليه في صحيفة صغيرة كأنّها اُذن فأرة :

أمّا بعد؛ فخذ الحسين بن عليّ وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبداللَّه بن الزبير

1.۵ / ۱۰


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
232

قال : فصاح به صائح من أقاصي الناس وقال : كذبت - واللَّه - يا عدوّ اللَّه! ما كان معاوية واللَّه بهذه الصفة ، وإنّما كانت هذه صفة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله ، وهذه أخلاقه وأخلاق أهل بيته ، لا معاوية و لا أنت .
قال : فاضطرب الناس ، وطلب الرجل فلم يقدروا عليه ، وسكت الناس ، وقام إلى يزيد رجل من شيعته يقال له : عطاء بن أبي صيفي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لا تلتفت إلى مقالة الأعداء و قد اُعطيت خلافة اللَّه من بعد أبيك ، فأنت خليفتنا ، وابنك معاوية وليّ العهد بعدك ، لا نريد به بدلاً ، ولا نبغي عنه حولاً ، والسلام .

قال : ثمّ أنشأ يقول :

يزيدُ بن أبي سفيانَ هَل لَكُم‏إلى ثَناءٍ وودٍّ غير مُنصَرمِ‏
إنّا نقولُ ويقضي (اللَّه) معتذراًمهما يشار بنا من صالحِ ندمِ‏
أفتديها بِلَكْم خَدَّها يزيدو قالَ خُذها بلا نكس ولا بَرَمِ‏
لا تَمَهَّدَها في دار غيركُمُ‏إِنّي أَخافُ عليكم حسرةَ الندمِ‏
إِنَّ الخلافةَ لم تعرف لِناكثكم‏بينا دعائمها فيكم ولم ترمِ‏
لا يزال وفودٌ في دياركم‏يَغشَونَ أبلَجَ سبّاقاً إلى الكرم‏
قال : فأمر له يزيد بجائزة حسناء ، ثمّ قام يزيد على قدميه .

۱ذكر كلام يزيد بن معاوية

فحمد اللَّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ، إنّ معاوية كان عبداً من عباد اللَّه ، أنعم اللَّه عليه ثمّ قبضه إليه ، وهو خير ممّن كان بعده ، ودون ممّن كان قبله ، ولا اُزكّيه على اللَّه ، هو أعلم به منّي ، فإن عفا عنه فبرحمته ، وإن عاقبه فبذنبه ، وقد وليت هذا الأمر من بعده ، ولست أقصر عن طلب حقّ ، ولا أعذر من تفريط في باطل ، فإذا

1.۵ / ۹

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5874
صفحه از 512
پرینت  ارسال به