231
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : فصعد حتّى جلس على تلك الفرش ، والناس يدخلون عليه يهنّئونه بالخلافة ويعزّونه في أبيه ، وجعل يزيد يقول : نحن أهل الحقّ وأنصار الدين ، وابشروا يا أهل الشام! فإنّ الخير لم يزل فيكم ، وسيكون بيني وبين أهل العراق حرب شديد ، وقد رأيت في منامي كأنّ نهراً يجري بيني وبينهم دماً عبيطاً ، وجعلت أجهد في منامي أن أجوز ذلك النهر ، فلم أقدر على ذلك حتّى جاءني عبيد اللَّه بن زياد ، فجازه بين يدي وأنا أنظر إليه .

قال :
فأجابه أهل الشام وقالوا : يا أمير المؤمنين ، امضِ بنا حيث شئت وأقدم بنا على من ۱أحببت فنحن بين يديك ، وسيوفنا تعرفها أهل العراق في يوم صفّين .
فقال لهم يزيد : أنتم لعمري كذلك ، وقد كان أمير المؤمنين معاوية لكم كالأب البارّ بالولد ، و كان من العرب أمجدها وأحمدها وأهمدها ، وأعظمها خطراً ، وأرفعها ذكراً ، وأنداها أنامل ، و أوسعها فواضل ، وأسماها إلى الفرع الباسق ، لا يعتريه الفهاهة في بلاغته ، ولا تدخله اللكنة في منطقه ، حتّى إذا انقطع من الدنيا أثره ، وصار إلى رحمة اللَّه تعالى ورضوانه .

1.۵ / ۸


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
230

جاءت بين الحين والآخر في المصادر الاُخرى مثل كتب الحديث والسيرة بنفس الشكل، أو مع بعض الاختلافات وبشكل إجمالي.۱

وقد ذكرنا هنا القسم المتعلق بثورة الإمام الحسين عليه السلام واستشهاده من هذا الكتاب بصورة كاملة وفي موضع واحد.۲ ويبدأ من موت معاوية وإن يزيد كان قد خرج للصيد إلى خارج دمشق ورجع إلى دمشق بعد ثلاثة أيّام من دفن معاوية . وينتهي بالاحداث المتعلقة بمجي‏ء اهل بيت النبي صلى اللّه عليه و آله إلى الشام .

قال [ابن أعثم‏] :

وسار يزيد ومعه جماعة إلى قبر معاوية ، فجلس وانتحب ساعة وبكى ، وبكى الناس معه ، ثمّ قام عن القبر وأنشأ يقول :

جاءَ البريدُ بِقرطاسٍ يَحثُّ بِهِ‏فَأَوجَسَ القَلبُ مِن قرطاسِهِ فزعا
قُلنا لَكَ الوَيلُ ماذا في كِتابِكِم‏قالَ الخَليفةُ أَمسى مُدنفاً وجعا
۳مادَت بنا الأرضُ أو كادت‏تميدُ بناكأنّما العِزّ من أركانها انقَطعا
إنّا نسيرُ على جردٍ مسوّمةيغشى العجاج بنا والنجمُ ما طَلعا
لسنا نُبالي إذا بلّغنَ أرحلناما ماتَ منهنَّ بالبيداءِ أو ظَلعا
حَتَّى دَفَنّا لخيرِ الناسِ كُلُّهِم‏و خيرهم منتمى جِدّاً ومضطجعا
أَغرُّ أبلجُ يُستسقى الغمام به‏لو صارَعَ الناس عَن أَحلامِهِم صُرعا
مَن لا تَزالُ له نفسٌ على شرفٍ‏و شدّ مقدار تِلكَ النفسِ أن تَقَعا
لمّا انتهينا وبابُ الدار مُنصَفِقٌ‏و صوتُ رملة راعَ القَلبَ فانصدَعا
أَودَى ابن هندٍ فأودَى المَجد يَتبعه‏كانا يكونان دهراً قاطعينَ معا
قال : ثمّ ركب يزيد وسار إلى قبّة لأبيه خضراء ، فدخلها وهو معتمّ بعمامة خزّ سوداء ، متقلّداً بسيف أبيه معاوية حتّى وصل إلى باب الدار ، ثمّ جعل يسير والناس عن يمينه وشماله قد نزلوا عن دوابّهم ، وقد ضربت له القباب والفساطيط المدنجة ، حتّى صار إلى القبّة الخضراء ، فلمّا دخلها نظر ، فإذا قد نصبت له فيها فرش كثيرة بعضها على بعض ، ويزيد يحتاج أن يرقى عليها بالكراسي .

1.راجع : الفتوح (ج ۵ ص ۱۹) الرؤيا الصادقة للإمام الحسين عليه السلام في ليلة الخروج من المدينة، حيث يذكّر النبي صلى اللّه عليه و آله بشهادته، وكذلك قوله المعروف: «لم أخرج أشراً ولا بطراً...» في الفتوح (ج ۵ ص ۲۱) ومقارنته مع رواية ابن شهر آشوب في المناقب (ج ۴ ص ۸۹).

2.الفتوح : ج ۵ ص ۶ - ۱۳ .

3.۵ / ۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5873
صفحه از 512
پرینت  ارسال به