جاءت بين الحين والآخر في المصادر الاُخرى مثل كتب الحديث والسيرة بنفس الشكل، أو مع بعض الاختلافات وبشكل إجمالي.۱
وقد ذكرنا هنا القسم المتعلق بثورة الإمام الحسين عليه السلام واستشهاده من هذا الكتاب بصورة كاملة وفي موضع واحد.۲ ويبدأ من موت معاوية وإن يزيد كان قد خرج للصيد إلى خارج دمشق ورجع إلى دمشق بعد ثلاثة أيّام من دفن معاوية . وينتهي بالاحداث المتعلقة بمجيء اهل بيت النبي صلى اللّه عليه و آله إلى الشام .
قال [ابن أعثم] :
وسار يزيد ومعه جماعة إلى قبر معاوية ، فجلس وانتحب ساعة وبكى ، وبكى الناس معه ، ثمّ قام عن القبر وأنشأ يقول :
جاءَ البريدُ بِقرطاسٍ يَحثُّ بِهِفَأَوجَسَ القَلبُ مِن قرطاسِهِ فزعا
قُلنا لَكَ الوَيلُ ماذا في كِتابِكِمقالَ الخَليفةُ أَمسى مُدنفاً وجعا
۳مادَت بنا الأرضُ أو كادتتميدُ بناكأنّما العِزّ من أركانها انقَطعا
إنّا نسيرُ على جردٍ مسوّمةيغشى العجاج بنا والنجمُ ما طَلعا
لسنا نُبالي إذا بلّغنَ أرحلناما ماتَ منهنَّ بالبيداءِ أو ظَلعا
حَتَّى دَفَنّا لخيرِ الناسِ كُلُّهِمو خيرهم منتمى جِدّاً ومضطجعا
أَغرُّ أبلجُ يُستسقى الغمام بهلو صارَعَ الناس عَن أَحلامِهِم صُرعا
مَن لا تَزالُ له نفسٌ على شرفٍو شدّ مقدار تِلكَ النفسِ أن تَقَعا
لمّا انتهينا وبابُ الدار مُنصَفِقٌو صوتُ رملة راعَ القَلبَ فانصدَعا
أَودَى ابن هندٍ فأودَى المَجد يَتبعهكانا يكونان دهراً قاطعينَ معا
قال : ثمّ ركب يزيد وسار إلى قبّة لأبيه خضراء ، فدخلها وهو معتمّ بعمامة خزّ سوداء ، متقلّداً بسيف أبيه معاوية حتّى وصل إلى باب الدار ، ثمّ جعل يسير والناس عن يمينه وشماله قد نزلوا عن دوابّهم ، وقد ضربت له القباب والفساطيط المدنجة ، حتّى صار إلى القبّة الخضراء ، فلمّا دخلها نظر ، فإذا قد نصبت له فيها فرش كثيرة بعضها على بعض ، ويزيد يحتاج أن يرقى عليها بالكراسي .