23
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

تحدّث أهل الكوفة بمقدمه دبّوا إليه فبايعوه ، فبايعه منهم ۱اثنا عشر ألفاً .

قال : فقام رجل ممّن يهوى يزيد بن معاوية إلى النعمان بن بشير ، فقال له : إنّك ضعيف أو متضعِّف ، قد فسد البلاد! فقال له النعمان : أن أكون ضعيفاً وأنا في طاعه اللَّه أحبّ إليَّ من أن أكون قويّاً في معصية اللَّه ، وما كنت لأهتك ستراً ستره اللَّه .

فكتب بقول النعمان إلى يزيد، فدعا مولى له يقال له : سرجون - وكان يستشيره - فأخبره الخبر ، فقال له : أ كنت قابلاً من معاوية لو كان حيّاً؟ قال : نعم ، قال : فاقبل منّي ، فإنّه ليس للكوفة إلّا عبيد اللَّه بن زياد ، فولّها إيّاه - وكان يزيد عليه ساخطاً ، وكان همّ بعزله عن البصرة - فكتب إليه برضائه ، وأنّه قد ولّاه الكوفة مع البصرة ، وكتب إليه أن يطلب مسلم بن عقيل ، فيقتله إن وجده .

قال : فأقبل عبيد اللَّه في وجوه أهل البصرة حتّى قدم الكوفة متلثّماً ، ولا يمرّ على مجلس من مجالسهم فيسلّم إلّا قالوا : عليك السلام يا بن بنت رسول اللَّه - وهم يظنّون أنّه الحسين بن عليّ عليه السلام - حتّى نزل القصر ، فدعا مولى له فأعطاه ثلاثة آلاف ، وقال له : اذهب حتّى تسال عن الرجل الذي يبايع له أهل الكوفة ، فاعلمه أنّك رجل من أهل حمص جئت لهذا الأمر ، وهذا مال تدفعه إليه ليتقوّى ، فلم يزل يتلطّف ويرفق به حتّى دلّ على شيخ من أهل الكوفة يلي البيعة ، فلقيه فأخبره ، فقال له الشيخ : لقد سرّني لقاؤك إيّاي ، وقد ساءني ، فأمّا ما سرّني من ذلك فما هداك اللَّه له ، وأمّا ما ساءني فإنّ أمرنا لم يستحكم بعد ، فأدخله إليه ، فأخذ منه المال وبايعه ، ورجع إلى عبيد اللَّه فأخبره .

فتحوّل مسلم حين قدم عبيد اللَّه بن زياد من الدار التي كان فيها إلى منزل هانئ بن عروة المرادي ، وكتب مسلم بن عقيل إلى الحسين بن عليّ عليه السلام يخبره ببيعة اثني عشر ألفاً من أهل الكوفة ، ويأمره بالقدوم .

1.۵ / ۳۴۸


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
22

قال : وإنّما سمّي سجن عارم لعبد كان يقال له : زيد عارم ، فسمّي السجن به ، وحبس ابن الزبير أخاه عمراً فيه .
قال الواقدي : حدّثنا عبداللَّه بن أبي يحيى ، عن أبيه ، قال : كان مع أنيس بن عمرو ألفان .
وفي هذه السنة وجّه أهل الكوفة الرسل إلى الحسين عليه السلام وهو بمكّة يدعونه إلى القدوم عليهم ، فوجّه إليهم ابن عمّه مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضى اللَّه عنه .

ذكر الخبر عن‏مراسلةالكوفيّين‏الحسين عليه السلام للمصير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل رضى اللّه عنه‏

حدّثني زكرياء بن يحيى الضرير ، قال : حدّثنا أحمد بن جناب المصيصي - ويكنّى أبا الوليد - قال : حدّثنا خالد بن يزيد بن أسد بن عبداللَّه القسري ، قال : حدّثنا عمّار الدهني ، قال : قلت لأبي جعفر : حدّثني بمقتل الحسين حتّى كأنّي حضرته ، قال : مات معاوية والوليد بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة ، فأرسل إلى الحسين بن عليّ ليأخذ بيعته ، فقال له : أخّرني وارفق ، فأخّره ، فخرج إلى مكّة ، فأتاه أهل الكوفة ورسلهم : إنّا قد حبسنا أنفسنا عليك ، ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي ، فاقدم علينا ، وكان النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة .

قال : فبعث الحسين إلى مسلم بن عقيل بن أبي طالب ابن عمّه ، فقال له : سر إلى الكوفة فانظر ما كتبوا به إليَّ ، فإن كان حقّاً خرجنا إليهم .
فخرج مسلم حتّى أتى المدينة ، فأخذ منها دليلين ، فمرّا به في البريّة ، فأصابهم عطش ، فمات أحد الدليلين ، وكتب مسلم إلى الحسين يستعفيه ، فكتب إليه الحسين : أن امض إلى الكوفة .

فخرج حتّى قدمها ، ونزل على رجل من أهلها يقال له : ابن عوسجة ، قال : فلمّا

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5868
صفحه از 512
پرینت  ارسال به