الفصل الثالث : مقتل سيّد الشهداء برواية كتاب الفتوح
الفتوح لأبي محمّد أحمد بن أعثم الكوفي (المتوفّى حوالي ۳۱۴ ه . ق) ، مؤرّخ شهير ، وفي عداد المؤرّخين القدامى ؛ نظير اليعقوبي ، والطبري ، والدينوري . وقد ذكر في كتابه الفتوح أخبار المسلمين من وفاة النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله وحتّى قرن من بدء الخلافة العبّاسية (حوالي منتصف القرن الثالث الهجري) وقد خصّص قسماً لا يستهان به يبلغ حوالي تُسع كتابه للنهضة الحسينيّة.
ورغم أنّه لم يذكر إسناد كلّ واحد من الأخبار على الطريقة المتعارف عليها بين المؤرّخين، إلّا أنّه قدّم عنها فهرساً قصيراً في بداية الكتاب وفي تضاعيفه أحياناً.۱
وقد استند ابن أعثم إلى المصادر القصصيّة إلى جانب المصادر التاريخيّة، بل قد يكون هو نفسه قد حوّل بعضها إلى اُسلوب قصصي، رغم أنّ ذلك قد يقلّل من قيمة الكتاب العامّة، إلّا أنّه أدّى إلى أن تذكر في الفتوح أحياناً روايات دقيقة ومفصّلة بشكل فريد من نوعه، أو أن يقدّم خلال المقارنة مع النصوص الاُخرى، روايات أكثر كمالاً وتفصيلاً عن وقائع عاشوراء. والملاحظة المهمّة في هذا المجال أنّ بعض روايات ابن أعثم لا نجدها في الكتب التاريخيّة إلّا قليلاً، ولكنّها