227
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قتله بزمان .

وروى سالم بن أبي حفصة ، قال : قال عمر بن سعد للحسين عليه السلام : يا أبا عبداللَّه ، إن قبلنا ناساً سفهاء ، يزعمون أنّي أقتلك ، فقال له الحسين عليه السلام : إنّهم ليسوا بسفهاء ولكنّهم حلماء ، أما إنّه يقرّ عيني ألّا تأكل برّ العراق بعدي إلّا قليلاً .
وروى يوسف بن عبدة ، قال : سمعت محمّد بن سيرين يقول : لم تر هذه الحمرة في السماء إلّا بعد قتل الحسين عليه السلام .

وروى سعد الإسكاف ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام : كان قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا ، وقاتل الحسين بن عليّ عليه السلام ولد زنا ، ولم تحمرّ السماء إلّا لهما .
وروى سفيان بن عيينة ، عن عليّ بن يزيد ، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال : خرجنا مع الحسين عليه السلام ، فما نزل منزلاً ولا ارتحل منه إلّا ذكر يحيى بن زكريا وقتله ، وقال يوماً : ومن هوان الدنيا على اللَّه أنّ رأس يحيى بن زكريا عليه السلام اُهدي إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل .

۱وتظاهرت الأخبار بأنّه لم ينج أحد من قاتلي الحسين عليه السلام وأصحابه (رضي اللَّه عنهم) من قتل أو بلاء افتضح به قبل موته .

فصل‏

ومضى الحسين عليه السلام في يوم السبت العاشر من المحرّم سنة إحدى وستّين من الهجرة بعد صلاة الظهر منه قتيلاً مظلوماً ظمآن صابراً محتسباً - على ما شرحناه - وسنّه يومئذ ثمان وخمسون سنة ، أقام منها مع جدّه رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله سبع سنين ، ومع أبيه أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثين سنة ، ومع أخيه الحسن عليهما السلام عشر سنين ، وكانت مدّة خلافته بعد أخيه إحدى عشره سنة ، وكان عليه السلام يخضّب بالحنّاء والكتم ، وقتل عليه السلام وقد نصل الخضاب من عارضيه .

وقد جاءت روايات كثيرة في فضل زيارته عليه السلام ، بل في وجوبها ، فروي عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال : زيارة الحسين بن عليّ عليه السلام واجبة على كلّ من

1.۲ / ۱۳۳


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
226

فعزّاني بابني الحسين ، وأخبرني أنّ طائفة من اُمّتي تقتله ، لا أنالهم اللَّه شفاعتي .

وروي بإسناد آخر عن اُمّ سلمة (رضي اللَّه عنها) أنّها قالت : خرج رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله من عندنا ذات ليلة فغاب عنّا طويلاً ، ثمّ جاءنا وهو أشعث أغبر ويده مضمومة ، فقلت : يا رسول اللَّه ، ما لي أراك شعثاً مغبرّاً؟!

فقال : اُسري بي في هذا الوقت إلى موضع من العراق يقال له : كربلاء ، فاُريت فيه مصرع الحسين ابني وجماعة من ولدي وأهل بيتي ، فلم أزل ألقط دماءهم فها هي في يدي وبسطها إليَّ ، فقال : خذيها واحتفظي بها ، فأخذتها فإذا هي شبه تراب أحمر ، فوضعته في قارورة وسددت رأسها واحتفظت به ، فلمّا خرج الحسين عليه السلام من مكّة متوجّهاً نحو العراق ، كنت أخرج تلك القارورة في كلّ يوم وليلة ، فأشمّها وأنظر إليها ، ثمّ أبكي لمصابه ، فلمّا كان في اليوم ۱العاشر من المحرّم - وهو اليوم الذي قتل فيه عليه السلام - أخرجتها في أوّل النهار وهي بحالها ، ثمّ عدت إليها آخر النهار ، فإذا هي دم عبيط ، فصحت في بيتي وبكيت وكظمت غيظي مخافة أن يسمع أعداؤهم بالمدينة فيسرعوا بالشماتة ، فلم أزل حافظة للوقت حتّى جاء الناعي ينعاه ، فحقّق ما رأيت .

وروي : أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله كان ذات يوم جالساً وحوله عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، فقال لهم : كيف بكم إذا كنتم صرعى وقبوركم شتّى؟
فقال له الحسين عليه السلام : أنموت موتاً أو نقتل؟ فقال : بل تقتل يا بني ظلماً ، ويقتل أخوك ظلماً ، وتشرّد ذراريكم في الأرض .

فقال الحسين عليه السلام : ومن يقتلنا يا رسول اللَّه؟ قال : شرار الناس ، قال : فهل يزورنا بعد قتلنا أحد؟ قال : نعم ، طائفة من اُمّتي يريدون بزيارتكم برّي وصلتي ، فإذا كان يوم القيامة جِئتُهُم إلى الموقف حتّى آخذ بأعضادهم ، فاُخلّصهم من أهواله وشدائده .

وروى عبداللَّه بن شريك العامري ، قال : كنت أسمع أصحاب عليّ عليه السلام إذا دخل عمر بن سعد من باب المسجد يقولون : هذا ۲قاتل الحسين بن عليّ عليه السلام ، وذلك قبل

1.۲ / ۱۳۱

2.۲ / ۱۳۲

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5903
صفحه از 512
پرینت  ارسال به