حسيناً ، فقالت فاطمة عليها السلام : يا رسول اللَّه ، أتستنهض الكبير على الصغير؟!
فقال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : هذا جبرئيل عليه السلام يقول للحسين : إيهاً يا حسيناً ، خذ الحسن .
وروى إبراهيم بن الرافعي ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : رأيت الحسن والحسين عليهما السلام يمشيان إلى الحجّ ، فلم يمرّا براكب إلّا نزل يمشي ، فثقل ذلك على بعضهم ، فقالوا لسعد بن أبي وقاص : قد ثقل علينا المشي ، ولا نستحسن أن نركب وهذان السيّدان يمشيان ، فقال سعد للحسن عليه السلام : يا أبا محمّد ، إنّ المشي قد ثقل على جماعة ممّن معك ، والناس إذا رأوكما تمشيان لم تطب أنفسهم ۱أن يركبوا ، فلو ركبتما ، فقال الحسن عليه السلام : لا نركب ، قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت اللَّه الحرام على أقدامنا ، ولكنّنا نتنكّب الطريق ، فأخذا جانباً من الناس .
وروى الأوزاعي ، عن عبداللَّه بن شدّاد عن اُمّ الفضل بنت الحارث : أنّها دخلت على رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله فقالت : يا رسول اللَّه ، رأيت الليلة حلماً منكراً ، قال : وما هو؟ قالت : إنّه شديد ، قال : ما هو؟
قالت : رأيت كأنّ قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري؟
فقال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً فيكون في حجرك ، فولدت فاطمة الحسين عليه السلام .
فقالت : وكان في حجري كما قال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، فدخلت به يوماً على النبيّ صلى اللّه عليه و آله فوضعته في حجره ، ثمّ حانت منّي التفاتة ، فإذا عينا رسول اللَّه عليه وآله السلام تهراقان بالدموع ، فقلت : بأبي أنت واُمّي يا رسول اللَّه ، ما لكَ؟ !
قال : أتاني جبرئيل عليه السلام ، فأخبرني أن اُمّتي ستقتل ابني هذا ، وأتاني بتربة من تربته حمراء .
۲وروى سمّاك ، عن ابن مخارق ، عن اُمّ سلمة (رضي اللَّه عنها) قالت : بينا رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ذات يوم جالس والحسين عليه السلام جالس في حجره ، إذ هملت عيناه بالدموع ، فقلت له : يا رسول اللَّه ، ما لي أراك تبكي ، جعلت فداك؟! فقال : جاءني جبرئيل عليه السلام