225
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

حسيناً ، فقالت فاطمة عليها السلام : يا رسول اللَّه ، أتستنهض الكبير على الصغير؟!

فقال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : هذا جبرئيل عليه السلام يقول للحسين : إيهاً يا حسيناً ، خذ الحسن .
وروى إبراهيم بن الرافعي ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : رأيت الحسن والحسين عليهما السلام يمشيان إلى الحجّ ، فلم يمرّا براكب إلّا نزل يمشي ، فثقل ذلك على بعضهم ، فقالوا لسعد بن أبي وقاص : قد ثقل علينا المشي ، ولا نستحسن أن نركب وهذان السيّدان يمشيان ، فقال سعد للحسن عليه السلام : يا أبا محمّد ، إنّ المشي قد ثقل على جماعة ممّن معك ، والناس إذا رأوكما تمشيان لم تطب أنفسهم ۱أن يركبوا ، فلو ركبتما ، فقال الحسن عليه السلام : لا نركب ، قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت اللَّه الحرام على أقدامنا ، ولكنّنا نتنكّب الطريق ، فأخذا جانباً من الناس .

وروى الأوزاعي ، عن عبداللَّه بن شدّاد عن اُمّ الفضل بنت الحارث : أنّها دخلت على رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله فقالت : يا رسول اللَّه ، رأيت الليلة حلماً منكراً ، قال : وما هو؟ قالت : إنّه شديد ، قال : ما هو؟
قالت : رأيت كأنّ قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري؟

فقال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً فيكون في حجرك ، فولدت فاطمة الحسين عليه السلام .
فقالت : وكان في حجري كما قال رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، فدخلت به يوماً على النبيّ صلى اللّه عليه و آله فوضعته في حجره ، ثمّ حانت منّي التفاتة ، فإذا عينا رسول اللَّه عليه وآله السلام تهراقان بالدموع ، فقلت : بأبي أنت واُمّي يا رسول اللَّه ، ما لكَ؟ !

قال : أتاني جبرئيل عليه السلام ، فأخبرني أن اُمّتي ستقتل ابني هذا ، وأتاني بتربة من تربته حمراء .

۲وروى سمّاك ، عن ابن مخارق ، عن اُمّ سلمة (رضي اللَّه عنها) قالت : بينا رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ذات يوم جالس والحسين عليه السلام جالس في حجره ، إذ هملت عيناه بالدموع ، فقلت له : يا رسول اللَّه ، ما لي أراك تبكي ، جعلت فداك؟! فقال : جاءني جبرئيل عليه السلام

1.۲ / ۱۲۹

2.۲ / ۱۳۰


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
224

وعبداللَّه وجعفر وعبد الرحمان بنو عقيل بن أبي طالب . ۱ومحمّد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب رحمة اللَّه عليهم أجمعين .
فهؤلاء سبعة عشر نفساً من بني هاشم (رضوان اللَّه عليهم أجمعين) إخوة الحسين وبنو أخيه وبنو عمّيه جعفر وعقيل ، وهم كلّهم مدفونون ممّا يلي رجلي الحسين عليه السلام في مشهده حفر لهم حفيرة ، واُلقوا فيها جميعاً وسوّي عليهم التراب ، إلّا العبّاس بن عليّ (رضوان اللَّه عليه) فإنّه دفن في موضع مقتله على المسنّاة بطريق الغاضرية وقبره ظاهر ، وليس لقبور إخوته وأهله الذين سقيناهم أثر ، وإنّما يزورهم الزائر من عند قبر الحسين عليه السلام ويومئ إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام ، وعليّ بن الحسين عليهما السلام في جملتهم ، ويقال : إنّه أقربهم دفناً إلى الحسين عليه السلام .

فأمّا أصحاب الحسين (رحمة اللَّه عليهم) الذين قتلوا معه ، فإنّهم دفنوا حوله ، ولسنا نحصل لهم أجداثاً على التحقيق والتفصيل ، إلّا أنّا لا نشكّ أنّ الحائر محيط بهم رضي اللَّه عنهم وأرضاهم وأسكنهم جنّات النعيم .

باب طرف من فضائل الحسين عليه السلام وفضل زيارته وذكر مصيبته‏

۲روى سعيد بن راشد ، عن يعلى بن مرّة ، قال : سمعت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يقول : حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ اللَّه من أحبّ حسيناً ، حسين سبط من الأسباط .

وروى ابن لهيعة ، عن أبي عوانة رفعه إلى النبيّ صلى اللّه عليه و آله قال : قال رسول اللَّه : إنّ الحسن والحسين شنفا۳ العرش ، وإنّ الجنّة قالت : يا ربّ أسكنتني الضعفاء والمساكين؟ فقال اللَّه لها : ألا ترضين أنّي زَيَّنتُ أركانك بالحسن والحسين ، قال : فماست‏۴ كما تميس العروس ۵فرحاً .

وروى عبداللَّه بن ميمون القدّاح ، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام قال : اصطرع الحسن والحسين عليهما السلام بين يدي رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، فقال رسول اللَّه : إيهاً حسن ، خذ

1.۲ / ۱۲۶

2.۲ / ۱۲۷

3.الشنف : قرط يلبس في أعلي الاُذن (اُنظر : الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۸۳ «شنف») .

4.الميس : التبختر (الصحاح : ج ۳ ص ۹۸۰ (ميس)» .

5.۲ / ۱۲۸

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5761
صفحه از 512
پرینت  ارسال به