223
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

معه . ثمّ أقبل على جلسائه فقال : الحمد للَّه ، عزّ عليَّ مصرع الحسين ، إن لا أكن آسيت حسيناً بيدي فقد آساه ولديَّ .

وخرجت اُمّ لقمان بنت عقيل بن أبي طالب حين سمعت نعي الحسين عليه السلام حاسرة ومعها أخواتها : اُمّ هانئ ، وأسماء ، ورملة ، وزينب ، بنات عقيل بن أبي طالب (رحمة اللَّه عليهنّ) تبكي قتلاها بالطفّ ، وهي تقول :

ماذا تقولونَ إذ قالَ النبيُّ لَكُم‏ماذا فعلتم وأنتم آخرُ الاُمم‏
بِعِترَتي وبأهلي بعد مُفتقَدي‏منهم اُسارى وَمِنهم ضُرّجوا بدمِ‏
ما كانَ هذا جَزائي إذ نَصَحتُ لكم‏أَن تخلفوني بسوء في ذوي رَحِمي‏
فلمّا كان الليل من ذلك اليوم الذي خطب فيه عمرو بن سعيد بقتل الحسين بن عليّ عليهما السلام بالمدينة ، سمع أهل المدينة في جوف الليل منادياً ينادي ، يسمعون صوته ولا يرون شخصه :

۱أيُّها القاتِلونَ جهلاً حُسيناًأَبشِروا بالعذابِ والتَنكيلِ‏
كلُّ أَهلِ السماء يَدعو عَليكم‏من نبيٍّ وملاك وقبيلِ‏
قد لُعِنتم على لِسانِ ابن داودوموسى وصاحبِ الإنجيلِ‏

فصل‏

أسماء من قتل مع الحسين بن عليّ عليه السلام من أهل بيته بطفّ كربلاء ، وهم سبعة عشر نفساً ، الحسين بن عليّ عليه السلام ثامن عشر ، منهم : العبّاس وعبداللَّه وجعفر وعثمان بنو أمير المؤمنين عليه وعليهم السلام ، اُمّهم اُمّ البنين .
و عبداللَّه وأبو بكر ابنا أمير المؤمنين عليهم السلام ، اُمّهما ليلى بنت مسعود الثقفية .
وعليّ وعبداللَّه ابنا الحسين بن عليّ عليهم السلام .
والقاسم وأبو بكر وعبداللَّه بنو الحسن بن عليّ عليهم السلام .
ومحمّد وعون ابنا عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب رحمة اللَّه عليهم .

1.۲ / ۱۲۵


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
222

يفوتون طرفه ، فإذا نزلوا تنحّى عنهم وتفرّق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ، وينزل منهم حيث إذا أراد إنسان من جماعتهم وضوءاً أو قضاء حاجة لم يحتشم . فسار معهم في جملة النعمان ، ولم يزل ينازلهم في الطريق ويرفق بهم - كما وصّاه يزيد - ويرعونهم حتّى دخلوا المدينة .

فصل‏

۱ولمّا أنفذ ابن زياد برأس الحسين عليه السلام إلى يزيد ، تقدّم إلى عبد الملك بن أبي الحديث السلمي فقال : انطلق حتّى تأتي عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة فبشّره بقتل الحسين ، فقال عبد الملك : فركبت راحلتي وسرت نحو المدنية ، فلقيني رجل من قريش ، فقال : ما الخبر؟ فقلت : الخبر عند الأمير تسمعه ، فقال : إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون! قتل - واللَّه - الحسين .

ولمّا دخلت على عمرو بن سعيد قال : ما وراءك؟ فقلت : ما سرّ الأمير ، قتل الحسين بن علي ، فقال : اخرج فناد بقتله ، فناديت ، فلم أسمع واللَّه واعية قطّ مثل واعية بني هاشم في دورهم على الحسين بن عليّ عليهما السلام حين سمعوا النداء بقتله ، فدخلت على عمرو بن سعيد ، فلمّا رآني تبسّم إليَّ ضاحكاً ، ثمّ أنشأ متمثّلاً بقول عمرو بن معدي كرب :

عجّت نساءُ بني زياد عَجَّةًكعجيجِ نِسوتنا غداةَ الأرنبِ‏
ثمّ قال عمرو : هذه واعية بواعية عثمان . ثمّ صعد المنبر فأعلم الناس قتل الحسين بن عليّ عليهما السلام ، ودعا ليزيد بن معاوية ونزل .
۲ودخل بعض موالي عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب عليه السلام فنعى إليه ابنيه ، فاسترجع ، فقال أبو السلاسل مولى عبداللَّه : هذا ما لقينا من الحسين بن عليّ! فحذفه عبداللَّه بن جعفر بنعله ، ثمّ قال : يا ابن اللخناء ، أللحسين تقول هذا؟! واللَّه ، لو شهدته لأحببت ألّا اُفارقه حتّى اُقتل معه ، واللَّه ، إنّه لمّما يسخي بنفسي عنهما ويعزّيني عن المصاب بهما أنّهما اُصيبا مع أخي وابن عمّي مواسيين له ، صابرين

1.۲ / ۱۲۳

2.۲ / ۱۲۴

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5968
صفحه از 512
پرینت  ارسال به