221
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

الصورة .

۱قالت فاطمة بنت الحسين عليهما السلام : فلمّا جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا ، فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه الجارية - يعنيني ، وكنت جارية وضيئة - فأرعدت وظننت أنّ ذلك جائز لهم ، فأخذت بثياب عمّتي زينب ، وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون .

فقالت عمّتي للشامي : كذبت - واللَّه - ولؤمت ، واللَّه ، ما ذلك لك ولا له .
فغضب يزيد وقال : كذبت ، إنّ ذلك لي ، ولو شئت أن أفعل لفعلت .
قالت : كلا واللَّه ، ما جعل اللَّه لك ذلك إلّا أن تخرج من ملّتنا وتدين بغيرها .
فاستطار يزيد غضباً وقال : إيّاي تستقبلين بهذا؟! إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك .

قالت زينب : بدين اللَّه ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدّك وأبوك إن كنت مسلماً . . قال : كذبتِ يا عدوّة اللَّه .
قالت له : أنت أمير ، تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك ، فكأنّه استحيا وسكت .
فعاد الشامي فقال : هب لي هذه الجارية . فقال له يزيد : اغرب ، وَهَبَ اللَّهُ لَكَ حتفاً قاضياً .

۲ثمّ أمر بالنسوة أن ينزلن في دار على حدة ، معهنّ أخوهن عليّ بن الحسين عليهم السلام ، فأفرد لهم داراً تتّصل بدار يزيد ، فأقاموا أيّاماً ، ثمّ ندب يزيدُ النعمانَ بن بشير وقال له : تجهّز لتخرج بهؤلاء النسوان إلى المدينة .
ولمّا أراد أن يجهّزهم ، دعا عليّ بن الحسين عليهما السلام فاستخلاه ، ثمّ قال له : لعن اللَّهُ ابنَ مرجانة ، أَمَ واللَّه ، لو أنّي صاحب أبيك ما سألني خصلة أبداً إلّا أعطيته إيّاها ، ولدفعت الحتفَ عنه بكلِّ ما استطعت ، ولكنّ اللَّهَ قضى ما رأيت؟ كاتبني من المدينة وأنّه كلّ حاجة تكون لك . وتقدّم بكسوته وكسوة أهله ، وأنفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولاً تقدّم إليه أن يسير بهم في الليل ، ويكونوا أمامه حيث لا

1.۲ / ۱۲۱

2.۲ / ۱۲۲


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
220

ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن ، فانطلقوا بهم حتّى لحقوا بالقوم الذين معهم الرأس ، ولم يكن عليّ بن الحسين عليه السلام يكلّم أحداً من القوم في الطريق كلمة حتّى بلغوا .

فلمّا انتهوا إلى باب يزيد رفع مجفر بن ثعلبة صوته فقال : هذا مجفر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة!
فأجابه عليّ بن الحسين عليهما السلام : ما وَلَدَتْ اُمُّ مجفر أَشَرُّ وأَلأَمُ .
قال : ولمّا وضعت الرؤوس بين يدي يزيد وفيها رأس الحسين عليه السلام قال يزيد :

نفلّق هاماً مِن رجالٍ أعزّةعلينا وَهُم كانوا أعقَّ وأَظلَما
فقال يحيى بن الحكم - أخو مروان بن الحكم - وكان جالساً مع يزيد :

۱لَهامٌ بأَدنَى الطفِّ أدنَى قَرابةًمن ابنِ زياد العبدِ ذي الحَسَب الرذلِ‏
اُميّةُ أَمسَى نَسلُها عَدَدَ الحصى‏وبنتُ رسولِ اللَّه لَيسَ لها نسلُ‏۲
فضرب يزيد في صدر يحيى بن الحكم وقال : اسكت ، ثمّ قال لعليّ بن الحسين : يا ابن حسين ، أبوك قطع رحمي ، وجهل حقّي ، ونازعني سلطاني ، فصنع اللَّه به ما قد رأيت .

فقال عليّ بن الحسين : «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» .
فقال يزيد لابنه خالد : اُردد عليه ، فلم يدر خالد ما يردّ عليه . فقال له يزيد : قل : «وَ مَا أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَن كَثِيرٍ» .
ثمّ دعا بالنساء والصبيان فاُجلسوا بين يديه ، فرأى هيئة قبيحة فقال : قبّح اللَّه ابن مرجانة ، لو كانت بينكم وبينه قرابة رحم ما فعل هذا بكم ، ولا بعث بكم على هذه

1.۲ / ۱۲۰

2.لا يخفي أنّ وحدة القافية في هذه الأبيات تقتضي أن تكون كلمة «نسل» مجرورة ، فقد جاءت في بعض المقاتل هكذا : «من نسل» ، وفي بعضهاهكذا : «وبنت رسول اللَّه ليست بذي نسل» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6033
صفحه از 512
پرینت  ارسال به