219
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

ءَايَتِنَا عَجَبًا» فَقَفَ‏۱ - واللَّه - شعري وناديت : رأسك واللَّه - يا ابن رسول اللَّه - أعجب وأعجب .

۲ولمّا فرغ القوم من التطواف به بالكوفة ، ردّوه إلى باب القصر ، فدفعه ابن زياد إلى زحر بن قيس ، ودفع إليه رؤوس أصحابه ، وسرّحه إلى يزيد بن معاوية عليهم لعائن اللَّه ولعنة اللاعنين في السماوات والأرضين ، وأنفذ معه أبا بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان في جماعة من أهل الكوفة ، حتّى وردوا بها على يزيد بدمشق .

فروى عبداللَّه بن ربيعة الحميري فقال : إنّي لعند يزيد بن معاوية بدمشق ، إذ أقبل زحر بن قيس حتّى دخل عليه ، فقال له يزيد : ويلك ما وراءك وما عندك؟ قال : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح اللَّه ونصره ، ورد علينا الحسين بن عليّ في ثمانية عشر من أهل بيته وستّين من شيعته ، فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا أو ينزلوا على حكم الأمير عبيد اللَّه بن زياد أو القتال ، فاختاروا القتال على الاستسلام ، فغدونا عليهم مع شروق الشمس ، فأحطنا بهم من كلّ ناحية ، حتّى إذا أخذت السيوف مآخذها من هام القوم ، جعلوا يهربون إلى غير وزر ، ويَلوذونَ منّا بالآكام والحفر لواذاً كما لاذَ الحمائم من صقر ، فواللَّه يا أمير المؤمنين ، ما كانوا إلّا جزر جزور أو نومة قائل ، حتّى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسادهم مجرّدة ، وثيابهم مرمّلة ، وخدودهم معفّرة ، تصهرهم الشمس وتسفي عليهم الرياح ، زوّارهم العقبان والرخم .

فأطرق يزيد هنيهة ، ثمّ رفع رأسه فقال : قد كنت أرضى من طاعتكم بدون ۳قتل الحسين ، أما لو أنّي صاحبه لعفوت عنه .
ثمّ إنّ عبيد اللَّه بن زياد بعد إنفاذه برأس الحسين عليه السلام أمر بنسائه وصبيانه فجهّزوا ، وأمر بعليّ بن الحسين فَغُلّ بغلّ إلى عنقه ، ثمّ سرّح بهم في أثر الرأس مع مجفر بن

1.قَفَّ شعري : أي قام من الفزع (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۱۸ (قفف)» .

2.۲ / ۱۱۸

3.۲ / ۱۱۹


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
218

قلت .

وعرض عليه عليّ بن الحسين عليهما السلام فقال له : من أنت؟ فقال : أنا عليّ بن الحسين . فقال : أليس قد قتل اللَّه عليَّ بن الحسين؟
فقال له عليّ عليه السلام : قد كان لي أخ يسمّى عليّاً قتله الناس . فقال له ابن زياد : بل اللَّه قتله .

فقال عليّ بن الحسين عليه السلام : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا» .
فغضب ابن زياد وقال : وبك جرأة لجوابي وفيك بقيّة للردّ عليَّ؟! اذهبوا به فاضربوا عنقه ، فتعلّقت به زينب عمّته وقالت : يا ابن زياد ، حسبك من دمائنا ، واعتنقته وقالت : واللَّه ، لا أفارقه فإن قتلته ۱فاقتلني معه؟ فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة ، ثمّ قال : عجباً للرحم! واللَّه ، إني لأظنّها ودّت أنّي قتلتها معه ، دعوه فإنّي أراه لما به .

ثمّ قام من مجلسه حتّى خرج من القصر ، ودخل المسجد فصعد المنبر فقال : الحمد للَّه الذي أظهر الحقّ وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب وشيعته .

فقام إليه عبداللَّه بن عفيف الأزدي - وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام - فقال : يا عدوّ اللَّه ، إنّ الكذّاب أنت وأبوك ، والذي ولّاك وأبوه ، يا ابن مرجانة ، تقتل أولاد النبيّين وتقوم على المنبر مقام الصدّيقين؟! فقال ابن زياد : عليَّ به؟ فأخذته الجلاوزة ، فنادى بشعار الأزد ، فاجتمع منهم سبعمئة رجل فانتزعوه من الجلاوزة ، فلمّا كان الليل أرسل إليه ابن زياد من أخرجه من بيته ، فضرب عنقه وصلبه في السبخة رحمه اللّه .

ولمّا أصبح عبيد اللَّه بن زياد بعث برأس الحسين عليه السلام فدير به في سكك الكوفة كلّها وقبائلها ، فروي عن زيد بن أرقم أنّه قال : مُرَّ به عليَّ وهو على رمح وأنا في غرفة ، فلمّا حاذاني سمعته يقرأ : «أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَبَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ

1.۲ / ۱۱۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6027
صفحه از 512
پرینت  ارسال به