213
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

بسهم فصرعه ، وشدّ عليه رجل من بني دارم فاحتزّ رأسه .
وحملت الجماعة على الحسين عليه السلام فغلبوه على عسكره ، واشتدّ به العطش ، فركب المسنّاة يريد الفرات وبين يديه العبّاس أخوه ، فاعترضته خيل ابن سعد وفيهم رجل من بني دارم فقال لهم : ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكّنوه من الماء ، فقال الحسين عليه السلام : اللّهمّ أظمئه ، فغضبَ الدارميّ ورماه بسهم فأثبته في حنكه ، فانتزع الحسين عليه السلام السهم وبسط يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه بالدم ، فرمى به ، ثمّ قال : اللّهمّ إنّي أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيّك .

ثمّ رجع إلى مكانه وقد اشتدّ به العطش .
وأحاط القوم بالعبّاس فاقتطعوه عنه ، فجعل يقاتلهم وحده حتّى قتل ۱(رضوان اللَّه عليه) وكان المتولّي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي وحكيم بن الطفيل السنبسي بعد أن اُثخن بالجراح فلم يستطع حراكاً .

ولمّا رجع الحسين عليه السلام من المسنّاة إلى فسطاطه تقدّم إليه شمر بن ذي الجوشن في جماعة من أصحابه فأحاط به ، فأسرع منهم رجل يقال له : مالك بن النسر الكندي ، فَشَتَم الحسينَ وضربه على رأسه بالسيف ، وكان عليه قلنسوة فقطعها حتّى وصل إلى رأسه فأدماه ، فامتلأت القلنسوة دماً ، فقال له الحسين : لا أكلت بيمينك ولا شربت بها ، وحشرك اللَّه مع الظالمين ، ثمّ ألقى القلنسوة ودعا بخرقة فشدّ بها رأسه ، واستدعى قلنسوة اُخرى فلبسها واعتمّ عليها ، ورجع عنه شمر بن ذي الجوشن ومن كان معه إلى مواضعهم ، فمكث هنيهة ، ثمّ عاد وعادوا إليه وأحاطوا به . فخرج إليهم عبداللَّه بن الحسن بن عليّ عليهما السلام - وهو غلام لم يراهق - من عند النساء يشتدّ حتّى وقف إلى جنب الحسين ، فلحقته زينب بنت عليّ عليهما السلام لتحبسه ، فقال لها الحسين : أحبسيه يا اُختي ، فأبى وامتنع عليها امتناعاً شديداً وقال : واللَّه ، لا اُفارق عمّي ، وأهوى أبجر بن كعب إلى الحسين عليه السلام بالسيف ، فقال له الغلام : ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمّي؟! فضربه أبجر بالسيف فاتّقاها الغلام بيده ، فأطنّها إلى

1.۲ / ۱۱۰


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
212

عمّاه! فجلى الحسين عليه السلام كما يجلي الصقر ، ثمّ شدّ شدّة ليثٍ أغضب ، فضرب عمر بن سعيد بن نفيل بالسيف ، فاتّقاها بالساعد فأطنّها من لدن المرفق ، فصاح صيحة سمعها أهل العسكر ، ثمّ تنحّى عنه الحسين عليه السلام . وحملت خيل الكوفة لتستنقذه فتوطّأته بأرجلها حتّى مات .

وانجلت الغبرة فرأيت الحسين عليه السلام قائماً على رأس الغلام - وهو يفحص برجله والحسين يقول : بعداً لقوم قتلوك ومَن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك ، ثمّ قال : عزّ - واللَّه - على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك‏فلا ينفعك ، صوت - واللَّه - كثر واتروه ، وقل ناصروه ، ثمّ حمله على صدره ، فكأنّي أنظر إلى رجلي الغلام تخطّان الأرض ، فجاء به حتّى ألقاه مع ابنه عليّ بن الحسين والقتلى من أهل بيته ، فسألت عنه فقيل لي : هو القاسم بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام .
ثمّ جلس الحسين عليه السلام أمام الفسطاط فاُتي بابنه عبداللَّه بن الحسين وهو طفل ، فأجلسه في حجره ، فرماه رجل من بني أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسين عليه السلام دمه ، فلمّا ملأ كفّه صبّه في الأرض ، ثمّ قال : ربّ إن تكن حبست عنّا النصر من السماء ، فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم لنا من هؤلاء القوم الظالمين ، ثمّ حمله حتّى وضعه مع قتلى أهله .

۱ورمى عبداللَّه بن عقبة الغنوي أبا بكربن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام فَقَتَلَه.
فلمّا رأى العبّاس بن عليّ (رحمة اللَّه عليه) كثرة القتلى في أهله ، قال لإخوته من اُمّه - وهم عبداللَّه وجعفر وعثمان - : يا بني اُمّي ، تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم للَّه ولرسوله ، فإنّه لا ولد لكم .

فتقدّم عبداللَّه فقاتلَ قتالاً شديداً ، فاختلف هو وهانئ بن ثبيت الحضرمي ضربتين فقتله هانئ (لعنه اللَّه) .
وتقدّم بعده جعفر بن عليّ رحمه اللّه فقتله أيضاً هانئ .

وتعمّد خوليّ بن يزيد الأصبحي عثمان بن عليّ رضى اللَّه عنه وقد قام مقام إخوته فرماه

1.۲ / ۱۰۹

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6164
صفحه از 512
پرینت  ارسال به