211
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

ففعل ذلك مراراً وأهل الكوفة يتّقون قتله ، فبصر به مرّة بن منقذ العبدي فقال : عليَّ آثام العرب إن مرّ بي يفعل مثل ذلك إن لم أثكله أباه ، فمرّ يشتدّ على الناس كما مرّ في الأوّل ، فاعترضه مرّة بن منقذ فطعنه فصرع ، واحتواه القوم فقطّعوه بأسيافهم ، فجاء الحسين عليه السلام حتّى وقف عليه فقال : قَتَلَ اللَّهُ قوماً قَتَلوكَ يا بنيّ ، ما أجرأهم على الرحمان وعلى انتهاك حرمة الرسول! وانهملت عيناه بالدموع ، ثمّ قال : على الدنيا بعدك العفاء!!

۱وخرجت زينب اُخت الحسين مسرعة تنادي : يا اُخياه وابن اُخياه! وجاءت حتّى أكبّت عليه ، فأخذ الحسين برأسها فردّها إلى الفسطاط ، وأمر فتيانه فقال : احملوا أخاكم ، فحملوه حتّى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه .

ثمّ رمى رجل من أصحاب عمر بن سعد يقال له : عمرو بن صبيح عبداللَّه بن مسلم بن عقيل رحمه اللّه بسهم ، فوضع عبداللَّه يده على جبهته يتّقيه ، فأصاب السهم كفّه ونفذ إلى جبهته فَسَمَرَها به ، فلم يستطع تحريكها ، ثمّ انتحى عليه آخر برمحه فطعنه في قلبه فقتله .

وحمل عبداللَّه بن قطبة الطائي على عون بن عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب رضى اللَّه عنه فَقَتَلَه . وحمل عامر بن نهشل التيمي على محمّد بن عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب رضى اللَّه عنه فَقَتَله .
وشد عثمان بن خالد الهمداني على عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب رضى اللَّه عنه فَقَتَلَه .

قال حميد بن مسلم : فإنّا لكذلك إذ خرج علينا غلام كأنّ وجهه شقّة قمر ، في يده سيف ، وعليه قميص وإزار ونعلان ، قد انقطع شسع إحداهما ، فقال لي عمر بن سعيد بن نفيل الأزدي : واللَّه ، لأشدّنّ عليه ، فقلت : سبحان اللَّه! وما تريد بذلك؟! دعه يكفيكه هؤلاء القوم الذين ما يبقون على أحد منهم ، فقال : واللَّه ، لأشدّنّ عليه ، فشدّ عليه فما ولّى حتّى ضرب رأسه بالسيف فَفَلَقَهُ ، ووقع ۲الغلام لوجهه فقال : يا

1.۲ / ۱۰۷

2.۲ / ۱۰۸


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
210

وأنشأ زهير بن القين يقول مخاطباً للحسين عليه السلام :

اليومَ نَلقَى جَدَّك النبيّاوحَسَناً والمرتضى عَليّا
وذا الجناحينِ الفَتى الكَمِيا
وكان القتل يبين في أصحاب الحسين عليه السلام ؛ لقلّة عددهم ، ولا يبين في أصحاب عمر بن سعد؛ لكثرتهم .

واشتدّ القتال والتحم وكثر القتل والجراح في أصحاب أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام إلى أن زالت الشمس ، فصلّى الحسين بأصحابه صلاة الخوف .
وتقدَّم حنظلة بن سعد الشبامي بين يدي الحسين عليه السلام ، فنادى أهل الكوفة :
يا قوم ، إنّي أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب ، يا قوم ، إنّي أخاف عليكم يوم التناد ، يا قوم ، لا تقتلوا حسيناً فَيَسحَتُكُم اللَّه بعذاب وقد خاب من افترى ، ثمّ تَقدّم فقاتل حتّى قُتِلَ رحمه اللّه .

وتَقدّم بعده شوذب مولى شاكر ، فقال : السلام عليك يا أبا عبداللَّه ورحمة اللَّه وبركاته ، أستودعك اللَّه وأسترعيك ، ثمّ قاتل حتّى قُتِلَ رحمه اللّه .
۱وتقدّم عابس بن أبي شبيب الشاكري ، فسلّم على الحسين عليه السلام وودّعه وقاتل حتّى قُتِل رحمه اللّه . ولم يزل يتقدّم رجلٌ رجلٌ من أصحابه فَيُقتَل ، حتّى لم يبقَ مع الحسين عليه السلام إلّا أهل بيته خاصّة .

فتقدّم ابنه عليّ بن الحسين عليه السلام - واُمّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي - وكان من أصبح الناس وجهاً ، وله يومئذ بضع عشرة سنة ، فشدّ على الناس ، وهو يقول :

أنا عليُّ بن الحسينِ بن عليّ‏نَحنُ وبيتِ اللَّهِ أولى بالنبيّ‏
تاللَّهِ لا يَحكُم فينا ابنُ الدعي‏أضرِبُ بالسيفِ اُحامي عن أبي‏
ضَرْبَ غلامٍ هاشميّ قرشيّ‏

1.۲ / ۱۰۶

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6226
صفحه از 512
پرینت  ارسال به