209
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» .

ودنا منه حبيب بن مظاهر فقال : عزّ عليَّ مصرعك يا مسلم ، أبشر بالجنّة ، فقال مسلم قولاً ضعيفاً : بشّرك اللَّه بخير . فقال له حبيب : لولا أنّي أعلم أنّي في أثرك من ساعتي هذه ، لأحببت ۱أن توصيني بكلّ ما أهمّك .
ثمّ تراجع القوم إلى الحسين عليه السلام ، فحمل شمر بن ذي الجوشن (لعنه اللَّه) على أهل الميسرة فثبتوا له فطاعنوه ، وحُمِلَ على الحسين وأصحابه من كلّ جانب ، وقاتلهم أصحابُ الحسين قتالاً شديداً ، فأخذت خيلهم تحمل وإنّما هي اثنان وثلاثون فارساً ، فلا تحمل على جانب من خيل الكوفة إلّا كشفته .

فلمّا رأى ذلك عروة بن قيس - وهو على خيل أهل الكوفة - بعث إلى عمر بن سعد : أَما تَرى ما تَلقى خيلي منذ اليوم من هذه العدّة اليسيرة ، ابعث إليهم الرجال والرماة .
فبعث عليهم بالرماة فعقر بالحرّ بن يزيد فرسه ، فنزل عنه وجعل يقول :

إِن تَعقِروا بي فأنا ابنُ الحُرِّأَشجُعُ مِن ذي لِبَدٍ هِزَبْرِ
ويضربهم بسيفه وتكاثروا عليه ، فاشترك في قتله أيّوب بن مسرح ورجل آخر من فرسان أهل الكوفة .

وقاتل أصحابُ الحسين بن عليّ عليه السلام القومَ أشدَّ قتال حتّى انتصف النهار . فلمّا رأى الحصين بن نمير - وكان على الرماة - صبر أصحاب الحسين عليه السلام تقدّم إلى أصحابه - وكانوا خمسمئة نابل - أن يرشقوا أصحاب الحسين عليه السلام بالنبل ، فرشقوهم ، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وجرحوا الرجال ، وأرجلوهم .

واشتدّ القتال ۲بينهم ساعة ، وجاءهم شمر بن ذي الجوشن في أصحابه ، فحمل عليهم زهير بن القين رحمه اللّه في عشرة رجال من أصحاب الحسين ، فكشفهم عن البيوت ، وعطف عليهم شمر بن ذي الجوشن فقتل من القوم وردّ الباقين إلى مواضعهم .

1.۲ / ۱۰۴

2.۲ / ۱۰۵


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
208

الحسين عليه السلام فناداه القوم : إلى أين ثكلتك اُمّك؟! فقال : إنّي أقدم على ربّ رحيم وشفيع مطاع .
فقال الحسين عليه السلام لأصحابه : من هذا؟ قيل : هذا ابن حوزة ، قال : الّلهمّ حزه إلى النار . فاضطربت به فرسه في جدول فوقع وتعلّقت رجله اليسرى بالركاب وارتفعت اليمنى ، فشدّ عليه مسلم بن عوسجة فضرب رجله اليمنى فطارت ، وعدا به فرسه يضرب برأسه كلّ حجر وكلّ شجر حتّى مات وعجّل اللَّه بروحه إلى النار .
ونشب القتال فقتل من الجميع جماعة .

وحمل الحرّ بن يزيد على أصحاب عمر بن سعد وهو يتمثّل بقول عنترة :

ما زِلتُ أَرمِيهِم بِغُرَّةِ وجهِهِ‏وَلَبَانِهِ حتّى تَسَربَلَ بالدمِ‏
۱فبرز إليه رجل من بلحارث يقال له : يزيد بن سفيان ، فما لبثه الحرّ حتّى قتله .

وبرز نافع بن هلال وهو يقول :

أنا ابن هلال البجلي‏أنا على دين عليّ‏
فبرز إليه مزاحم بن حريث ، فقال له : أنا على دين عثمان ، فقال له نافع : أنت على دين شيطان ، وحمل عليه فقتله .
فصاح عمرو بن الحجّاج بالناس : يا حمقى ، أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان أهل المصر ، وتقاتلون قوماً مستميتين ، لا يبرز إليهم منكم أحد ، فإنّهم قليل وقلّما يبقون ، واللَّه ، لو لم ترموهم إلّا بالحجارة لقتلتموهم .

فقال عمر بن سعد : صدقت ، الرأي ما رأيت ، فأرسل في الناس من يعزم عليهم ألّا يُبارز رجلٌ منكم رجلاً منهم .
ثمّ حمل عمرو بن الحجّاج في أصحابه على الحسين عليه السلام من نحو الفرات ، فاضطربوا ساعة ، فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي (رحمة اللَّه عليه) وانصرف عمرو وأصحابه ، وانقطعت الغبرة ، فوجدوا مسلماً صريعاً ، فمشى إليه الحسين عليه السلام ، فإذا به رمق ، فقال : رحمك اللَّه يا مسلم «فَمِنْهُم مَّن قَضَى‏ نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا

1.۲ / ۱۰۳

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6225
صفحه از 512
پرینت  ارسال به