21
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

حدّثني خالد بن الياس ، عن أبي بكر بن عبداللَّه بن أبي الجهم ، قال : لمّا قدم عمرو بن سعيد المدينة والياً ، قدم في ذي القعدة سنة ستّين ، فولّى عمرو بن الزبير شرطته ، وقال : قد أقسم أمير المؤمنين إلّا يقبل بيعة ابن الزبير إلّا أن يؤتى به في جامعة ، فليبرّ يمين أمير المؤمنين ، فإنّي أجعل جامعة خفيفة من ورق أو ذهب ، ويلبس عليها برنساً ، ولا تُرى إلّا أن يسمع صوتها ، وقال :

خذها فَلَيست لِلعزيز بخُطَّةو فيها مقالٌ لامري‏ءٍ مُتَذلِّل‏
أ عامِرُ إن القومَ ساموكَ خُطَّةًو مالكَ في الجيران عذلُ مُعَذِّل‏
قال محمّد : وحدّثني رياح بن مسلم ، عن أبيه ، قال : بعث إلى عبداللَّه بن الزبير عمرو بن سعيد ، فقال له أبو شريح : لا تغزُ مكّة؛ فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يقول : إنّما أذن اللَّه لي في القتال بمكّة ساعة من نهار ، ثمّ عادت كحرمتها .

فأبى عمرو أن يسمع قوله ، وقال : نحن أعلم بحرمتها منك أيّها الشيخ ، فبعث عمرو جيشاً مع عمرو ومعه أنيس بن عمرو الأسلمي ، وزيد غلام محمّد بن عبداللَّه بن الحارث بن هشام ، وكانوا نحو ألفين ، فقاتلهم أهل مكّة ، فَقُتِلَ أنيس بن عمرو والمهاجر مولى القلمس في ناس كثير ، وهزم جيش عمرو ، فجاء عبيدة بن الزبير ، فقال لأخيه عمرو : أنت في ذمّتي ، وأنا لك جار ، فانطلق به إلى عبداللَّه ، فدخل على ابن الزبير فقال : ما هذا الدم الذي في وجهك يا خبيث؟ فقال عمرو :

لَسنا على الأعقابِ تُدمى كُلومُناو لكن على أقدامِنا تَقطُرُ الدّما
فحبسه وأخفر ۱ عبيدة ، وقال : أمرتك أن تجير هذا الفاسق المستحلّ لحرمات اللَّه؟! ثمّ أقاد عمراً من كلّ من ضربة إلّا المنذر وابنه ، فإنّهما أبيا ۲أن يستقيدا ، ومات تحت السياط .

1.أخفر عبيدة : أي لم يفِ له بذمّته (لسان العرب : ج ۴ ص ۲۵۳ «خفر)» .

2.۵ / ۳۴۷


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
20

هذا ما لا يصلح .

قال محمّد بن عمر : فحدّثت هذا الحديث محمّد بن عبيد بن عمير ، فقال : أخبرني عمرو بن دينار ، قال : كتب يزيد بن معاوية إلى عمرو بن سعيد : أن استعمل عمرو بن الزبير على جيش ، وابعثه إلى ابن الزبير ، وابعث معه أنيس بن عمرو ، قال : فسار عمرو بن الزبير حتّى نزل في داره عند الصفا ، ونزل أنيس بن عمرو بذي طوى ، فكان عمرو بن الزبير يصلّي بالناس ، ويصلّي خلفه عبداللَّه بن الزبير ، فإذا انصرف شبّك أصابعه في أصابعه ، ولم يبق أحد من قريش إلّا أتى عمرو بن الزبير ، وقعد عبداللَّه بن صفوان ، فقال : ما لي لا أرى عبداللَّه بن صفوان؟! أما واللَّه ، لئن سرت إليه ليعلمنَّ أنّ بني جمح ومن ضوى إليه من غيرهم قليل .

فبلغ عبداللَّه بن صفوان كلمته هذه ، فحرّكته ، فقال لعبداللَّه بن الزبير : إني أراك كأنّك تريد البقيا على أخيك ، فقال عبداللَّه : أنا أبقي عليه يا أبا صفوان! واللَّه ، لو قدرت على عون الذرّ عليه لاستعنت بها عليه ، فقال ابن صفوان : فأنا أكفيك أنيس بن عمرو ، فاكفني أخاك .
قال ابن الزبير : نعم ، فسار عبداللَّه بن صفوان إلى أنيس بن عمرو وهو بذي طوى ، فلاقاه في جمع كثير من أهل مكّة وغيرهم من الأعوان ، فهزم أنيس بن عمرو ومن معه ، وقتلوا مدبرهم ، وأجهزوا على جريحهم ، وسار مصعب بن عبد الرحمن إلى عمرو ، وتفرّق عنه أصحابه حتّى تخلّص إلى عمرو بن الزبير ، فقال عبيدة بن الزبير لعمرو :

تعال أنا أجيرك ، فجاء عبداللَّه بن الزبير ، فقال : قد أجرت عمراً ، فأجره لي ، فأبى أن يجيره ، وضربه بكلّ من كان ضرب بالمدينة ، وحبسه بسجن عارم .
قال‏۱ الواقدي : قد اختلفوا علينا في حديث عمرو بن الزبير ، وكتبت كلّ ذلك :

1.۵ / ۳۴۶

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6048
صفحه از 512
پرینت  ارسال به