19
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال محمّد بن عمر : حدّثني شرحبيل بن أبي عون ، عن أبيه ، قال : نظر إلى كلّ من كان يهوى هوى ابن الزبير فضربه ، وكان ممّن ضرب المنذر بن الزبير ، وابنه محمّد بن المنذر ، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث ، وعثمان بن عبداللَّه بن حكيم بن حزام ، وخبيب بن عبداللَّه بن الزبير ، ومحمّد بن عمّار بن ياسر ، فضربهم الأربعين إلى الخمسين إلى الستّين ، وفرّ منه عبد الرحمن بن عثمان ، وعبد الرحمن بن عمرو بن سهل في اُناس إلى مكّة ، فقال عمرو بن سعيد لعمرو بن الزبير : مَن رجل نوجّه إلى أخيك؟
قال : لا توجّه إليه رجلاً أبداً أنكأ له منّي! فأخرج لأهل الديوان عشرات ، وخرج من موالي أهل المدينة ناس كثير ، وتوجّه معه أنيس بن عمرو الأسلمي في سبعمئة ، فوجّهه في مقدّمته ، فعسكر بالجرف ، فجاء مروان بن الحكم إلى عمرو بن سعيد فقال : لا تغز مكّة ، واتّق اللَّه ، ولا تحلّ حرمه البيت ، وخلّوا ابن الزبير فقد كبر ، هذا له بضع وستّون سنة ، وهو رجل لجوج ، واللَّه ، لئن لم تقتلوه ليموتنّ ، فقال عمرو بن الزبير : واللَّه ، لنقاتلنّه ولنغزونّه في جوف الكعبة على رغم أنف من رغم .

فقال مروان : واللَّه ، إنّ ذلك ليسوءني ، فسار أنيس بن عمرو الأسلمي حتّى نزل بذي طوى ، وسار عمرو بن الزبير حتّى نزل بالأبطح ، فأرسل عمرو بن الزبير إلى أخيه : برّ يمين الخليفة ، واجعل في عنقك جامعة من فضّة لا تُرى ، لا يضرب الناس بعضهم بعضاً ، واتّق اللَّه فإنّك في بلد حرام .

قال ابن الزبير : موعدك المسجد ، فأرسل ابن الزبير عبداللَّه بن صفوان الجمحي‏۱ إلى أنيس بن عمرو من قبل ذي طوى ، وكان قد ضوى إلى عبداللَّه بن صفوان قوم ممّن نزل حول مكّة ، فقاتلوا أنيس بن عمرو ، فَهُزِمَ أنيس بن عمرو أقبح هزيمة ، وتفرّق عن عمرو جماعة أصحابه ، فدخل دار علقمة ، فأتاه عبيدة بن الزبير فأجاره ، ثمّ جاء إلى عبداللَّه بن الزبير فقال : إنّي قد أجرته ، فقال : أ تجير من حقوق الناس؟!

1.۵ / ۳۴۵


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
18

ذكر عزل الوليد عن المدينة وولاية عمرو بن سعيد

وفي هذه السنة عزل يزيدُ الوليدَ بن عتبة عن المدينة ، عزله في شهر رمضان ، فأقرّ عليها عمرو بن سعيد الأشدق .

وفيها قدم عمرو بن سعيد بن العاص المدينة في رمضان ، فزعم الواقدي أنّ ابن عمر لم يكن بالمدينة حين ورد نعي معاوية وبيعة يزيد على الوليد ، وأنّ ابن الزبير والحسين لما دُعيا إلى البيعة ليزيد أبيا وخرجا من ليلتهما إلى مكّة ، فلقيهما ابن عبّاس وابن عمر جائيين من مكّة ، فسألاهما ، ما وراءكما؟
قالا : موت معاوية والبيعة ليزيد ، فقال لهما ابن عمر : اتّقيا اللَّه ولا تفرّقا جماعة المسلمين ، وأمّا ابن عمر فقدم فأقام أيّاماً ، فانتظر حتّى جاءت البيعة من البلدان ، فتقدّم إلى الوليد بن عتبة فبايعه ، وبايعه ابن عبّاس .
وفي هذه السنة وجّه عمرو بن سعيد عمرو بن الزبير إلى أخيه عبداللَّه بن الزبير لحربه .

ذكر الخبر عن ذلك‏

ذكر محمّد بن عمر أنّ عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق قدم المدينة في رمضان سنة ستّين ، فدخل عليه أهل المدينة ، فدخلوا على رجل عظيم الكبر مفوّه .

قال ۱محمّد بن عمر : حدّثنا هشام بن سعيد ، عن شيبة بن نصاح ، قال : كانت الرسل تجري بين يزيد بن معاوية وابن الزبير في البيعة ، فحلف يزيد ألّا يقبل منه حتّى يؤتى به في جامعة ، وكان الحارث بن خالد المخزومي على الصلاة ، فمنعه ابن الزبير ، فلمّا منعه كتب يزيد إلى عمرو بن سعيد ، أن ابعث جيشاً إلى ابن الزبير ، وكان عمرو بن سعيد لمّا قدم المدينة ولّى شرطته عمرو بن الزبير ، لما كان يعلم ما بينه وبين عبداللَّه بن الزبير من البغضاء ، فأرسل إلى نفر من أهل المدينة فضربهم ضرباً شديداً .

1.۵ / ۳۴۴

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5696
صفحه از 512
پرینت  ارسال به