157
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

روى زاذان عن سلمان رضى اللّه عنه قال : سمعت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يقول في الحسن والحسين عليهما السلام :

۱الّلهمّ إنّي اُحبّهما فأحبّهما وأحبّ من أحبّهما .
وقال عليه وآله السلام : من أحبّ الحسن والحسين عليهما السلام أحببته ، ومن أحببته أحبّه اللَّه ، ومن أحبّه اللَّه عزّ و جلّ أدخله الجنّة ، ومن أبغضهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه اللَّه ، ومن أبغضه اللَّه خلّده في النار .
وقال عليه وآله السلام : إنّ ابنيَّ هذين ريحانتاي من الدنيا .
وروى زر بن حبيش عن ابن مسعود ، قال : كان النبيّ صلى اللّه عليه و آله يصلّي فجاءه الحسن والحسين عليهما السلام فارتدفاه ، فلمّا رفع رأسه أخذهما أخذاً رفيقاً ، فلمّا عاد عادا ، فلمّا انصرف أجلس هذا على فخذه وهذا على فخذه ، وقال : من أحبّني فليحبّ هذين .

۲وكانا عليهما السلام حجّة اللَّه تعالى لنبيّه عليه وآله السلام في المباهلة ، وحجّة اللَّه من بعد أبيهما أمير المؤمنين - عليه وعليهم السلام - وعلى الاُمّة في الدين والإسلام والملّة .
وروى محمّد بن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال : قال الحسن بن عليّ عليهما السلام لأصحابه : إنّ للَّه تعالى مدينتين : إحداهما في المشرق ، والاُخرى في المغرب ، فيهما خلق للَّه عزّ و جلّ لم يهمّوا بمعصية له قطّ ، واللَّه ، ما فيهما وما بينهما حجّة للَّه على خلقه غيري وغير أخي الحسين .

وجاءت الرواية بمثل ذلك عن الحسين عليه السلام أنّه قال لأصحاب ابن زياد : ما بالكم تناصرون عليَّ؟! أَمَ واللَّه ، لئن قتلتموني لتقتلنَّ حجّة اللَّه عليكم ، لا واللَّه ، ما بين جابلقا وجابرسا ابن نبيّ احتجّ اللَّه به عليكم غيري .
يعني بجابلقا وجابرسا المدينتين اللتين ذكرهما الحسن أخوه عليه السلام .

وكان من برهان كمالهما وحجّة اختصاص اللَّه لهما - بعد الذي ذكرناه من مباهلة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله بهما - بيعة رسول اللَّه لهما ، ولم يبايع صبيّاً في ظاهر الحال غيرهما ، ونزول القرآن بإيجاب ۳ثواب الجنّة لهما على عملهما مع ظاهر الطفولية فيهما ، ولم

1.۲ / ۲۸

2.۲ / ۲۹

3.۲ / ۳۰


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
156

والمحدّثين قبله ، استطاع أن يعدّ تاريخاً صالحاً للاعتماد عليه بشأن حياة أئمّة النبي صلى اللّه عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام .

وقد أدّى الاُسلوب التلفيقي للمؤلّف في ذكر مجموع الحوادث والإشارة الإجماليّة إلى إسناد الروايات ، بالإضافة إلى مكانة الشيخ المفيد وشهرته إلى أن يحظى كتاب الإرشاد منذ تأليفه ونشره بالإقبال ، ويتحوّل إلى مرجع للكثير من استنادات العلماء ، وأن تعتمد عليه المصادر التالية له .

خصّص المفيد رحمه اللّه حوالي سُبْع كتاب الإرشاد لحياة الإمام الحسين عليه السلام ونهضة عاشوراء . وقد جاء هنا جميع ما ذكره الشيخ المفيد رحمه اللّه في هذا الكتاب فيما يتعلق بحياة الإمام الحسين عليه السلام وثورته وشهادته . ۱

باب ذكر الإمام بعد الحسن بن عليّ عليهما السلام وتاريخ مولده ، ودلائل إمامته ، ومبلغ سنّه ، ومدّة خلافته ، ووقت وفاته وسببها ، وموضع قبره ، وعدد أولاده ، ومختصر من أخباره‏

۲والإمام بعد الحسن بن عليّ عليهما السلام أخوه الحسين بن عليّ ، ابن فاطمة بنت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليهم) بنصّ أبيه وجدّه عليه ، ووصيّة أخيه الحسن إليه .
كنيته : أبو عبداللَّه .
ولد بالمدينة لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، وجاءت به اُمّه فاطمة عليهما السلام إلى جدّه رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، فاستبشر به وسمّاه حسيناً ، وعقّ عنه كبشاً ، وهو وأخوه بشهادة الرسول (صلّى اللَّه عليه وعليهما) سيّدا شباب أهل الجنّة ، وبالاتّفاق الذي لا مرية فيه سبطا نبيّ الرحمة .

وكان الحسن بن عليّ عليهما السلام يشبه بالنبيّ صلى اللّه عليه و آله من صدره إلى رأسه ، والحسين يشبه به من صدره إلى رجليه ، وكانا حبيبي رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله من بين جميع أهله وولده .

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۲۷ - ۱۳۵ .

2.۲ / ۲۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5777
صفحه از 512
پرینت  ارسال به