روى زاذان عن سلمان رضى اللّه عنه قال : سمعت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يقول في الحسن والحسين عليهما السلام :
۱الّلهمّ إنّي اُحبّهما فأحبّهما وأحبّ من أحبّهما .
وقال عليه وآله السلام : من أحبّ الحسن والحسين عليهما السلام أحببته ، ومن أحببته أحبّه اللَّه ، ومن أحبّه اللَّه عزّ و جلّ أدخله الجنّة ، ومن أبغضهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه اللَّه ، ومن أبغضه اللَّه خلّده في النار .
وقال عليه وآله السلام : إنّ ابنيَّ هذين ريحانتاي من الدنيا .
وروى زر بن حبيش عن ابن مسعود ، قال : كان النبيّ صلى اللّه عليه و آله يصلّي فجاءه الحسن والحسين عليهما السلام فارتدفاه ، فلمّا رفع رأسه أخذهما أخذاً رفيقاً ، فلمّا عاد عادا ، فلمّا انصرف أجلس هذا على فخذه وهذا على فخذه ، وقال : من أحبّني فليحبّ هذين .
۲وكانا عليهما السلام حجّة اللَّه تعالى لنبيّه عليه وآله السلام في المباهلة ، وحجّة اللَّه من بعد أبيهما أمير المؤمنين - عليه وعليهم السلام - وعلى الاُمّة في الدين والإسلام والملّة .
وروى محمّد بن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال : قال الحسن بن عليّ عليهما السلام لأصحابه : إنّ للَّه تعالى مدينتين : إحداهما في المشرق ، والاُخرى في المغرب ، فيهما خلق للَّه عزّ و جلّ لم يهمّوا بمعصية له قطّ ، واللَّه ، ما فيهما وما بينهما حجّة للَّه على خلقه غيري وغير أخي الحسين .
وجاءت الرواية بمثل ذلك عن الحسين عليه السلام أنّه قال لأصحاب ابن زياد : ما بالكم تناصرون عليَّ؟! أَمَ واللَّه ، لئن قتلتموني لتقتلنَّ حجّة اللَّه عليكم ، لا واللَّه ، ما بين جابلقا وجابرسا ابن نبيّ احتجّ اللَّه به عليكم غيري .
يعني بجابلقا وجابرسا المدينتين اللتين ذكرهما الحسن أخوه عليه السلام .
وكان من برهان كمالهما وحجّة اختصاص اللَّه لهما - بعد الذي ذكرناه من مباهلة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله بهما - بيعة رسول اللَّه لهما ، ولم يبايع صبيّاً في ظاهر الحال غيرهما ، ونزول القرآن بإيجاب ۳ثواب الجنّة لهما على عملهما مع ظاهر الطفولية فيهما ، ولم