15
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

حسيناً ، سبحان اللَّه! أقتل حسيناً أن قال : لا اُبايع؟! واللَّه ، إنّي لا أظنّ امرءاً يحاسب بدم حسين لخفيف الميزان عند اللَّه يوم القيامة .

فقال له مروان : فإذا كان هذا رأيك فقد أصبت فيما صنعت ، يقول هذا له وهو غير الحامد له على رأيه .
وأمّا ابن الزبير ، فقال : الآن آتيكم ، ثمّ أتى داره فكمن فيها ، فبعث الوليد إليه فوجده مجتمعاً في أصحابه متحرّزاً ، فألحّ عليه بكثرة الرسل والرجال في أثر الرجال .
فأمّا حسين فقال : كفّ حتّى تنظر وننظر ، وترى ونرى .
وأمّا ابن الزبير فقال : لا تعجلوني فإنّي آتيكم ، أمهلوني ، فألحّوا عليهما عشيّتهما تلك كلّها وأوّل ليلهما ، وكانوا على حسين أشدّ إبقاء .
وبعث الوليد إلى ابن الزبير موالي له فشتموه وصاحوا به : يا بن الكاهلية ، واللَّه ، لتأتينّ الأمير أو ليقتلنّك ، فلبث بذلك نهاره كلّه وأوّل ليله يقول : الآن أجي‏ء ، فإذا استحثّوه قال : واللَّه ، لقد استربت بكثرة الإرسال ، وتتابع هذه الرجال ، فلا تعجلوني حتّى أبعث إلى الأمير من يأتيني برأيه وأمره ، فبعث إليه أخاه جعفر بن الزبير ، فقال : رحمك اللَّه! كفّ عن عبداللَّه ، فإنّك قد أفزعته وذعرته بكثرة رسلك ، وهو آتيك غداً إن شاء اللَّه ، فَمُر رسلَكَ فلينصرفوا عنّا ، فبعث إليهم فانصرفوا ، وخرج ابن الزبير من تحت الليل ، فأخذ طريق ۱الفرع هو وأخوه جعفر ، ليس معهما ثالث ، وتجنّب الطريق الأعظم مخافة الطلب ، وتوجّه نحو مكّة .

فلمّا أصبح بعث إليه الوليد فوجده قد خرج ، فقال مروان : واللَّه ، إن أخطأ مكّة ، فسرّح في أثره الرجال ، فبعث راكباً من موالي بني اُميّه في ثمانين راكباً ، فطلبوه فلم يقدروا عليه ، فرجعوا ، فتشاغلوا عن حسين بطلب عبداللَّه يومهم ذلك حتّى أمسوا ،

1.۵ / ۳۴۱


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
14

فقام فجمع إليه مواليه وأهل بيته ، ثمّ أقبل يمشي حتّى انتهى إلى باب الوليد ، وقال لأصحابه : إنّي داخل ، فإن دعوتكم أو سمعتم صوته قد علا ، فاقتحموا عليَّ بأجمعكم ، وإلّا فلا تبرحوا حتّى أخرج إليكم .
فدخل فسلّم عليه بالإمرة ومروان جالس عنده ، فقال حسين - كأنّه لا يظنّ ما يظنّ من موت معاوية : الصلة خير من القطيعة ، أصلح اللَّه ذات بينكما! فلم يجيباه في هذا بشي‏ء ، وجاء حتّى جلس ، فأقرأه الوليد الكتاب ، ونعى له معاوية ، ودعاه إلى البيعة .
فقال حسين : إِنَّا للَّهِ‏ِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ! ورحم اللَّه معاوية ، وعظّم لك الأجر! أمّا ما سألتني من البيعة فإنّ مثلي لا يعطي بيعته سرّاً ۱ولا أراك تجتزئ بها منّي سرّاً دون أن نظهرها على رؤوس الناس علانية . قال : أجل .

قال : فإذا خرجت إلى الناس فدعوتهم إلى البيعة دعوتنا مع الناس ، فكان أمراً واحداً . فقال له الوليد - وكان يحبّ العافية : فانصرف على اسم اللَّه حتّى تأتينا مع جماعة الناس .
فقال له مروان : واللَّه ، لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبداً حتّى تكثر القتلى بينكم وبينه ، احبس الرجل ، ولا يخرج من عندك حتّى يبايع أو تضرب عنقه!!
فوثب عند ذلك الحسين ، فقال : يا بن الزرقاء ، أنت تقتلني أم هو؟! كذبت واللَّه وأثمت ، ثمّ خرج فمرّ بأصحابه ، فخرجوا معه حتّى أتى منزله .
فقال مروان للوليد : عصيتني ، لا واللَّه ، لا يمكّنك من مثلها من نفسه أبداً .

قال الوليد : وبّخ غيرك يا مروان! إنّك اخترت لي التي فيها هلاك ديني ، واللَّه ، ما اُحبّ أنّ لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها ، وأنّي قتلت

1.۵ / ۳۴۰

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5958
صفحه از 512
پرینت  ارسال به