149
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

وأعطاه دنانير ، وقال : لا تعتلّ ، وإن قامت بك راحلتك فاشتر راحلة .

قال عبد الملك : فقدمت المدينة ، فلقيني رجل من قريش ، فقال : ما الخبر؟ فقلت : الخبر عند الأمير ، فقال : إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ! قتل الحسين بن عليّ ، فدخلت على عمرو بن سعيد فقال : ما وراءك؟ فقلت : ما سرّ الأمير ، قتل الحسين بن عليّ ، فقال : ناد بقتله ، فناديت بقتله ، فلم أسمع واللَّه واعية قطّ مثل واعية نساء بني هاشم في دورهنّ على الحسين ، فقال عمرو بن سعيد وضحك :

عَجَّت نِساءُ بني زياد عَجّةًكَعَجيجِ نِسوتِنا غَداةَ الأرنَبِ‏
والأرنب : وقعة كانت لبني زبيد على بني زياد من بني الحارث بن كعب ، من رهط عبد المدان ، وهذا البيت لعمرو بن معديكرب ، ثمّ قال عمرو :

هذه واعية بواعية عثمان بن عفّان ، ثمّ صعد المنبر فأعلم الناس قتله .
قال هشام ، عن أبي مخنف ، عن سليمان بن أبي راشد ، عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود ، قال : لمّا بلغ عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب مقتل ابنيه مع الحسين ، دخل عليه بعض مواليه والناس يعزّونه - قال : ولا أظنّ مولاه ذلك إلّا أبا اللسلاس - فقال : هذا ما لقينا و دخل علينا من الحسين! قال : فحذفه عبداللَّه بن جعفر بنعله ، ثمّ قال : يا بن اللخناء ، أَ للحسين تقول هذا؟! واللَّه لو شهدته لأحببت إلّا اُفارقه حتّى اُقتل معه ، واللَّه ، إنه لممّا يسخي بنفسي عنهما ، ويهوّن عليّ المصاب بهما ، أنّهما اُصيبا مع أخي وابن عمّي مواسيين له ، صابرين معه ، ثمّ أقبل على جلسائه فقال : الحمد للَّه عزّ و جلّ على مصرع الحسين ، إلّا تكن آست حسيناً يدي ، فقد آساه ولدي .

قال : ولمّا اُتي أهل المدينة مقتل الحسين خرجت ابنة عقيل بن أبي طالب ومعها نساؤها ، وهي حاسره تلوي بثوبها وهي تقول :

۱ما ذا تَقولونَ إن قالَ النبيُّ لَكُم‏ماذا فَعَلتُم وأَنتُم آخرُ الاُممِ‏
بِعِترَتي وبِأَهلي بَعدَ مُفتقدِي‏مِنهُم اُسارى ومِنهُم ضُرِّجوا بِدَمِ!

1.۵ / ۴۶۷


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
148

الثمالي ، عن القاسم بن بخيت ، قال : لما أقبل وفد أهل الكوفة برأس الحسين دخلوا مسجد دمشق ، فقال لهم مروان بن الحكم : كيف صنعتم؟

قالوا : ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلاً ، فأتينا واللَّه على آخرهم ، وهذه الرؤوس والسبايا ، فوثب مروان فانصرف ، وأتاهم أخوه يحيى بن الحكم ، فقال : ما صنعتم؟ فأعادوا عليه الكلام ، فقال : حجبتم عن محمّد يوم القيامة ، لن اُجامعكم على أمر أبداً ، ثمّ قام فانصرف ، ودخلوا على يزيد فوضعوا الرأس بين يديه ، وحدّثوه الحديث . قال : فسمعت دور الحديث هند بنت عبداللَّه بن عامر بن كريز - وكانت تحت يزيد بن معاوية - فتقنّعت بثوبها ، وخرجت فقالت : يا أمير المؤمنين ، أراس الحسين بن فاطمة بنت رسول اللَّه؟!

قال : نعم فاعولي عليه ، وحدّي على ابن بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وصريحة قريش ، عجّل عليه ابن زياد فقتله ، قتله اللَّه! ثمّ أذن للناس فدخلوا والرأس بين يديه ، ومع يزيد قضيب فهو ينكت به في ثغره ، ثمّ قال : إنّ هذا وإيّانا كما قال الحصين بن الحُمام المري :

يفلِّقنَ هاماً مِن رِجالٍ أحبّةٍإِلينا وهُم كانوا أعقَّ وأَظلَما
قال : فقال رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يقال له أبو برزه الأسلمي : أ تنكت بقضيبك في ثغر الحسين؟! أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذاً ، لربما رأيت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يرشفه ، أما إنّك يا يزيد تجي‏ء يوم القيامة وابن زياد شفيعك ، ويجي‏ء هذا يوم القيامة ومحمد صلى اللّه عليه و آله شفيعه ، ثمّ قام فولّى .

قال هشام : حدّثني عوانة بن الحكم ، قال : لمّا قتل عبيد اللَّه بن زياد الحسين بن عليّ وجي‏ء برأسه إليه ، دعا عبد الملك بن أبي الحارث السلمي فقال : انطلق حتّى تقدم المدينة على عمرو بن سعيد بن العاص ، فبشّره بقتل الحسين - وكان عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة يومئذ - قال : فذهب ۱ليعتلّ له ، فزجره - وكان عبيد اللَّه لا يصطلي بناره - فقال : انطلق حتّى تأتي المدينة ، ولا يسبقك الخبر ،

1.۵ / ۴۶۶

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6057
صفحه از 512
پرینت  ارسال به