147
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قوله : أبوه خير من أبي ، فقد حاجّ أبي أباه ، وعلم الناس أيّهما حكم له ، وأمّا قوله : اُمّي خير من اُمّه ، فلعمري فاطمة ابنه رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله خير من اُمّي ، وأمّا قوله : جدّي خير من جدّه ، فلعمري ما أحد يؤمن باللَّه واليوم الآخر يرى لرسول اللَّه فينا عِدلاً ولا ندّاً ، ولكنّه إنّما اُتي من قبل فقهه ، ولم يقرا : «قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ» .

ثمّ اُدخل نساء الحسين على يزيد ، فصاح نساء آل يزيد وبنات معاوية وأهله وولولن . ثمّ إنّهنّ اُدخلن على يزيد ، فقالت فاطمة بنت الحسين - وكانت أكبر من سكينة : أبنات رسول اللَّه سبايا يا يزيد؟!
فقال يزيد : يا ابنة أخي ، أنا لهذا كنت أكره .
قالت : واللَّه ، ما ترك لنا خرص ، قال : يا ابنة أخي ما آت إليك أعظم ممّا اُخذ منك .

ثمّ اُخرجن فاُدخلن دار يزيد بن معاوية ، فلم تبقَ امرأة من آل يزيد إلّا أتتهنّ ، وأقمن الماتم ، و أرسل يزيد إلى كلّ امرأة : ما ذا اُخذ لك؟ وليس منهنّ امرأة تدعي شيئاً بالغاً ما بلغ إلّا قد أضعفه لها ، فكانت سكينة تقول : ما رأيت رجلاً كافراً باللَّه خيراً من يزيد بن معاوية! ثمّ اُدخل الاُسارى إليه وفيهم عليّ بن الحسين ، فقال له يزيد :
اِيه يا عليّ! فقال عليّ : «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى‏ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا ءَاتَاكُمْ وَ اللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ» فقال يزيد : «وَ مَا أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَن كَثِيرٍ» ، ثمّ جهّزه وأعطاه مالاً ، وسرّحه إلى المدينة .

۱قال هشام ، عن أبي مخنف ، قال : حدّثني أبو حمزة الثمالي ، عن عبداللَّه

1.۵ / ۴۶۵


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
146

اُخيّة ، لقد أحسن هذا الرجل الشامي إلينا في صحبتنا ، فهل لك أن نصله؟ فقالت : واللَّه ، ما معنا شي‏ء نصله به إلّا حليّنا ، قالت ۱لها : فنعطيه حليّنا ، قالت : فأخذت سواري ودملجي وأخذت اُختي سوارها ودملجها ، فبعثنا بذلك إليه ، واعتذرنا إليه ، وقلنا له : هذا جزاؤك بصحبتك إيّانا بالحسن من الفعل ، قال : فقال : لو كان الذي صنعت إنّما هو للدنيا كان في حليكنّ ما يرضيني ودونه ، ولكن واللَّه ما فعلته إلّا للَّه ، ولقرابتكم من رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله .

قال هشام : وأمّا عوانة بن الحكم الكلبي فإنّه قال : لمّا قتل الحسين وجي‏ء بالأثقال والاُسارى حتّى وردوا بهم الكوفة إلى عبيد اللَّه ، فبينا القوم محتبسون إذ وقع حجر في السجن ، معه كتاب مربوط ، وفي الكتاب خرج البريد بأمركم في يوم كذا وكذا إلى يزيد بن معاوية ، وهو سائر كذا وكذا يوماً ، وراجع في كذا وكذا ، فإن سمعتم التكبير فأيقنوا بالقتل ، وإن لم تسمعوا تكبيراً فهو الأمان إن شاء اللَّه ، قال : فلمّا كان قبل قدوم البريد بيومين أو ثلاثة إذا حجر قد اُلقي في السجن ، ومعه كتاب مربوط وموسى ، وفي الكتاب : أوصوا واعهدوا ، فإنّما ينتظر البريد يوم كذا وكذا فجاء ، البريد ولم يسمع التكبير ، وجاء كتاب بأن سرّح الاُسارى إليَّ .

قال : فدعا عبيد اللَّه بن زياد محفز بن ثعلبة وشمر بن ذي الجوشن ، فقال : انطلقوا بالثقل والرأس إلى أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ، قال : فخرجوا حتّى قدموا على يزيد ، فقام محفز بن ثعلبة فنادى بأعلى صوته : جئنا برأس أحمق الناس وألأمهم!!

فقال يزيد : ما ولدت اُمّ محفز ألأم وأحمق ، ولكنّه قاطع ظالم ، قال : فلمّا نظر يزيد إلى رأس الحسين ، قال :

يفلِّقنَ هاماً مِن رِجالٍ أعزّةعَلَينا وهُم كانوا أعقَّ وأظلَما
ثمّ قال : أ تدرون من أين اُتي هذا؟ قال : أبي عليٌّ خيرٌ من أبيه ، واُمّي فاطمة خير من اُمّه ، وجدّي رسول اللَّه خير من جدّه ، وأنا خير منه وأحقّ ۲بهذا الأمر منه؛ فأمّا

1.۵ / ۴۶۳

2.۵ / ۴۶۴

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6065
صفحه از 512
پرینت  ارسال به