145
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

وأبوك وجدّك ، قال : كذبتِ يا عدوّة اللَّه ، قالت : أنت أمير مسلّط ، تشتم ظالماً ، وتقهر بسلطانك ، قالت : فو اللَّه ، لكأنه استحيا ، فسكت .

ثمّ عاد الشامي فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه الجارية ، قال : اعزب ، وَهَبَ اللَّه لَكَ حتفاً قاضياً!
قالت : ثمّ قال يزيد بن معاوية : يا نعمان بن بشير ، جهزهم بما يصلحهم ، وابعث معهم رجلاً من أهل الشام أميناً صالحاً ، وابعث معه خيلاً وأعواناً ، فيسير بهم إلى المدينة ، ثمّ أمر بالنسوة أن ينزلن في دار على حدَة ، معهنّ ما يصلحهنّ ، وأخوهنّ معهنّ عليّ بن الحسين ، في الدار التي هنّ فيها .

قال : فخرجن حتّى دخلن دار يزيد فلم تبقَ من آل معاوية امرأه إلّا استقبلتهنّ تبكي وتنوح على الحسين ، فأقاموا عليه المناحة ثلاثاً ، وكان يزيد لا يتغدّى ولا يتعشّى إلّا دعا عليّ بن الحسين إليه ، قال : فدعاه ذات يوم ، ودعا عمر بن الحسن بن عليّ وهو غلام صغير فقال لعمر بن الحسن : أ تقاتل هذا الفتى؟ يعني خالداً ابنه ، قال : لا ، ولكن أعطني سكّيناً وأعطه سكّيناً ، ثمّ اُقاتله ، فقال له يزيد ، وأخذه فضمّه إليه ، ثمّ قال : شنشنة أعرفها من أخزم ، هل تلد الحيّة إلّا حيّة!

قال : ولمّا أرادوا أن يخرجوا دعا يزيد عليّ بن الحسين ثمّ قال : لعن اللَّه ابن مرجانة ، أما واللَّه ، لو أني صاحبه ما سألني خصلة أبداً إلّا أعطيتها إيّاه ، ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي ، ولكن اللَّه قضى ما رأيت ، كاتبني وأنّه كلّ حاجة تكون لك ، قال : وكساهم وأوصى بهم ذلك الرسول .

قال : فخرج بهم وكان يسايرهم بالليل فيكونون أمامه حيث لا يفوتون طرفه ، فإذا نزلوا تنحّى عنهم وتفرّق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ، وينزل منهم بحيث إذا أراد إنسان منهم وضوءاً أو قضاء حاجة لم يحتشم ، فلم يزل ينازلهم في الطريق هكذا ، ويسألهم عن حوائجهم ، ويُلطِفهم حتّى دخلوا المدينة .

و قال الحارث بن كعب : فقالت لي فاطمة بنت عليّ : قلت لاُختي زينب : يا


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
144

۱قال : فضرب يزيد بن معاوية في صدر يحيى بن الحكم وقال : اسكت .
قال : ولمّا جلس يزيد بن معاوية دعا أشراف أهل الشام فأجلسهم حوله ، ثمّ دعا بعليّ بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه ، فاُدخلوا عليه والناس ينظرون ، فقال يزيد لعليّ : يا عليّ ، أبوك الذي قطع رحمي ، وجهل حقّي ، ونازعني سلطاني ، فصنع اللَّه به ما قد رأيت!

قال : فقال عليّ : «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا» .
فقال يزيد لابنه خالد : اردد عليه ، قال : فما درى خالد ما يردّ عليه ، فقال له يزيد : قل : «وَ مَا أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَن كَثِيرٍ» ، ثمّ سكت عنه .
قال : ثمّ دعا بالنساء والصبيان فاُجلسوا بين يديه ، فرأى هيئة قبيحة ، فقال : قبّح اللَّه ابن مرجانة! لو كانت بينه وبينكم رحم أو قرابة ما فعل هذا بكم ، ولا بعث بكم هكذا .

قال أبو مخنف ، عن الحارث بن كعب ، عن فاطمة بنت عليّ ، قالت : لمّا أجلسنا بين يدي يزيد بن معاوية رقّ لنا ، وأمر لنا بشي‏ء ، وألطفنا ، قالت : ثمّ إنّ رجلاً من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه - يعنيني ، وكنت جارية وضيئة - فأرعدت وفرقت ، وظننت أنّ ذلك جائز لهم ، وأخذت بثياب اُختي زينب ، قالت : وكانت اُختي زينب أكبر منّي وأعقل ، وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون ، فقالت : كذبت واللَّه ولؤمت! ما ذلك لك وله .
فغضب يزيد ، فقال : كذبتِ واللَّه ، إنّ ذلك لي ، ولو شئت أن أفعله لفعلت ، قالت : كلاّ واللَّه ، ما جعل اللَّه ذلك لك‏إلّا أن تخرج من ملّتنا ، وتدين بغير ديننا .

قالت : فغضب يزيد واستطار ، ثمّ قال : إيّاي تستقبلين بهذا؟! انّما خرج من الدين أبوك ۲و أخوك ، فقالت زينب : بدين اللَّه ودين أبي ودين أخي وجدّي اهتديت أنتَ

1.۵ / ۴۶۱

2.۵ / ۴۶۲

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6092
صفحه از 512
پرینت  ارسال به