۱جزور أو نومة قائل حتّى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسادهم مجرّدة ، وثيابهم مرمّلة ، وخدودهم معفّرة ، تصهرهم الشمس ، وتسفي عليهم الريح ، زوّارهم العقبان والرخم بِقَيّ سبسب .۲
قال : فدمعت عين يزيد ، وقال : قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين ، لعن اللَّه ابن سميّة! أما واللَّه ، لو أني صاحبه لعفوت عنه ، فرحم اللَّه الحسين! ولم يصله بشيء .
قال : ثمّ إنّ عبيد اللَّه أمر بنساء الحسين وصبيانه فجهّزن ، وأمر بعليّ بن الحسين فغلّ بغلّ إلى عنقه ، ثمّ سرّح بهم مع محفز بن ثعلبة العائذي ، عائذة قريش ، ومع شمر بن ذي الجوشن ، فانطلقا بهم حتّى قدموا على يزيد ، فلم يكن عليّ بن الحسين يكلّم أحداً منهما في الطريق كلمة حتّى بلغوا ، فلمّا انتهوا إلى باب يزيد رفع محفز بن ثعلبة صوته ، فقال : هذا محفز بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة ، قال : فأجابه يزيد بن معاوية : ما ولدت اُمّ محفز شرّ و ألأم .
قال أبو مخنف : حدّثني الصقعب بن زهير ، عن القاسم بن عبد الرحمن مولى يزيد بن معاوية ، قال : لما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد - رأس الحسين وأهل بيته وأصحابه - قال يزيد :
يفلِّقنَ هاماً مِن رِجالٍ أعزّةعَلَينا وهُم كانوا أعقَّ وأَظلَما
أما واللَّه يا حسين ، لو أنا صاحبك ما قتلتك .
قال أبو مخنف : حدّثني أبو جعفر العبسي ، عن أبي عمارة العبسي ، قال : فقال يحيى بن الحكم أخو مروان بن الحكم :
لهامٌ بِجُنبِ الطَفِّ أدنى قَرابةًمِن ابنِ زياد العَبدِ ذي الحَسَبِ الوَغل
سُمَيَّةُ أمسَى نَسلَها عَددَ الحصىو بِنتُ رسول اللَّه لَيسَ لها [من] نَسلِ