143
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

۱جزور أو نومة قائل حتّى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسادهم مجرّدة ، وثيابهم مرمّلة ، وخدودهم معفّرة ، تصهرهم الشمس ، وتسفي عليهم الريح ، زوّارهم العقبان والرخم بِقَيّ سبسب .۲

قال : فدمعت عين يزيد ، وقال : قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين ، لعن اللَّه ابن سميّة! أما واللَّه ، لو أني صاحبه لعفوت عنه ، فرحم اللَّه الحسين! ولم يصله بشي‏ء .

قال : ثمّ إنّ عبيد اللَّه أمر بنساء الحسين وصبيانه فجهّزن ، وأمر بعليّ بن الحسين فغلّ بغلّ إلى عنقه ، ثمّ سرّح بهم مع محفز بن ثعلبة العائذي ، عائذة قريش ، ومع شمر بن ذي الجوشن ، فانطلقا بهم حتّى قدموا على يزيد ، فلم يكن عليّ بن الحسين يكلّم أحداً منهما في الطريق كلمة حتّى بلغوا ، فلمّا انتهوا إلى باب يزيد رفع محفز بن ثعلبة صوته ، فقال : هذا محفز بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة ، قال : فأجابه يزيد بن معاوية : ما ولدت اُمّ محفز شرّ و ألأم .

قال أبو مخنف : حدّثني الصقعب بن زهير ، عن القاسم بن عبد الرحمن مولى يزيد بن معاوية ، قال : لما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد - رأس الحسين وأهل بيته وأصحابه - قال يزيد :

يفلِّقنَ هاماً مِن رِجالٍ أعزّةعَلَينا وهُم كانوا أعقَّ وأَظلَما
أما واللَّه يا حسين ، لو أنا صاحبك ما قتلتك .

قال أبو مخنف : حدّثني أبو جعفر العبسي ، عن أبي عمارة العبسي ، قال : فقال يحيى بن الحكم أخو مروان بن الحكم :

لهامٌ بِجُنبِ الطَفِّ أدنى قَرابةًمِن ابنِ زياد العَبدِ ذي الحَسَبِ الوَغل‏
سُمَيَّةُ أمسَى نَسلَها عَددَ الحصى‏و بِنتُ رسول اللَّه لَيسَ لها [من‏] نَسلِ‏

1.۵ / ۴۶۰

2.القي من القواء وهي الأرض القفر الخالية . (اُنظر : لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۱۰ «قوي)» . والسبسب :المفازة (لسان العرب :ج ۱ ص ۴۶۰ «سبسب)» .


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
142

يكاد يفارق المسجد الأعظم يصلّي فيه إلى الليل ، ثمّ ينصرف - قال : فلمّا سمع مقالة ابن زياد ، قال :

۱يا بن مرجانة ، إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت وأبوك والذي ولاّك وأبوه ، يا بن مرجانة ، أ تقتلون أبناء النبيّين ، وتكلّمون بكلام الصدّيقين؟! فقال ابن زياد : عليَّ به ، قال : فوثبت عليه الجلاوزة فأخذوه ، قال : فنادى بشعار الأزد : يا مبرور - قال : وعبد الرحمن بن مخنف الأزدي جالس - فقال :
ويح غيرك! أهلكت نفسك ، وأهلكت قومك ، قال : وحاضر الكوفة يومئذ من الأزد سبعمئة مقاتل ، قال : فوثب إليه فتية من الأزد فانتزعوه فأتوا به أهله ، فأرسل إليه مَن أتاه به ، فقتله وأمر بصلبه في السبخة ، فصلب هنالك .

قال أبو مخنف : ثمّ إنّ عبيد اللَّه بن زياد نصب رأس الحسين بالكوفة ، فجعل يدار به في الكوفة ، ثمّ دعا زحر بن قيس فسرّح معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية ، وكان مع زحر أبو بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان الأزدي ، فخرجوا حتّى قدموا بها الشام على يزيد بن معاوية .
قال هشام : فحدّثني عبداللَّه بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامي ، عن أبيه ، عن الغاز بن ربيعة الجرشي ، من حمير ، قال : واللَّه ، أنا لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر بن قيس حتّى دخل على يزيد بن معاوية ، فقال له يزيد : ويلك! ما وراءك؟ وما عندك؟

فقال : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح اللَّه ونصره ، ورد علينا الحسين بن عليّ في ثمانية عشر من أهل بيته وستّين من شيعته ، فسرنا إليهم ، فسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد اللَّه بن زياد أو القتال ، فاختاروا القتال على الاستسلام ، فعدونا عليهم مع شروق الشمس ، فأحطنا بهم من كلّ ناحية ، حتّى إذا أخذت السيوف مأخذها من هام القوم ، يهربون إلى غير وزر ، ويلوذون منّا بالآكام والحفر لواذاً كما لاذَ الحمائم من صقر ، فو اللَّه يا أمير المؤمنين ، ما كان إلّا جزر

1.۵ / ۴۵۹

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6135
صفحه از 512
پرینت  ارسال به