141
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

النسوة قرابة فابعث معهنّ رجلاً يحافظ عليهنّ ، فقال له ابن زياد : تعال أنت ، فبعثه معهنّ .

قال أبو مخنف : وأمّا سليمان بن أبي راشد ، فحدّثني عن حميد بن مسلم ، ۱قال : إنّي لقائم عند ابن زياد حين عرض عليه عليّ بن الحسين فقال له : ما اسمك؟ قال : أنا عليّ بن الحسين ، قال : أو لم يقتل اللَّه عليّ بن الحسين؟ فسكت ، فقال له ابن زياد : ما لك لا تتكلّم؟ قال : قد كان لي أخ يقال له أيضاً عليّ ، فقتله الناس ، قال : إنّ اللَّه قد قتله ، قال : فسكت عليّ ، فقال له : ما لك لا تتكلّم؟!

قال : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا»«وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ» .
قال : أنت واللَّه منهم ، ويحك! ... فقال : اقتله .
فقال عليّ بن الحسين : من توكل بهؤلاء النسوة؟ وتعلّقت به زينب عمّته فقالت : يا بن زياد ، حسبك منّا! أما رَويتَ من دمائنا؟! وهل أبقيتَ منّا أحداً؟! قال : فاعتنقته فقالت : أسالك باللَّه إن كنت مؤمناً إن قتلتَه لمّا قَتَلتَني معه!

قال : وناداه عليّ فقال : يا بن زياد ، إن كانت بينك وبينهنّ قرابة فابعث معهنّ رجلاً تقيّاً يصحبهنّ بصحبة الإسلام .
قال : فنظر إليها ساعة ، ثمّ نظر إلى القوم فقال : عجباً للرحم! واللَّه ، إنّي لأظنّها ودّت لو أنّي قتلته أنّي قتلتها معه ، دعوا الغلام ، انطلق مع نسائك .

قال حميد بن مسلم : لمّا دخل عبيد اللَّه القصر ودخل الناس ، نودي : الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس في المسجد الأعظم ، فصعد المنبر ابن زياد فقال : الحمد للَّه الذي أظهر الحقّ وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب ، الحسين بن عليّ وشيعته ، فلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتّى وثب إليه عبداللَّه بن عفيف الأزدي ثمّ الغامدي ، ثمّ أحد بني والبة - وكان من شيعه عليّ كرّم اللَّه وجهه ، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع عليّ ، فلمّا كان يوم صفّين ضرب على رأسه ضربه ، واُخرى على حاجبه ، فذهبت عينه الاُخرى ، فكان لا

1.۵ / ۴۵۸


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
140

فاطمة ، وأمّرتم ابن مرجانة ، فهو يقتل خياركم ، ويستعبد شراركم ، فرضيتم بالذلّ ، فبعداً لمن رضي بالذل!

۱قال : فلمّا دخل برأس حسين وصبيانه وأخواته ونسائه على عبيد اللَّه بن زياد لبست زينب ابنة فاطمة أرذل ثيابها ، وتنكّرت ، وحفّت بها إماؤها ، فلمّا دخلت جلست ، فقال عبيد اللَّه بن زياد : مَن هذه الجالسة؟ فلم تكلّمه ، فقال ذلك ثلاثاً ، كلّ ذلك لا تكلّمه ، فقال بعض إمائها : هذه زينب ابنة فاطمة .
قال : فقال لها عبيد اللَّه : الحمد للَّه الذي فضحكم وقتلكم وأكذب اُحدوثتكم!
فقالت : الحمد للَّه الذي أكرمنا بمحمّد صلى اللّه عليه و آله وطهّرنا تطهيراً ، لا كما تقول أنت ، إنّما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر ، قال : فكيف رأيت صنع اللَّه بأهل بيتك؟

قالت : كتب عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع اللَّه بينك وبينهم ، فتحاجّون إليه ، وتخاصمون عنده .
قال : فغضب ابن زياد واستشاط ، قال : فقال له عمرو بن حريث : أصلح اللَّه الأمير! إنّما هي امرأة ، وهل تؤاخذ المرأة بشي‏ء من منطقها! إنّها لا تؤاخذ بقول ، ولا تلام على خطل .

فقال لها ابن زياد : قد أشفى اللَّه نفسي من طاغيتك ، والعصاة المردة من أهل بيتك!
قال : فبكت ثمّ قالت : لعمري ، لقد قتلت كهلي ، وأبرت أهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت .
فقال لها عبيد اللَّه : هذه شجاعة ، قد لعمري كان أبوك شاعراً شجاعاً .
قالت : ما للمرأة والشجاعة! إنّ لي عن الشجاعة لشغلاً ، ولكن نفثي ما أقول .

قال أبو مخنف ، عن المجالد بن سعيد : إن عبيد اللَّه بن زياد لمّا نظر إلى عليّ بن الحسين قال . . . انطلقوا به فاضربوا عنقه ، فقال له عليّ : إن كان بينك وبين هؤلاء

1.۵ / ۴۵۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6129
صفحه از 512
پرینت  ارسال به