137
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : فقال الناس لسنان بن أنس : قتلتَ حسينَ بن عليّ وابن فاطمة ابنة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، قتلتَ أعظمَ العرب خطراً ، جاء إلى هؤلاء يريد أن يزيلهم عن ملكهم ، فأتِ اُمراءك فاطلب ثوابك منهم ، لو أعطوك‏بيوت أموالهم في قتل الحسين كان قليلاً ، فأقبل على فرسه ، وكان شجاعاً شاعراً ، وكانت به لوثة ، فأقبل حتّى وقف على باب فسطاطِ عمر بن سعد ، ثمّ نادى بأعلى صوته :

أَوقِر رِكابي فضّةً وذَهَباأَنا قَتَلتُ الملكَ المُحَجَّبا
قَتَلتُ خَيرُ الناسِ اُمّاً وأباو خَيرَهُم إذ يَنسِبونَ نَسَبا
فقال عمر بن سعد : أشهد أنّك لمجنون ما صححت قطّ! ادخلوه عليَّ ، فلمّا اُدخل حذفه بالقضيب ، ثمّ قال : يا مجنون ، أَ تَتكلّم بهذا الكلام؟! أما واللَّه ، لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك .

قال : وأخذ عمر بن سعد عقبة بن سمعان - وكان مولى للرباب بنت امرئ القيس الكلبية ، وهي اُمّ سكينة بنت الحسين - فقال له : ما أنت؟ قال : أنا عبد مملوك ، فخلّى سبيله ، فلم ينج منهم أحد غيره ، إلّا أنّ المرقع بن ثمامة الأسدي كان قد نثر نبله وجثا على ركبتيه ، فقاتل ، فجاءه نفر من قومه ، فقالوا له : أنت آمن ، اخرج إلينا ، فخرج إليهم ، فلمّا قدم بهم عمر بن سعد على ابن زياد وأخبره خبره سيّره إلى الزارة .

قال : ثمّ إنّ عمر بن سعد نادى في أصحابه : من ينتدب للحسين ويوطئه فرسه؟ فانتدب عشرة ، منهم : إسحاق بن حيوه الحضرمي ، ۱ - وهو الذي سلب قميص الحسين ؛ فبرص بعد - وأحبش بن مرثد بن علقمة بن سلامة الحضرمي ، فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتّى رضّوا ظهره وصدره ، فبلغني أنّ أحبش بن مرثد بعد ذلك بزمان أتاه سهم غرب ، وهو واقف في قتال ففلق قلبه ، فمات .

قال : فقتل من أصحاب الحسين عليه السلام اثنان وسبعون رجلاً ، ودفن الحسين وأصحابه أهل الغاضرية من بني أسد بعد ما قتلوا بيوم .

1.۵ / ۴۵۵


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
136

ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة .
قال : وجعل سنان بن أنس لا يدنو أحدٌ من الحسين إلّا شدّ عليه مخافة أن يغلب على رأسه ، حتّى أخذ رأس الحسين فدفعه إلى خولّي .

قال : وسلب الحسين ما كان عليه ، فأخذ سراويله بحر بن كعب ، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته - و كانت من خزّ ، وكان يسمّى بعد قيس قطيفة - وأخذ نعليه رجل من بني أود يقال له : الأسود ، وأخذ سيفه رجل من بني نهشل بن دارم ، فوقع بعد ذلك إلى أهل حبيب بن بديل .

قال : ومال الناس على الورس والحلل والإبل وانتهبوها ، قال : ومال الناس على نساء الحسين وثقله ومتاعه ، فإن كانت المرأة لتنازع ثوبها عن ظهرها حتّى تغلب عليه ، فيذهب به منها .
قال أبو مخنف : حدّثني زهير بن عبد الرحمن الخثعمي ، أنّ سويد بن عمرو بن أبي المطاع كان صُرع فاُثخن ، فوقع بين القتلى مثخناً ، فسمعهم يقولون : قتل الحسين ، فوجد إفاقة ، فإذا معه سكّين وقد أخذ سيفه ، فقاتلهم بسكينه ساعة ، ثمّ إنّه قتل ، قتله عروة بن بطار التغلبي ، وزيد بن رقاد الجنبي ، وكان آخر قتيل .

قال أبو مخنف : حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، ۱قال ، انتهيت إلى عليّ بن الحسين بن عليّ الأصغر وهو منبسط على فراش له ، وهو مريض ، وإذا شمر بن ذي الجوشن في رجّالة معه يقولون : ألا نقتل هذا؟
قال : فقلت : سبحان اللَّه! أنقتل الصبيان؟! إنّما هذا صبيّ ، قال : فما زال ذلك دأبي أدفع عنه كلّ من جاء حتّى جاء عمر بن سعد ، فقال : ألا لا يدخلنّ بيت هؤلاء النسوة أحد ، ولا يعرضنّ لهذا الغلام المريض ، ومَن أخذ من متاعهم شيئاً فليردّه عليهم . قال : فو اللَّه ، ما ردّ أحدٌ شيئاً .

قال : فقال عليّ بن الحسين : جزيت من رجل خيراً! فو اللَّه ، لقد دفع اللَّه عنّي بمقالتك شرّاً .

1.۵ / ۴۵۴

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6202
صفحه از 512
پرینت  ارسال به