ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة .
قال : وجعل سنان بن أنس لا يدنو أحدٌ من الحسين إلّا شدّ عليه مخافة أن يغلب على رأسه ، حتّى أخذ رأس الحسين فدفعه إلى خولّي .
قال : وسلب الحسين ما كان عليه ، فأخذ سراويله بحر بن كعب ، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته - و كانت من خزّ ، وكان يسمّى بعد قيس قطيفة - وأخذ نعليه رجل من بني أود يقال له : الأسود ، وأخذ سيفه رجل من بني نهشل بن دارم ، فوقع بعد ذلك إلى أهل حبيب بن بديل .
قال : ومال الناس على الورس والحلل والإبل وانتهبوها ، قال : ومال الناس على نساء الحسين وثقله ومتاعه ، فإن كانت المرأة لتنازع ثوبها عن ظهرها حتّى تغلب عليه ، فيذهب به منها .
قال أبو مخنف : حدّثني زهير بن عبد الرحمن الخثعمي ، أنّ سويد بن عمرو بن أبي المطاع كان صُرع فاُثخن ، فوقع بين القتلى مثخناً ، فسمعهم يقولون : قتل الحسين ، فوجد إفاقة ، فإذا معه سكّين وقد أخذ سيفه ، فقاتلهم بسكينه ساعة ، ثمّ إنّه قتل ، قتله عروة بن بطار التغلبي ، وزيد بن رقاد الجنبي ، وكان آخر قتيل .
قال أبو مخنف : حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، ۱قال ، انتهيت إلى عليّ بن الحسين بن عليّ الأصغر وهو منبسط على فراش له ، وهو مريض ، وإذا شمر بن ذي الجوشن في رجّالة معه يقولون : ألا نقتل هذا؟
قال : فقلت : سبحان اللَّه! أنقتل الصبيان؟! إنّما هذا صبيّ ، قال : فما زال ذلك دأبي أدفع عنه كلّ من جاء حتّى جاء عمر بن سعد ، فقال : ألا لا يدخلنّ بيت هؤلاء النسوة أحد ، ولا يعرضنّ لهذا الغلام المريض ، ومَن أخذ من متاعهم شيئاً فليردّه عليهم . قال : فو اللَّه ، ما ردّ أحدٌ شيئاً .
قال : فقال عليّ بن الحسين : جزيت من رجل خيراً! فو اللَّه ، لقد دفع اللَّه عنّي بمقالتك شرّاً .