133
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

فقال الحسين : ويلكم! إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون يوم المعاد ، فكونوا في أمر دنياكم أحراراً ذوي أحساب ، امنعوا رحلي وأهلي من طغامكم وجهّالكم ، فقال ابن ذي الجوشن : ذلك لك يا بن فاطمة .
قال : وأقدم عليه بالرجّالة ، منهم أبو الجنوب - واسمه عبد الرحمن الجعفي - والقشعم بن عمرو بن يزيد الجعفي ، وصالح بن وهب اليزني ، وسنان بن أنس النخعي ، وخوليّ بن يزيد الأصبحي ، فجعل شمر بن ذي الجوشن يحرّضهم ، فمرّ بأبي الجنوب وهو شاكٍ في السلاح فقال له : أقدم عليه ، قال : وما يمنعك أن تقدم عليه أنت؟ فقال له شمر : إليَّ تقول ذا؟ قال : وأنت لِي تقول ذا؟ فاستبّا ، فقال له أبو الجنوب - وكان شجاعاً : واللَّه ، لهممت أن أخضخض السنان في عينك .

قال : فانصرف عنه شمر وقال : واللَّه ، لئن قدرت على أن أضرّك لأضرّنّك .
قال : ثمّ إنّ شمر بن ذي الجوشن أقبل في الرجّالة نحو الحسين ، فأخذ الحسين يشدّ عليهم فينكشفون عنه .

ثمّ إنّهم أحاطوا به إحاطة ، وأقبل إلى الحسين غلامٌ من أهله ، فأخذته اُخته ۱زينب ابنة عليّ لتحبسه ، فقال لها الحسين : احبسيه ، فأبى الغلام ، وجاء يشتدّ إلى الحسين ، فقام إلى جنبه ، قال : وقد أهوى بحر بن كعب بن عبيد اللَّه - من بني تيم اللَّه بن ثعلبه بن عكابة - إلي الحسين بالسيف ، فقال الغلام :

يا بن الخبيثة ، أ تقتل عمي؟! فضربه بالسيف ، فاتّقاه الغلام بيده فأطنّها إلّا الجلدة ، فإذا يده معلّقة ، فنادى الغلام : يا اُمّتاه! فأخذه الحسين فضمّه إلى صدره ، وقال : يا بن أخي ، اصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ، فإنّ اللَّه يلحقك بآبائك الصالحين ، برسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وعليّ بن أبي طالب وحمزة وجعفر والحسن بن عليّ صلى اللَّه عليهم أجمعين .

قال أبو مخنف : حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال : سمعت الحسين يومئذ وهو يقول : اللّهمّ أمسك عنهم قطر السماء ، وامنعهم بركات الأرض ،

1.۵ / ۴۵۱


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
132

قال هشام : قال السكوني : هانئ بن ثبيت هو صاحب الغلام ، فلمّا عُتب عليه كنى عن نفسه .
قال هشام : حّدثني عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، قال : عطش الحسين حتّى اشتدّ عليه العطش ، فدنا ليشرب من الماء ، فرماه حصين بن تميم بسهم ، فوقع في فمه ، فجعل يتلقّى الدم من فمه ، ويرمي به إلى السماء ، ثمّ حمد اللَّه وأثنى عليه ، ثمّ جمع يديه فقال : اللّهمّ أحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تذر على الأرض منهم أحداً .

قال هشام ، عن أبيه محمّد بن السائب ، عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة ، قال : حدّثني مَن شهد الحسين في عسكره ، أنّ حسيناً حين غلب على عسكره ركب المسنّاة يريد الفرات ، قال : فقال رجل من بني أبان بن دارم : ويلكم! حولوا بينه وبين الماء لا تتامّ إليه شيعته ، قال : و ضرب ۱فرسه ، وأتبعه الناس حتّى حالوا بينه وبين الفرات ، فقال الحسين : اللّهمّ أظمه ، قال : وينتزع الأباني بسهم ، فأثبته في حنك الحسين ، قال : فانتزع الحسين السهم ، ثمّ بسط كفّيه فامتلأت دماً ، ثمّ قال الحسين : اللّهمّ إنّي أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيّك ، قال : فو اللَّه ، إن مكث الرجل إلّا يسيراً حتّى صبّ اللَّه عليه الظمأ ، فجعل لا يروى .

قال القاسم بن الأصبغ : لقد رأيتني فيمن يروّح عنه ، والماء يبرّد له فيه السكر وعساس فيها اللبن ، وقلال فيها الماء ، وأنّه ليقول : ويلكم! اسقوني قتلني الظمأ ، فيعطى القلّة أو العس كان مرويّاً أهل البيت فيشربه ، فإذا نزعه من فيه اضطجع الهنيهة ، ثمّ يقول : ويلكم! اسقوني قتلني الظمأ ، قال : فو اللَّه ، ما لبث إلّا يسيراً حتّى انقدّ بطنه انقداد بطن البعير .

قال أبو مخنف في حديثه : ثمّ إنّ شمر بن ذي الجوشن أقبل في نفر نحو من عشرة من رجّالة أهل الكوفة قبل منزل الحسين الذي فيه ثقله وعياله ، فمشى نحوه ، فحالوا بينه وبين رحله .

1.۵ / ۴۵۰

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6262
صفحه از 512
پرینت  ارسال به