131
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

الحسين : إنّ لنا فيكم يا بني أسد دماً ، قال : قلت : فما ذنبي أنا في ذلك رحمك اللَّه يا أبا جعفر! وما ذلك؟ قال : اُتي الحسين بصبيّ له ، فهو في حجره ، إذ رماه أحدكم يا بني أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسين دمه ، فلمّا ملأ كفّيه صبّه في الأرض ، ثمّ قال : ربّ إن تَكُن حَبَستَ عنّا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين .

قال : ورمى عبداللَّه بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسين بن عليّ بسهم فقتله ، فلذلك يقول الشاعر ، وهو ابن أبي عقب :

وعِندَ غَنىٍّ قَطرةٌ مِن دِمائناو في أَسدٍ اُخرى تُعَدَُّ وتُذكرُ
قال: وزعموا أنّ العبّاس بن عليّ قال لإخوته من اُمه عبداللَّه ، وجعفر ۱وعثمان : يا بني اُمّي ، تقدّموا حتّى أرثكم ، فإنّه لا ولد لكم ، ففعلوا ، فقتلوا .

و شدّ هانئ بن ثبيت الحضرمي على عبداللَّه بن عليّ بن أبي طالب فقتله ، ثمّ شدّ على جعفر بن عليّ فقتله وجاء برأسه ، ورمى خَوَلّي بن يزيد الأصبحي عثمان بن عليّ بن أبي طالب بسهم ، ثمّ شدّ عليه رجل من بني أبان بن دارم فقتله ، وجاء برأسه ، ورمى رجل من بني أبان بن دارم محمّد بن عليّ بن أبي طالب فقتله وجاء برأسه .

قال هشام : حدّثني أبو الهذيل - رجل من السكون - عن هانئ بن ثبيت الحضرمي ، قال : رأيته جالساً في مجلس الحضرميّين في زمان خالد بن عبداللَّه وهو شيخ كبير ، قال : فسمعته وهو يقول : كنتُ ممّن شهد قَتلَ الحسين ، قال : فو اللَّه ، إنّي لواقف عاشر عشرة ليس منّا رجلٌ إلّا على فرس ، وقد جالت الخيل وتصعصعت ، إذ خرج غلام من آل الحسين وهو ممسك بعود من تلك الأبنية ، عليه إزار وقميص ، وهو مذعور ، يتلفّت يميناً وشمالاً ، فكأنّي أنظر إلى درّتين في اُذنيه تذبذبان كلّما التفت ، إذ أقبل رجل يركض ، حتّى إذا دنا منه مال عن فرسه ، ثمّ اقتصد الغلام فقطعه بالسيف .

1.۵ / ۴۴۹


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
130

لدن المرفق ، فصاح ، ثمّ تنحّى عنه ، وحملت خيل لأهل الكوفة ليستنقذوا عمراً من حسين ، فاستقبلت عمراً بصدورها ، فحرّكت حوافرها وجالت الخيل بفرسانها عليه ، فوطئته حتّى مات .

و انجلت الغبرة ، فإذا أنا بالحسين قائم على رأس الغلام ، والغلام يفحص برجليه ، وحسين يقول : بعداً لقوم قتلوك ، ومَن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك! ثمّ قال : عزّ - واللَّه - على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك‏ثمّ لا ينفعك! صوت واللَّه كثر واتره ، وقلّ ناصره! ثمّ احتمله فكأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطّان في الأرض ، ۱وقد وضع حسين صدره على صدره ، قال : فقلت في نفسي : ما يصنع به؟! فجاء به حتّى ألقاه مع ابنه عليّ بن الحسين وقتلى قد قتلت حوله من أهل بيته ، فسألت عن الغلام ، فقيل : هو القاسم بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب .

قال : ومكث الحسين طويلاً من النهار كلّما انتهى إليه رجل من الناس انصرف عنه ، وكره أن يتولّى قتله وعظيم إثمه عليه .
قال : وإنّ رجلاً من كنده يقال له : مالك بن النسير من بني بداء ، أتاه فَضَرَبه على رأسه بالسيف ، وعليه بُرنس له ، فقطع البرنس ، وأصاب السيف رأسه ، فأدمى رأسه ، فامتلأ البرنس دماً .

فقال له الحسين : لا أكلت بها ولا شربت ، وحشرك اللَّه مع الظالمين! قال : فألقى ذلك البرنس ، ثمّ دعا بقلنسوه فلبسها ، واعتمّ ، وقد أعيا وبلد ، وجاء الكندي حتّى أخذ البرنس - و كان من خزّ - فلمّا قدم به بعد ذلك على امرأته اُمّ عبداللَّه ابنة الحرّ اُخت حسين بن الحرّ البدي ، أقبل يغسل البرنس من الدم ، فقالت له امرأته : أَسَلَبَ ابنِ بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله تدخل بيتي؟! أخرجه عنّي ، فذكر أصحابه أنّه لم يزل فقيراً بشرّ حتّى مات ، قال : و لمّا قعد الحسين اُتي بصبّي له فأجلسه في حجره ، زعموا أنّه عبداللَّه بن الحسين .

قال أبو مخنف : قال عقبة بن بشير الأسدي : قال لي أبو جعفر محمّد بن عليّ بن

1.۵ / ۴۴۸

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6275
صفحه از 512
پرینت  ارسال به