129
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : سماع اُذني يومئذ من الحسين يقول : قتل اللَّه قوماً قتلوك يا بنيّ! ما أجرأهم على الرحمن ، وعلى انتهاك حرمة الرسول! على الدنيا بعدك العفاء .

قال : وكأنّي أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس الطالعة تنادي : يا اُخيّاه! ويا بن اُخياّه! قال : فسألت عليها ، فقيل : هذه زينب ابنة فاطمة ابنة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، فجاءت حتّى أكبّت عليه ، فجاءها ۱الحسين فأخذ بيدها فردّها إلى الفسطاط ، وأقبل الحسين إلى ابنه ، وأقبل فتيانه إليه ، فقال : احملوا أخاكم ، فحملوه من مصرعه حتّى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه .

قال : ثمّ إنّ عمرو بن صبيح الصدائي رمى عبداللَّه بن مسلم بن عقيل بسهم فوضع كفّه على جبهته ، فأخذ لا يستطيع أن يحرّك كفّيه ، ثمّ انتحى له بسهم آخر ففلق قلبه ، فاعتَوَرَهم الناس من كلّ جانب ، فحمل عبداللَّه بن قطبة الطائي ثمّ النبهاني على عون بن عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب فقتله ، وحمل عامر بن نهشل التيمي على محمّد بن عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب فقتله ، قال : وشدّ عثمان بن خالد بن أسير الجهني ، وبشر بن سوط الهمداني ثمّ القابضي على عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب فقتلاه ، ورمى عبداللَّه بن عزرة الخثعمي جعفر بن عقيل بن أبي طالب فقتله .

قال أبو مخنف : حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال : خرج إلينا غلام كأنّ وجهه شقّة قمر ، في يده السيف ، عليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسعُ أحدهما ما أنسى أنها اليسرى ، فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي : واللَّه ، لأشدّنّ عليه ، فقلت له : سبحان اللَّه! وما تريد إلى ذلك؟! يكفيك قتل هؤلاء الذين تراهم قد احتولوهم ، قال : فقال : واللَّه ، لأشدّنّ عليه ، فشدّ عليه فما ولّى حتّى ضرب رأسه بالسيف ، فوقع الغلام لوجهه ، فقال : يا عمّاه! قال : فجلَّى الحسين كما يجلّي الصقر ، ثمّ شدّ شدّة ليث غضب ، فضرب عمراً بالسيف ، فاتّقاه بالساعد ، فأطنّها من

1.۵ / ۴۴۷


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
128

أنا يزيدُ وأبي مهاصرُأشجعُ من ليثٍ بغيلٍ خادرْ
يا رَبِّ إنّي للحسينِ ناصرْو لابن سعد تاركٌ وهاجرْ
وكان يزيد بن زياد بن المهاصر ممّن خرج مع عمر بن سعد إلى الحسين ، ۱فلمّا ردّوا الشروط على الحسين مال إليه فقاتل معه حتّى قُتل .

فأمّا الصيداوي عمر بن خالد ، وجابر بن الحارث السلماني ، وسعد مولى عمر بن خالد ، ومجمع بن عبداللَّه العائذي ، فإنّهم قاتلوا في أوّل القتال ، فشدّوا مقدمين بأسيافهم على الناس ، فلمّا وغلوا عطف عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم ، وقطعوهم من أصحابهم غير بعيد ، فحمل عليهم العبّاس بن عليّ فاستنقذهم ، فجاءوا قد جرحوا ، فلمّا دنا منهم عدوّهم شدّوا بأسيافهم ، فقاتلوا في أوّل الأمر حتّى قتلوا في مكان واحد .

قال أبو مخنف : حدّثني زهير بن عبد الرحمن بن زهير الخثعمي ، قال :
كان آخر من بقي مع الحسين من أصحابه سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي .
قال : وكان أوّل قتيل من بني أبي طالب يومئذ عليّ الأكبر بن الحسين بن عليّ ، واُمّه ليلى ابنة أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وذلك أنّه أخذ يشدّ على الناس وهو يقول :

أنا عليُّ بن حسين بن عليّ‏نحنُ وربُّ البيت أولى بالنبيّ‏
تاللَّهِ لا يَحكُم فينا ابنُ الدَعي‏
قال : ففعل ذلك مراراً ، فبصر به مرّة بن منقذ بن النعمان العبدي ثمّ الليثي ، فقال : عليَّ آثام العرب إن مرّ بي يفعل مثل ما كان يفعل إن لم أثكله أباه ، فمرّ يشدّ على الناس بسيفه ، فاعترضه مرّة بن منقذ ، فطعنه فُصرع ، واحتَوَله الناس فقطّعوه بأسيافهم .

قال أبو مخنف : حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم الأزدي ،

1.۵ / ۴۴۶

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6287
صفحه از 512
پرینت  ارسال به