125
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : وجاء الفتيان الجابريّان : سيف بن الحارث بن سريع ، ومالك بن عبد بن سريع ، وهما ابنا عمّ ، وأخَوان لاُمّ ، فأتيا حسيناً فدنوا منه وهما ۱يبكيان .
فقال : أي ابني أخي ، ما يبكيكما؟ فو اللَّه ، إنّي لأرجو أن تكونا عن ساعة قريري عين ، قالا : جعلنا اللَّه فداك! لا واللَّه ، ما على أنفسنا نبكي ، ولكنا نبكي عليك ، نراك قد اَُحيط بك ، ولا نقدر على أن نمنعك .

فقال : جزاكما اللَّه يا بني أخي بوجدكما من ذلك ومواساتكما إيّاي بأنفسكما أحسن جزاء المتّقين .
قال : وجاء حنظلة بن أسعد الشبامي ، فقام بين يدي حسين ، فأخذ ينادي : «يَقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ * وَ يَقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَ مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ» يا قوم ، تقتلوا حسيناً فيسحتكم اللَّه بعذاب «وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى‏»
فقال له حسين : يا بن أسعد ، رحمك اللَّه ، إنّهم قد استوجبوا العذاب حين ردّوا عليك ما دعوتهم إليه من الحقّ ، ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك ، فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين؟!

قال : صدقت ، جعلت فداك! أنت أفقه منّي وأحقّ بذلك ، أفلا نروح إلى الآخرة ونلحق بإخواننا؟
فقال : رُح إلى خير من الدنيا وما فيها ، وإلى ملك لا يبلى ، فقال : السلام عليك أبا عبداللَّه ، صلّى اللَّه عليك وعلى أهل بيتك ، وعرّف بيننا وبينك في جنّته ، فقال : آمين آمين ، فاستقدم فقاتل حتّى قُتِلَ .

قال : ثمّ استقدم الفتيان الجابريّان يلتفتان إلى حسين ويقولان : السلام عليك يا بن رسول اللَّه ، فقال : وعليكما السلام ورحمة اللَّه ، فقاتلا حتّى قُتِلا .

قال : وجاء عابس بن أبي شبيب الشاكري ومعه شوذب مولى شاكر ، فقال : يا

1.۵ / ۴۴۳


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
124

بن هلال الجملي قد كتب اسمه على أفواق نبله ، فجعل يرمي بها مسوّمة وهو يقول : أنا الجملي ، أنا على دين عليّ .

فقتل اثني عشر من أصحاب عمر بن سعد سوى من جرح ، قال : فضرب حتّى كسرت عضداه واُخذ أسيراً ، قال : فأخذه شمر بن ذي الجوشن ۱ومعه أصحاب له يسوقون نافعاً حتّى اُتي به عمر بن سعد ، فقال له عمر بن سعد : ويحك يا نافع! ما حَمَلَكَ على ما صنعتَ بنفسك؟!

قال : إنّ ربّي يعلم ما أردت ، قال : والدماء تسيل على لحيته وهو يقول : واللَّه ، لقد قتلتُ منكم اثني عشر سوى من جرحت ، وما ألوم نفسي على الجهد ، ولو بقيت لي عضد وساعد ما أسرتموني ، فقال له شمر : اقتله أصلحك اللَّه! قال : أنت جئتَ به ، فإن شئت فاقتله ، قال : فانتضى شمر سيفه ، فقال له نافع : أمّا واللَّه ، أن لو كنت من المسلمين لَعَظُمَ عليك أن تلقى اللَّه بدمائنا ، فالحمد للَّه الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه ، فقتله .

قال : ثمّ أقبل شمر يحمل عليهم وهو يقول :

خَلُّوا عُداةَ اللَّهِ خلّوا عن شَمريَضرِبُهُم بسيفه ولا يَفِرّ
وَ هو لكم صابٌ وسَمّ ومَقِر
قال : فلمّا رأى أصحاب الحسين أنّهم قد كُثِروا ، وأنّهم لا يقدرون على أن يمنعوا حسيناً ولا أنفسهم ، تنافسوا في أن يقتلوا بين يديه ، فجاءه عبداللَّه وعبد الرحمن ابنا عزرة الغفاريّان ، فقالا : يا أبا عبداللَّه ، عليك السلام ، حازنا العدوّ إليك ، فأحببنا أن نقتل بين يديك ، نمنعك وندفع عنك ، قال : مرحباً بكما! ادنوا منّي ، فدنوا منه ، فجعلا يقاتلان قريباً منه ، وأحدهما يقول :

قد عَلِمَتْ حقّاً بنو غِفارِوَ خِندِفٌ بعد بني نزارِ
لَنَضربَنَّ معشَرَ الفُجَّاربِكُلّ عضبٍ صارمٍ بتّار
يا قوم ذُودوا عن بني الأحرارِبالمشرَفيّ والقَنا الخطّار

1.۵ / ۴۴۲

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6301
صفحه از 512
پرینت  ارسال به