123
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

دخل عسكر مصعب ، فإذا قاتل أبيه في فسطاطه ، فأقبل يختلف في طلبه والتماس غرّته ، فدخل عليه وهو قائل نصف النهار فضربه بسيفه حتّى برد .

قال أبو مخنف : حدّثني محمّد بن قيس ، قال : لمّا قتل حبيب بن مظاهر هدّ ذلك حسيناً وقال عند ذلك : أحتَسِب نفسي وحماة أصحابي ، قال : فأخذ الحرّ يرتجز ويقول :

آليتُ لا اُقتل حتّى أَقتُلاو لن اُصابَ اليومَ إلّا مُقبلا
۱أضرِبُهُم بالسيفِ ضَرباً مِقصَلالا ناكِلا عَنهم ولا مهلّلا
وأخذ يقول أيضاً :

أضرِبُ في أعراضِهم بالسيفِ‏عن خيرِ مَن حَلّ مِنّى والخيف‏
فقاتل هو وزهير بن القين قتالاً شديداً ، فكان إذا شدّ أحدهما ، فإن استلحم شدّ الآخر حتّى يخلّصه ، ففعلا ذلك ساعة ، ثمّ إنّ رجاله شدّت على الحرّ بن يزيد فقتل ، وقتل أبو ثمامة الصائدي ابن عمّ له كان عدوّاً له ، ثمّ صلّوا الظهر ، صلّى بهم الحسين صلاة الخوف ، ثمّ اقتتلوا بعد الظهر فاشتدّ قتالهم ، ووصل إلى الحسين ، فاستقدم الحنفي أمامه ، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً قائماً بين يديه ، فما زال يرمي حتّى سقط .

وقاتل زهير بن القين قتالاً شديداً ، وأخذ يقول :

أنا زهيرٌ وأنا ابنُ القينِ‏أذودُهم بالسيفِ عن حسينِ‏
قال : وأخذ يضرب على منكب حسين ويقول :

أقدم هُديتَ هادياً مهديّاًفاليومَ تَلقَى جدَّكَ النبيّا
وحَسناً والمرتضَى عليّاو ذا الجَناحَينِ اَلفتى الكَميا
وأسدَ اللَّه الشهيدَ الحيّا

قال : فشدّ عليه كثير بن عبداللَّه الشعبي ومهاجر بن أوس فقتلاه ، قال : وكان نافع

1.۵ / ۴۴۱


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
122

قال : وجعل يقول يومئذ :

أنا حبيبٌ وأبي مُظاهِرُفارِسُ هيجاءَ وحرب تُسعَرُ
أنتم أعَدّ عُدّه وأكثرُو نَحن أوفى مِنكُم وأُصبَرُ
ونَحنُ أعلى حُجّةً وأظهرُحقّاً وأتقى منكم وأَعذَرُ
وقاتل قتالاً شديداً ، فحمل عليه رجل من بني تميم فضربه بالسيف على رأسه فقتله - وكان يقال له : بديل بن صريم من بني عقفان - وحمل ۱عليه آخر من بني تميم ، فطعنه فوقع ، فذهب ليقوم ، فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف ، فوقع ، ونزل إليه التميمي فاحتزّ رأسه ، فقال له الحصين : إنّي لشريكك في قتله ، فقال الآخر : واللَّه ، ما قتله غيري ، فقال الحصين : أعطنيه اُعلّقه في عنق فرسي كيما يرى الناس ويعلموا أنّي شركت في قتله ، ثمّ خذه أنت بعد فامض به إلى عبيد اللَّه بن زياد ، فلا حاجة لي فيما تعطاه على قتلك إيّاه ، قال : فأبى عليه ، فأصلح قومه فيما بينهما على هذا ، فدفع إليه رأس حبيب بن مظاهر ، فجال به في العسكر قد علّقه في عنق فرسه ، ثمّ دفعه بعد ذلك إليه .

فلمّا رجعوا إلى الكوفة أخذ الآخر رأس حبيب فعلّقه في لبان فرسه ، ثمّ أقبل به إلى ابن زياد في القصر ، فبصر به ابنه القاسم بن حبيب ، وهو يومئذ قد راهق ، فأقبل مع الفارس لا يفارقه ، كلّما دخل القصر دخل معه ، وإذا خرج خرج معه ، فارتاب به ، فقال : ما لك يا بني تتبعني؟

قال : لا شي‏ء ، قال : بلى ، يا بني أخبرني ، قال له : إنّ هذا الراس الذي معك رأس أبي ، أفتعطينيه حتّى أدفنه؟

قال : يا بنيّ ، لا يرضى الأمير أن يدفن ، وأنا اُريد أن يثيبني الأمير على قتله ثواباً حسناً ، قال له الغلام : لكنّ اللَّه لا يثيبك على ذلك إلّا أسوأ الثواب ، أما واللَّه لقد قتلت خيراً منك ، وبكى . فمكث الغلام حتّى إذا أدرك لم يكن له همّة إلّا اتّباع أثر قاتل أبيه ليجد منه غرّة فيقتله بأبيه ، فلمّا كان زمان مصعب بن الزبير وغزا مصعب باجميرا

1.۵ / ۴۴۰

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6323
صفحه از 512
پرینت  ارسال به