121
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال أبو مخنف : حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال : قلت لشمر بن ذي الجوشن : سبحان اللَّه! إنّ هذا لا يصلح لك ، اُ تريد أن تجمع على نفسك خصلتين تعذّب بعذاب اللَّه ، وتقتل الولدان والنساء! واللَّه ، إنّ في قتلك الرجال لما ترضي به أميرك .

قال : فقال : من أنت؟ قال : قلت : لا اُخبرك مَن أنا ، قال : وخشيت واللَّه أن لو عرفني أن يضرّني عند السلطان ، قال : فجاءه رجل كان أطوع له منّي ، شبث بن ربعي ، فقال : ما رأيت مقالاً أسوأ من قولك ، ولا موقفاً أقبح من موقفك ، أ مرعباً للنساء صرت؟! قال : فأشهد أنّه استحيا ، فذهب لينصرف ، وحمل عليه زهير بن القين في رجال من أصحابه عشرة ، فشدّ على شمر بن ذي الجوشن ۱وأصحابه ، فكشفهم عن البيوت حتّى ارتفعوا عنها ، فصرعوا أبا عزة الضبابي فقتلوه ، فكان من أصحاب شمر ، وتعطّف الناس عليهم فكثروهم ، فلا يزال الرجل من أصحاب الحسين قد قتل ، فإذا قتل منهم الرجل والرجلان تبيّن فيهم ، واُولئك كثير لا يتبيّن فيهم ما يقتل منهم .

قال : فلمّا رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبداللَّه الصائدي ، قال للحسين : يا أبا عبداللَّه ، نفسي لك الفداء! إنّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا واللَّه ، لا تقتل حتّى اُقتل دونك إن شاء اللَّه ، واُحبّ أن ألقى ربّي وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها .

قال : فرفع الحسين رأسه ، ثمّ قال : ذكرت الصلاة ، جعلك اللَّه من المصلّين الذاكرين! نعم ، هذا أوّل وقتها ، ثمّ قال : سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّي ، فقال لهم الحصين بن تميم : إنّها لا تقبل ، فقال له حبيب بن مظاهر : لا تقبل زعمت! الصلاة من آل رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله لا تقبل وتقبل منك يا حمار؟!

قال : فحمل عليهم حصين بن تميم ، وخرج إليه حبيب بن مظاهر ، فضرب وجه فرسه بالسيف ، فشبَّ ووقع عنه ، وحمله أصحابه فاستنقذوه ، وأخذ حبيب يقول :

اُقسِمُ لو كُنّا لكم أعداداأو شَطرَكم ولَّيتم أكتادا
يا شرّ قوم حسباً وآدا

1.۵ / ۴۳۹


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
120

الوداك : ما أراك إلّا ستلقى اللَّه بإثم قتلهم أجمعين ، أ رايتَ لو أنّك رميتَ ذا فعقرت ذا ، ورميت آخر ، ووقفت موقفاً ، وكررت عليهم ، وحرّضت أصحابك ، وكثرت أصحابك ، وحمل عليك فكرهت أن تفرّ ، وفعل آخر من أصحابك كفعلك ، وآخر وآخر ، كان هذا وأصحابه يقتلون؟ أنتم شركاء كلّكم في دمائهم .

فقال له : يا أبا الوداك ، إنّك لتقنّطنا من رحمة اللَّه ، إن كنت وليّ حسابنا يوم القيامة فلا غفر اللَّه لكَ إن غفرتَ لنا! قال : هو ما أقول لك .

قال : وقاتلوهم حتّى انتصف ۱النهار أشدّ قتال خلقه اللَّه ، وأخذوا لا يقدرون على أن يأتوهم إلّا من وجه واحد؛ لاجتماع أبنيتهم وتقارب بعضها من بعض . قال : فلمّا رأى ذلك عمر بن سعد أرسل رجالاً يقوّضونها عن أيمانهم وعن شمائلهم ليحيطوا بهم .

قال : فأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخلّلون البيوت فيشدّون على الرجل وهو يقوّض وينتهب ، فيقتلونه ويرمونه من قريب ويعقرونه ، فأمر بها عمر بن سعد عند ذلك فقال : أحرقوها بالنار ، ولا تدخلوا بيتاً ولا تقوّضوه ، فجاءوا بالنار ، فأخذوا يحرقون .

فقال حسين : دعوهم فليحرقوها ، فإنّهم لو قد حرقوها لم يستطيعوا أن يجوزوا إليكم منها ، و كان ذلك كذلك ، وأخذوا لا يقاتلونهم إلّا من وجه واحدٍ .
قال : وخرجت امرأة الكلبي تمشي إلى زوجها حتّى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب وتقول : هنيئاً لك الجنّة! فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يُسمّى رستم : اضرب رأسها بالعمود ، فضرب رأسها فَشَدَخَه ، فماتت مكانها ، قال : وحمل شمر بن ذي الجوشن حتّى طعن فسطاطَ الحسين برمحِهِ ، ونادى : عليَّ بالنار حتّى أحرق هذا البيت على أهله ، قال : فصاح النساء وخرجن من الفسطاط .

قال : وصاح به الحسين : يا بن ذي الجوشن ، أنتَ تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي ، حَرَقَك اللَّه بالنار!

1.۵ / ۴۳۸

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6336
صفحه از 512
پرینت  ارسال به