13
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

فلمّا أتاه نعي معاوية فظع به ، وكبر عليه ، فبعث إلى مروان بن الحكم فدعاه إليه - وكان الوليد يوم قدم المدينة قدمها مروان متكارهاً - فلمّا رأى ذلك الوليد منه شتمه عند جلسائه ، فبلغ ذلك مروان ، فجلس عنه وصرمه ، فلم يزل كذلك حتّى جاء نعي معاوية إلى الوليد ، فلمّا عظم على الوليد هلاك معاوية وما أمر به من أخذ هؤلاء الرهط بالبيعة ، فزع عند ذلك إلى مروان ، ودعاه ، فلمّا قرأ عليه كتاب يزيد ، استرجع وترحّم عليه ، واستشاره الوليد في الأمر ، وقال : كيف ترى أن نصنع؟

۱قال : فإنّي أرى أن تبعث الساعة إلى هؤلاء النفر فتدعوهم إلى البيعة والدخول في الطاعة ، فإن فعلوا قبلت منهم ، وكففت عنهم ، وإن أبوا قدّمتهم فضربت أعناقهم قبل أن يعلموا بموت معاوية ، فإنّهم إن علموا بموت معاوية وثب كلّ امرئ منهم في جانب ، وأظهر الخلاف والمنابذة ، ودعا إلى نفسه لا أدري؛ أمّا ابن عمر فإنّي لا أراه يرى القتال ، ولا يحبّ أنّه يُوَلَّى على الناس ، إلّا أن يدفع إليه هذا الأمر عفواً .
فأرسل عبداللَّه بن عمرو بن عثمان - وهو إذ ذاك غلام حدث - إليهما يدعوهما ، فوجدهما في المسجد وهما جالسان ، فأتاهما في ساعة لم يكن الوليد يجلس فيها للناس ، ولا يأتيانه في مثلها ، فقال : أجيبا ، الأمير يدعوكما!
فقال له : انصرف ، الآن نأتيه ، ثمّ أقبل أحدهما على الآخر ، فقال عبداللَّه بن الزبير للحسين : ظُنّ فيما تراه بعث إلينا في هذه الساعة التي لم يكن يجلس فيها!
فقال حسين : قد ظننت ، أرى طاغيتهم قد هلك ، فبعث إلينا ليأخذنا بالبيعة قبل أن يفشو في الناس الخبر ، فقال : وأنا ما أظنّ غيره ، قال : فما تريد أن تصنع؟
قال : أجمع فتياني الساعة ، ثمّ أمشي إليه ، فإذا بلغت الباب احتبستهم عليه ، ثمّ دخلت عليه .
قال : فإنّي أخافه عليك إذا دخلت ، قال : لا آتيه إلّا وأنا على الامتناع قادر .

1.۵ / ۳۳۹


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
12

وتنتهي برواية رثاء عبيد اللَّه بن الحر لشهداء كربلاء .

۱خلافة يزيد بن معاوية

وفي هذه السنة بويع ليزيد بن معاوية بالخلافة بعد وفاة أبيه ، للنصف من رجب في قول بعضهم ، وفي قول بعض : لثمان بقين منه على ما ذكرنا قبل من وفاة والده معاوية فأقرّ عبيد اللَّه بن زياد على البصرة ، والنعمان بن بشير على الكوفة .
وقال هشام بن محمّد ، عن أبي مخنف ، ولي يزيد في هلال رجب سنة ستّين ، وأمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وأمير الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري ، وأمير البصرة عبيد اللَّه بن زياد ، وأمير مكّة عمرو بن سعيد بن العاص ، ولم يكن ليزيد همّة حين ولي إلّا بيعة النفر الذين أبوا على معاوية الإجابة إلى بيعة يزيد حين دعا الناس إلى بيعته ، وإنّه وليّ عهده بعده ، والفراغ من أمرهم ، فكتب إلى الوليد :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، من يزيد أمير المؤمنين ، إلى الوليد بن عتبة ، أمّا بعد؛ فإنّ معاوية كان عبداً من عباد اللَّه ، أكرمه اللَّه واستخلفه ، وخوّله ومكّن له ، فعاش بقدر ، ومات بأجل ، فرحمه اللَّه ، فقد عاش محموداً ، ومات برّاً تقيّاً ، والسلام .
وكتب إليه في صحيفة كأنّها اٌذن فأرة :
أمّا بعد ، فخذ حسيناً وعبداللَّه بن عمر وعبداللَّه بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتّى يبايعوا ، والسلام .

1.۵ / ۳۳۸

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5699
صفحه از 512
پرینت  ارسال به