117
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : وأنّ فرسه لمضروب على اُذنيه وحاجبه ، وأن دماءه لتسيل ، فقال‏
الحصين بن تميم - وكان على شرطة عبيد اللَّه ، فبعثه إلي الحسين ، وكان مع عمر بن سعد ، فولّاه عمر مع الشرطة المجفّفة - ليزيد بن سفيان : هذا الحرّ بن يزيد الذي كنت تتمنّى .

قال : نعم ، فخرج إليه فقال له : هل لك يا حرّ بن يزيد في المبارزة؟ قال : نعم قد شئت ، فبرز له ، قال : فأنا سمعت الحصين بن تميم يقول : واللَّه ، لأبرز له ، فكأنّما كانت نفسه في يده ، ۱فما لبثه الحرّ حين خرج إليه أن قتله .

قال هشام بن محمّد ، عن أبي مخنف ، قال : حدّثني يحيى بن هانئ بن عروة ، أنّ نافع بن هلال كان يقاتل يومئذ وهو يقول : أنا الجملي ، أنا على دين عليّ .
قال : فخرج إليه رجل يقال له مزاحم بن حريث ، فقال : أنا على دين عثمان ، فقال له : أنت على دين شيطان ، ثمّ حمل عليه فقتله ، فصاح عمرو بن الحجّاج بالناس : يا حمقى! أ تدرون مَن تقاتلون؟ فرسان المصر ، قوماً مستميتين ، لا يبرزنّ لهم منكم أحد ، فإنّهم قليل ، وقلمّا يبقون ، واللَّه ، لو لم ترموهم إلّا بالحجارة لقتلتموهم .

فقال عمر بن سعد : صدقت ، الرأي ما رأيت ، وأرسل إلى الناس يعزم عليهم ألّا يبارز رجل منكم رجلاً منهم .
قال أبو مخنف : حدّثني الحسين بن عقبة المرادي ، قال : الزبيدي :
أنّه سمع عمرو بن الحجّاج حين دنا من أصحاب الحسين يقول : يا أهل الكوفة ، الزموا طاعتكم وجماعتكم ، ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين ، وخالف الإمام .
فقال له الحسين : يا عمرو بن الحجّاج ، أ عليَّ تحرّض الناس؟ أنحن مرقنا وأنتم ثبتم عليه؟ أما واللَّه ، لتعلمنّ لو قد قبضت أرواحكم ، ومتّم على أعمالكم ، أيّنا مرق من الدين ، ومَن هو أولى بصلّي النار!

1.۵ / ۴۳۵


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
116

أبي : صدق ، ولقد وفى وكرم ، وكسبت لنفسك شرّاً! قال : كلّا ، إنّي لم أكسب لنفسي شرّاً ، ولكنّي كسبت لها خيراً .

قال : وزعموا أنّ رضي بن منقذ العبدي ردّ بعد على كعب بن جابر جواب قوله ، فقال :

لَو شاءَ ربّي ما شهدتُ قِتالَهُم‏و لا جعلَ النعماءَ عندي ابنُ جابرِ
لقد كانَ ذاكَ اليوم عاراً وسُبَّةًيُعَيِّرَُهُ الأبناءُ بعدَ المعاشرِ
فيا ليتَ أنّي كنت من قبل قَتلِهِ‏و يوم حُسينٍ كنتُ في رَمسِ قابرِ
۱قال : وخرج عمرو بن قرظة الأنصاري يقاتل دون حسين وهو يقول :

قد علمت كتيبةُ الأنصارأنّي سأحمي حوزةَ الذمارِ
ضَربَ غلامٍ غَيرِ نِكسٍ شاري‏دون حسينٍ مُهجتي وداري‏
قال أبو مخنف : عن ثابت بن هبيرة ، فقتل عمرو بن قرظة بن كعب ، وكان مع الحسين ، وكان عليّ أخوه مع عمر بن سعد ، فنادى عليّ بن قريظة : يا حسين ، يا كذّاب ابن الكذّاب ، أضللت أخي وغررته حتّى قتله .

قال : إنّ اللَّه لم يضلّ أخاك ، ولكنّه هدى أخاك وأضلّك .
قال : قتلني اللَّه إن لم أقتلك أو أموت دونك ، فحمل عليه ، فاعترضه نافع بن هلال المرادي ، فطعنه فصرعه ، فحمله أصحابه فاستنقذوه ، فدووِي بعدُ فَبَرأ .

قال أبو مخنف : حدّثني النضر بن صالح أبو زهير العبسي أنّ الحرّ بن يزيد لمّا لحق بحسين قال رجل من بني تميم من بني شقرة وهم بنو الحارث بن تميم يقال له : يزيد بن سفيان : أما واللَّه ، لو أنّي رأيت الحرّ بن يزيد حين خرج لأتبعته السنان ، قال : فبينا الناس يتجاولون و يقتتلون والحرّ بن يزيد يحمل على القوم مقدماً ، ويتمثّل قول عنترة :

ما زِلتُ أرميهِم بُثغرَةِ نَحرِهِ‏وَ لَبانِهِ حتّى تَسَربَلَ بالدمِ‏

1.۵ / ۴۳۴

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6344
صفحه از 512
پرینت  ارسال به