قال : وأنّ فرسه لمضروب على اُذنيه وحاجبه ، وأن دماءه لتسيل ، فقال
الحصين بن تميم - وكان على شرطة عبيد اللَّه ، فبعثه إلي الحسين ، وكان مع عمر بن سعد ، فولّاه عمر مع الشرطة المجفّفة - ليزيد بن سفيان : هذا الحرّ بن يزيد الذي كنت تتمنّى .
قال : نعم ، فخرج إليه فقال له : هل لك يا حرّ بن يزيد في المبارزة؟ قال : نعم قد شئت ، فبرز له ، قال : فأنا سمعت الحصين بن تميم يقول : واللَّه ، لأبرز له ، فكأنّما كانت نفسه في يده ، ۱فما لبثه الحرّ حين خرج إليه أن قتله .
قال هشام بن محمّد ، عن أبي مخنف ، قال : حدّثني يحيى بن هانئ بن عروة ، أنّ نافع بن هلال كان يقاتل يومئذ وهو يقول : أنا الجملي ، أنا على دين عليّ .
قال : فخرج إليه رجل يقال له مزاحم بن حريث ، فقال : أنا على دين عثمان ، فقال له : أنت على دين شيطان ، ثمّ حمل عليه فقتله ، فصاح عمرو بن الحجّاج بالناس : يا حمقى! أ تدرون مَن تقاتلون؟ فرسان المصر ، قوماً مستميتين ، لا يبرزنّ لهم منكم أحد ، فإنّهم قليل ، وقلمّا يبقون ، واللَّه ، لو لم ترموهم إلّا بالحجارة لقتلتموهم .
فقال عمر بن سعد : صدقت ، الرأي ما رأيت ، وأرسل إلى الناس يعزم عليهم ألّا يبارز رجل منكم رجلاً منهم .
قال أبو مخنف : حدّثني الحسين بن عقبة المرادي ، قال : الزبيدي :
أنّه سمع عمرو بن الحجّاج حين دنا من أصحاب الحسين يقول : يا أهل الكوفة ، الزموا طاعتكم وجماعتكم ، ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين ، وخالف الإمام .
فقال له الحسين : يا عمرو بن الحجّاج ، أ عليَّ تحرّض الناس؟ أنحن مرقنا وأنتم ثبتم عليه؟ أما واللَّه ، لتعلمنّ لو قد قبضت أرواحكم ، ومتّم على أعمالكم ، أيّنا مرق من الدين ، ومَن هو أولى بصلّي النار!