الرُّعبُ أمامَهُ شَهرا وخَلفَهُ شَهرا، أمَدَّهُ اللّهُ بِخَمسَةِ ألافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمينَ، حَتّى إذا صَعِدَ النَّجَفَ، قالَ لِأَصحابِهِ: تَعَبَّدوا لَيلَتَكُم هذِهِ، فَيَبيتونَ بَينَ راكِعٍ وساجِدٍ، يَتَضَرَّعونَ إلَى اللّهِ، حَتّى إذا أصبَحَ قالَ: خُذوا بِنا طَريقَ النُّخَيلَةِ۱، وعَلَى الكوفَةِ جُندٌ مُجَنَّدٌ، قُلتُ: جُندٌ مُجَنَّدٌ ؟۲ قالَ: إي وَاللّهِ، حَتّى يَنتَهِيَ إلى مَسجِدِ إبراهيمَ عليهالسلام بِالنُّخَيلَةِ، فَيُصَلّي فيهِ رَكعَتَينِ، فَيَخرُجُ إلَيهِ مَن كانَ بِالكوفَةِ مِن مُرجِئِها وغَيرِهِم مِن جَيشِ السُّفيانِيِّ، فَيَقولُ لِأَصحابِهِ: اِستَطرِدوا لَهُم، ثُمَّ يَقولُ: كُرّوا عَلَيهِم. قالَ أبو جَعفَرٍ عليهالسلام: ولا يَجوزُ ـ وَاللّهِ ـ الخَندَقَ مِنهُم مُخبِرٌ.
ثُمَّ يَدخُلُ الكوفَةَ فَلا يَبقى مُؤمِنٌ إلاّ كانَ فيها أو حَنَّ إلَيها، وهُوَ قَولُ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليهالسلام. ثُمَّ يَقولُ لِأَصحابِهِ: سيروا إلى هذِهِ الطّاغِيَةِ، فَيَدعوهُ إلى كِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآله، فَيُعطيهِ السُّفيانِيُّ مِنَ البَيعَةِ سِلما.
فَيَقولُ لَهُ كَلبٌ وهُم أخوالُهُ: ما هذا، ما صَنَعتَ ؟ وَاللّهِ، ما نُبايِعُكَ عَلى هذا أبَدا، فَيَقولُ: ما أصنَعُ ؟ فَيَقولونَ: اِستَقبِلهُ! فَيَستَقبِلُهُ، ثُمَّ يَقولُ لَهُ القائِمُ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ: خُذ حِذرَكَ، فَإِنَّني أدَّيتُ إلَيكَ وأَنَا مُقاتِلُكَ، فَيُصبِحُ فَيُقاتِلُهُم، فَيَمنَحُهُ اللّهُ أكتافَهُم. ويَأخُذُ السُّفيانِيَّ أسيرا، فَيَنطَلِقُ بِهِ ويَذبَحُهُ بِيَدِهِ.
ثُمَّ يُرسِلُ جَريدَةَ۳ خَيلٍ إلَى الرّومِ، فَيَستَحضِرونَ۴ بَقِيَّةَ بَني اُمَيَّةَ، فَإِذَا انتَهَوا إلَى الرّومِ قالوا: أخرِجوا إلَينا أهلَ مِلَّتِنا عِندَكُم، فَيَأبَونَ ويَقولونَ: وَاللّهِ لا نَفعَلُ، فَيَقولُ الجَريدَةُ: وَاللّهِ، لَو اُمِرنا لَقاتَلناكُم، ثُمَّ يَنطَلِقونَ إلى صاحِبِهِم فَيَعرِضونَ ذلِكَ عَلَيهِ،
1.. النخيلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام معجم البلدان: ج ۵ ص ۲۷۸.
2.. في بحار الأنوار : «خندق مخندق» في كلا الموضعين .
3.. الجَرِيدَةَ : الجماعة من الخيل لسان العرب : ج ۳ ص ۱۱۸ «جرد» .
4.. في بحار الأنوار : «لِيَستَحضِروا» ، وهو الأنسب للسياق .