69
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

الرُّعبُ أمامَهُ شَهرا وخَلفَهُ شَهرا، أمَدَّهُ اللّه‏ُ بِخَمسَةِ ألافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمينَ، حَتّى إذا صَعِدَ النَّجَفَ، قالَ لِأَصحابِهِ: تَعَبَّدوا لَيلَتَكُم هذِهِ، فَيَبيتونَ بَينَ راكِعٍ وساجِدٍ، يَتَضَرَّعونَ إلَى اللّه‏ِ، حَتّى إذا أصبَحَ قالَ: خُذوا بِنا طَريقَ النُّخَيلَةِ۱، وعَلَى الكوفَةِ جُندٌ مُجَنَّدٌ، قُلتُ: جُندٌ مُجَنَّدٌ ؟۲ قالَ: إي وَاللّه‏ِ، حَتّى يَنتَهِيَ إلى مَسجِدِ إبراهيمَ عليه‏السلام بِالنُّخَيلَةِ، فَيُصَلّي فيهِ رَكعَتَينِ، فَيَخرُجُ إلَيهِ مَن كانَ بِالكوفَةِ مِن مُرجِئِها وغَيرِهِم مِن جَيشِ السُّفيانِيِّ، فَيَقولُ لِأَصحابِهِ: اِستَطرِدوا لَهُم، ثُمَّ يَقولُ: كُرّوا عَلَيهِم. قالَ أبو جَعفَرٍ عليه‏السلام: ولا يَجوزُ ـ وَاللّه‏ِ ـ الخَندَقَ مِنهُم مُخبِرٌ.
ثُمَّ يَدخُلُ الكوفَةَ فَلا يَبقى مُؤمِنٌ إلاّ كانَ فيها أو حَنَّ إلَيها، وهُوَ قَولُ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليه‏السلام. ثُمَّ يَقولُ لِأَصحابِهِ: سيروا إلى هذِهِ الطّاغِيَةِ، فَيَدعوهُ إلى كِتابِ اللّه‏ِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَيُعطيهِ السُّفيانِيُّ مِنَ البَيعَةِ سِلما.
فَيَقولُ لَهُ كَلبٌ وهُم أخوالُهُ: ما هذا، ما صَنَعتَ ؟ وَاللّه‏ِ، ما نُبايِعُكَ عَلى هذا أبَدا، فَيَقولُ: ما أصنَعُ ؟ فَيَقولونَ: اِستَقبِلهُ! فَيَستَقبِلُهُ، ثُمَّ يَقولُ لَهُ القائِمُ صَلَّى اللّه‏ُ عَلَيهِ: خُذ حِذرَكَ، فَإِنَّني أدَّيتُ إلَيكَ وأَنَا مُقاتِلُكَ، فَيُصبِحُ فَيُقاتِلُهُم، فَيَمنَحُهُ اللّه‏ُ أكتافَهُم. ويَأخُذُ السُّفيانِيَّ أسيرا، فَيَنطَلِقُ بِهِ ويَذبَحُهُ بِيَدِهِ.
ثُمَّ يُرسِلُ جَريدَةَ۳ خَيلٍ إلَى الرّومِ، فَيَستَحضِرونَ۴ بَقِيَّةَ بَني اُمَيَّةَ، فَإِذَا انتَهَوا إلَى الرّومِ قالوا: أخرِجوا إلَينا أهلَ مِلَّتِنا عِندَكُم، فَيَأبَونَ ويَقولونَ: وَاللّه‏ِ لا نَفعَلُ، فَيَقولُ الجَريدَةُ: وَاللّه‏ِ، لَو اُمِرنا لَقاتَلناكُم، ثُمَّ يَنطَلِقونَ إلى صاحِبِهِم فَيَعرِضونَ ذلِكَ عَلَيهِ،

1.. النخيلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام معجم البلدان: ج ۵ ص ۲۷۸.

2.. في بحار الأنوار : «خندق مخندق» في كلا الموضعين .

3.. الجَرِيدَةَ : الجماعة من الخيل لسان العرب : ج ۳ ص ۱۱۸ «جرد» .

4.. في بحار الأنوار : «لِيَستَحضِروا» ، وهو الأنسب للسياق .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
68

القَهقَرى، يُخبِرانِ النّاسَ بِما فُعِلَ بِأَصحابِهِما.
ثُمَّ يَدخُلُ المَدينَةَ فَيَغيبُ عَنهُم عِندَ ذلِكَ قُرَيشٌ، وهُوَ قَولُ عَلِيِّ بنِ أبيطالِبٍ عليه‏السلام: «وَاللّه‏ِ، لَوَدَّت قُرَيشٌ ـ أي عِندَها ـ مَوقِفا واحِدا، جَزرَ جَزورٍ۱ بِكُلِّ ما مَلَكَت، وكُلِّ ما طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ أو غَرَبَت»...، ثُمَّ يَنطَلِقُ يَدعُو النّاسَ إلى كِتابِ اللّه‏ِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ، وَالوَلايَةِ لِعَلِيِّ بنِ أبيطالِبٍ عليه‏السلام وَالبَراءَةِ مِن عَدُوِّهِ، حَتّى إذا بَلَغَ إلَى الثَّعلَبِيَّةِ۲ قامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن صُلبِ أبيهِ، وهُوَ مِن أشَدِّ النّاسِ بِبَدَنِهِ وأَشجَعِهِم بِقَلبِهِ، ما خَلا صاحِبَ هذَا الأَمرِ، فَيَقولُ: يا هذا، ما تَصنَعُ ؟ فَوَاللّه‏ِ، إنَّكَ لَتُجفِلُ النّاسَ إجفالَ النَّعَمِ، أفَبِعَهدٍ مِن رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أم بِماذا ؟ فَيَقولُ المَولَى الَّذي وَلِيَ البَيعَةَ: وَاللّه‏ِ، لَتَسكُنَنَّ أو لَأَضرِبَنَّ الَّذي فيهِ عَيناكَ.
فَيَقولُ لَهُ القائِمُ عليه‏السلام: اُسكُت يا فُلانُ، إي وَاللّه‏ِ إنَّ مَعَي عَهدا مِن رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، هاتِ لي يا فُلانُ العَيبَةَ۳ ـ أوِ الطّيبَةَ۴، أوِ الزَّنفَليجَةَ ـ، فَيَأتيهِ بِها، فَيُقرِئُهُ۵ العَهدَ مِن رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَيَقولُ: جَعَلَنِي اللّه‏ُ فِداكَ، أعطِني رَأسَكَ اُقَبِّلهُ، فَيُعطيهِ رَأسَهُ فَيُقَبِّلُهُ بَينَ عَينَيهِ، ثُمَّ يَقولُ: جَعَلَنِيَ اللّه‏ُ فِداكَ، جَدِّد لَنا بَيعَةً، فَيُجَدِّدُ لَهُم بَيعَةً.
قالَ أبو جَعفَرٍ عليه‏السلام: لَكَأَنّي أنظُرُ إلَيهِم مُصعِدينَ مِن نَجَفِ الكوفَةِ ثَلاثَمِئَةٍ وبِضعَةَ عَشَرَ رَجُلاً، كَأَنَّ قُلوبَهُم زُبَرُ الحَديدِ، جَبرَئيلُ عَن يَمينِهِ وميكائيلُ عَن يَسارِهِ، يَسيرُ

1.. قوله : «جزر جزور» أي تودّ قريش أن يعطوا كلّ ما ملكوا وكلّ ما طلعت عليه الشمس ويأخذوا موقفا يقفون فيه ويختفون منه عليه‏السلامقدر زمان ذبح بعير ، ويحتمل المكان أيضا بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۳۴۵ .

2.. الثَعلبيّة : من منازل طريق مكّة من الكوفة معجم البلدان : ج ۲ ص ۷۸ .

3.. العَيْبَةُ : مستودع الثياب مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۲۹۶ «عيب» .

4.. ليس في بحار الأنوار، وفي بعض النسخ «الطبقة» بدل «الطيبة» هامش المصدر.

5.. أقرَأَني فلانٌ : أي حَمَلَني على أن أقرَأَه عليه مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۴۰ «قرء» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11109
صفحه از 483
پرینت  ارسال به