67
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

صورَةِ طائِرٍ أبيَضَ، فَيَكونُ أوَّلَ خَلقِ اللّه‏ِ يُبايِعُهُ جَبرَئيلُ، ويُبايِعُهُ الثَّلاثُمِئَةِ وَالبِضعَةَ العَشَرَ رَجُلاً.
قالَ: قالَ أبو جَعفَرٍ عليه‏السلام: فَمَنِ ابتُلِيَ فِي المَسيرِ وافاهُ في تِلكَ السّاعَةِ، ومَن لَم يُبتَلَ بِالمَسيرِ فُقِدَ عَن فِراشِهِ. ثُمَّ قالَ: هُوَ ـ وَاللّه‏ِ ـ قَولُ عَلِيِّ بنِ أبيطالِبٍ عليه‏السلام: «المَفقودونَ عَن فُرُشِهِم»، وهُوَ قَولُ اللّه‏ِ: «فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَ تِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا»۱ أصحابُ القائِمِ الثَّلاثُمِئَةِ وبِضعَةَ عَشَرَ رَجُلاً.
قالَ: هُم ـ وَاللّه‏ِ ـ الاُمَّةُ المَعدودَةُ الَّتي قالَ اللّه‏ُ في كِتابِهِ: «وَ لَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ»۲.
قالَ: يَجتَمِعونَ۳ في ساعَةٍ واحِدَةٍ قَزَعا كَقَزَعِ الخَريفِ، فَيُصبِحُ بِمَكَّةَ فَيَدعُو النّاسَ إلى كِتابِ اللّه‏ِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَيُجيبُهُ نَفَرٌ يَسيرٌ ويَستَعمِلُ عَلى مَكَّةَ، ثُمَّ يَسيرُ فَيَبلُغُهُ أن قَد قُتِلَ عامِلُهُ، فَيَرجِعُ إلَيهِم فَيَقتُلُ المُقاتِلَةَ لا يَزيدُ عَلى ذلِكَ شَيئا ؛ يَعنِي السَّبيَ.
ثُمَّ يَنطَلِقُ فَيَدعُو النّاسَ إلى كِتابِ اللّه‏ِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ، وَالوَلايَةِ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه‏السلام وَالبَراءَةِ مِن عَدُوِّهِ، ولا يُسَمّي أحَدا حَتّى يَنتَهِيَ إلَى البَيداءِ، فَيَخرُجُ إلَيهِ جَيشُ السُّفيانِيِّ، فَيَأمُرُ اللّه‏ُ الأَرضَ فَيَأخُذُهُم مِن تَحتِ أقدامِهِم، وهُوَ قَولُ اللّه‏ِ: «وَ لَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ * وَ قَالُواْ ءَامَنَّا بِهِ»۴ يَعني بِقائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ، «وَ قَدْ كَفَرُواْ بِهِ» يَعني بِقائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ إلى آخِرِ السّورَةِ، ولا يَبقى مِنهُم إلاّ رَجُلانِ يُقالُ لَهُما وَترٌ ووُتَيرٌ مِن مُرادٍ، وُجوهُهُما في أقفِيَتِهِما يَمشِيانِ

1.. البقرة : ۱۴۸ .

2.. هود : ۸ .

3.. في المصدر : «يَجمَعونَ» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار .

4.. سبأ : ۵۱ و ۵۲ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
66

الأَمرِ غَيبَةٌ في بَعضِ هذِهِ الشِّعابِ ـ ثُمَّ أومَأَ بِيَدِهِ إلى ناحِيَةِ ذي طُوى۱ ـ حَتّى إذا كانَ قَبلَ خُروجِهِ بِلَيلَتَينِ، انتَهَى المَولَى الَّذي يَكونُ بَينَ يَدَيهِ حَتّى يَلقى بَعضَ أصحابِهِ، فَيَقولُ: كَم أنتُم هاهُنا ؟ فَيَقولونَ: نَحوٌ مِن أربَعينَ رَجُلاً، فَيَقولُ: كَيفَ أنتُم لَو قَد رَأَيتُم صاحِبَكُم ؟ فَيَقولونَ: وَاللّه‏ِ، لَو يَأوي۲ بِنَا الجِبالَ لَأَوَيناها مَعَهُ.
ثُمَّ يَأتيهِم مِنَ القابِلَةِ۳ فَيَقولُ لَهُم: أشيروا إلى ذَوي أسنانِكُم وأَخيارِكُم عَشَرَةً۴، فَيُشيرونَ لَهُ إلَيهِم، فَيَنطَلِقُ بِهِم حَتّى يَأتونَ صاحِبَهُم، ويَعِدُهُم إلَى اللَّيلَةِ الَّتي تَليها.
ثُمَّ قالَ أبو جَعفَرٍ: وَاللّه‏ِ، لَكَأَنّي أنظُرُ إلَيهِ وقَد أسنَدَ ظَهرَهُ إلَى الحَجَرِ، ثُمَّ يَنشُدُ اللّه‏َ حَقَّهُ، ثُمَّ يَقولُ:
«يا أيُّهَا النّاسُ ! مَن يُحاجَّني فِي اللّه‏ِ فَأَنَا أولَى النّاسِ بِاللّه‏ِ، ومَن۵ يُحاجَّني في آدَمَ فَأَنَا أولَى النّاسِ بِآدَمَ. يا أيُّهَا النّاسُ ! مَن يُحاجَّني في نَوحٍ فَأَنَا أولَى النّاسِ بِنوحٍ. يا أيُّهَا النّاسُ ! مَن يُحاجَّني في إبراهيمَ فَأَنَا أولى بِإِبراهيمَ. يا أيُّهَا النّاسُ ! مَن يُحاجَّني في موسى فَأَنَا أولَى النّاسِ بِموسى. يا أيُّهَا النّاسُ! مَن يُحاجَّني في عيسى فَأَنَا أولَى النّاسِ بِعيسى. يا أيُّهَا النّاسُ ! مَن يُحاجَّني في مُحَمَّدٍ فَأَنَا أولَى النّاسِ بِمُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله. يا أيُّهَا النّاسُ ! مَن يُحاجَّني في كِتابِ اللّه‏ِ فَأَنَا أولى بِكِتابِ اللّه‏ِ».
ثُمَّ يَنتَهي إلَى المَقامِ فَيُصَلّي عِندَهُ رَكعَتَينِ، ثُمَّ يَنشُدُ اللّه‏َ حَقَّهُ.
قالَ أبو جَعفَرٍ عليه‏السلام: هُوَ ـ وَاللّه‏ِ ـ المُضطَرُّ في كِتابِ اللّه‏ِ، وهُوَ قَولُ اللّه‏ِ: «أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ»، وجَبرَئيلُ عَلَى الميزابِ في

1.. ذو طُوى : موضع عند مكّة معجم البلدان : ج ۴ ص ۴۵ .

2.. في الغيبة للنعمانيّ : «ناوى» بدل «يأوي» ، وهو الأنسب .

3.. القابل خ. ل .

4.. في المصدر : «عَشيرَةً» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار .

5.. في بحار الأنوار : «يا أيُّهَا النّاسُ ! مَن» ، وهو الأنسب بالسياق .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11112
صفحه از 483
پرینت  ارسال به