ويا جيرَةً بِالمَأزِمَينِ خِيامُهُمعَلَيكِ سَلامُ اللّهِ مِن نازِحِ الدّارِ
خَليلَيَّ ما لي والزَّمانِ كَأَنَّمايُطالِبُني في كُلِّ وَقتٍ بِأَوتارِ
فَأَبعَدَ أحبابي وأخلى مَرابِعيوأبدَلَني مِن كُلِّ صَفوٍ بِأَكدارِ
وعادَلَ بي مَن كانَ أقصى مَرامِهِمِنَ المَجدِ أن يَسمو إلى عُشرِ مِعشاري
ألَم يَدرِ أنّي لا اُذَلُّ لِخَطبِهِوإن سامَني خَسفا وأرخَصَ أشعاري
وإنّي أسخى بِالدُّموعِ لِوَقفَةٍعَلى طَلَلٍ بالٍ ودارِسِ أحجارِ
وما عَلِموا أنّي امرُؤٌ لا يَروعُنيتَوالي الرَّزايا في عَشِيٍّ وإبكارِ
إذا دُكَّ طَودُ الصَّبرِ مِن وَقعِ حادِثٍفَطَودُ اصطِباري شامِخٌ غَيرُ مُنهارِ
وخَطبٍ يُزيلُ الرَّوعَ أيسَرُ وَقعهِكَؤودٍ كَوَخزٍ بِالأَسِنَّةِ سَعّارِ
تَلَقَّيتُهُ والحَتفُ دونَ لِقائهِبِقَلبٍ وَقورٍ في الهَزاهِزِ صَبّارِ
ووَجهٍ طَليقٍ لا يُمَلُّ لِقاؤُهُوصَدرٍ رَحيبٍ مِن وُرودٍ وإصدارِ
ولَم أبدِهِ كَي لا يُساءَ لِوَقعِهِصَديقي ويَأسى مِن تَعَسُّرِهِ جاري
ومُعضِلَةٍ دَهماءَ لا يَهتَدي لَهاطَريقٌ ولا يُهدى إلى ضَوئِها السّاري
مَقامي بِفَرقِ الفَرقَدَينِ فَما الَّذييُؤَثّرهُ مَسعاهُ في خَفضِ مِقداري
وإنّي امرُؤٌ لا يُدرِكُ الدَّهرُ غايَتيولا تَصِلُ الأَيدي إلى سِرِّ أغواري
اُخالِطُ أبناءَ الزَّمانِ بِمُقتَضىعُقولِهِمُ كَي لا يَفوهوا بِإِنكارِ
واُظهِرُ أنّي مِثلَهُم تَستَفِزُّنيصُروفُ الليالي بِاختِلاءٍ وإِمرارِ
وإنِّيَ ضارِي القَلبِ مُستَوفِرُ النُّهىاُسَرُّ بِيُسرٍ أو أمَلُّ بِإِعسارِ
ويُضجِرُني الخَطبُ المَهولُ لِقاؤُهُويُطرِبُني الشادي بِعودٍ ومِزمارِ