415
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

ويُصمي فُؤادي ناهِدُ الثَّديِ كاعِبٌبِأَسمَرَ خَطّارٍ وأحوَرَ سَحّارِ

تَشيبُ النَّواصي دونَ حَلِّ رُموزِهاويُحجِمُ عَن أغوارِها كُلُّ مِغوارِ

أجَلتُ جِيادَ الفِكرِ في حَلَباتِهاووَجَّهتُ تِلقاها صَوائِبَ أنظاري

فَأَبرَزتُ مِن مَستورِها كُلَّ غامِضٍوثَقَّفتُ مِنها كُلَّ قَسوَرٍ سَوّارِ

أأَضرَعُ لِلبَلوى واُغضي عَلى القَذىوأرضى بِما يَرضى بِهِ كُلُّ مِخوارِ؟

وَأفرَحُ مِن دَهري بِلَذَّةِ ساعَةٍوأقنَعُ مِن عَيشي بِقُرصٍ وأطمارِ؟۱

إذا لا وَرى زَندي ولا عَزَّ جانِبيولا بَزَغَت في قِمَّةِ المَجدِ أقماري

ولا بُلَّ كَفّي بِالسَّماحِ ولا سَرَتبِطيبِ أحاديثي الرِّكابُ وأخباري

ولاَ انتَشَرت فِي الخافِقَينِ فَضائِليولا كانَ في المَهدِيِّ رائِقُ أشعاري

خَليفَةُ رَبِّ العالَمينَ وظِلُّهُعَلى ساكِني الغَبراءِ مِن كُلِّ دَيّارِ

هُوَ العُروَةُ الوُثقى الذَّي مَن بِذَيلِهِتَمَسَّكَ لا يَخشى عَظائِمَ أوزارِ

إمامُ هُدىً لاذَ الزَّمانُ بِظِلِّهِوألقى إلَيهِ الدَّهرُ مِقوَدَ خَوّارِ

ومُقتَدِرٍ لَو كَلَّفَ الصُمَّ نُطقَهابِأَجذارِها فاهَت إلَيهِ بِأَجذارِ

عُلومُ الوَرى في جَنبِ أبحُرِ عِلمِهِكَغَرفَةِ كَفٍّ أو كَغَمسَةِ مِنقارِ

فَلَو زارَ أفلاطونُ أعتابَ قُدسِهِولَم يُعشِهِ عَنها سَواطِعُ أنوارِ

رَأى حِكمَةً قُدسِيَّةً لا يَشوبُهاشَوائِبُ أنظارٍ وأدناسُ أفكارِ
بِإِشراقِها كُلُّ العَوالِمِ أشرَقَتلِما لاحَ فِي الكَونَينِ مِن نورِها الساري

1.. الأطمار : الثياب البالية ، وعجز البيت من قول أمير المؤمنين عليه‏السلام من كتاب له أرسله إلى عثمان بن حنيفالأنصاري عامله على البصرة يقول : «ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه» نهج البلاغة لصبحي الصالح : ص ۱۶ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
414

ويا جيرَةً بِالمَأزِمَينِ خِيامُهُمعَلَيكِ سَلامُ اللّه‏ِ مِن نازِحِ الدّارِ

خَليلَيَّ ما لي والزَّمانِ كَأَنَّمايُطالِبُني في كُلِّ وَقتٍ بِأَوتارِ

فَأَبعَدَ أحبابي وأخلى مَرابِعيوأبدَلَني مِن كُلِّ صَفوٍ بِأَكدارِ

وعادَلَ بي مَن كانَ أقصى مَرامِهِمِنَ المَجدِ أن يَسمو إلى عُشرِ مِعشاري

ألَم يَدرِ أنّي لا اُذَلُّ لِخَطبِهِوإن سامَني خَسفا وأرخَصَ أشعاري

وإنّي أسخى بِالدُّموعِ لِوَقفَةٍعَلى طَلَلٍ بالٍ ودارِسِ أحجارِ

وما عَلِموا أنّي امرُؤٌ لا يَروعُنيتَوالي الرَّزايا في عَشِيٍّ وإبكارِ

إذا دُكَّ طَودُ الصَّبرِ مِن وَقعِ حادِثٍفَطَودُ اصطِباري شامِخٌ غَيرُ مُنهارِ

وخَطبٍ يُزيلُ الرَّوعَ أيسَرُ وَقعهِكَؤودٍ كَوَخزٍ بِالأَسِنَّةِ سَعّارِ

تَلَقَّيتُهُ والحَتفُ دونَ لِقائهِبِقَلبٍ وَقورٍ في الهَزاهِزِ صَبّارِ

ووَجهٍ طَليقٍ لا يُمَلُّ لِقاؤُهُوصَدرٍ رَحيبٍ مِن وُرودٍ وإصدارِ

ولَم أبدِهِ كَي لا يُساءَ لِوَقعِهِصَديقي ويَأسى مِن تَعَسُّرِهِ جاري

ومُعضِلَةٍ دَهماءَ لا يَهتَدي لَهاطَريقٌ ولا يُهدى إلى ضَوئِها السّاري

مَقامي بِفَرقِ الفَرقَدَينِ فَما الَّذييُؤَثّرهُ مَسعاهُ في خَفضِ مِقداري

وإنّي امرُؤٌ لا يُدرِكُ الدَّهرُ غايَتيولا تَصِلُ الأَيدي إلى سِرِّ أغواري

اُخالِطُ أبناءَ الزَّمانِ بِمُقتَضىعُقولِهِمُ كَي لا يَفوهوا بِإِنكارِ

واُظهِرُ أنّي مِثلَهُم تَستَفِزُّنيصُروفُ الليالي بِاختِلاءٍ وإِمرارِ

وإنِّيَ ضارِي القَلبِ مُستَوفِرُ النُّهىاُسَرُّ بِيُسرٍ أو أمَلُّ بِإِعسارِ
ويُضجِرُني الخَطبُ المَهولُ لِقاؤُهُويُطرِبُني الشادي بِعودٍ ومِزمارِ

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11071
صفحه از 483
پرینت  ارسال به