39
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

إنّي مِن نَسلِ حَوارِيِّ عيسَى بنِ مَريَمَ، وكانَ أفضَلَ حَوارِيّي عيسى ـ الاِثنَي عَشَرَ ـ وأَحَبَّهُم إلَيهِ وآثَرَهُم عِندَهُ، وإنَّ عيسى أوصى إلَيهِ ودَفَعَ إلَيهِ كُتُبَهُ، وعَلَّمَهُ حِكمَتَهُ، فَلَم يَزَل أهلُ هذَا البَيتِ عَلى دينِهِ، مُتَمَسِّكينَ بِمِلَّتِهِ، لَم يَكفُروا ولَم يَرتَدّوا ولَم يُغَيِّروا، وتِلكَ الكُتُبُ عِندي إملاءُ عيسَى بنِ مَريَمَ وخَطُّ أبينا بِيَدِهِ، فيها كُلُّ شَيءٍ يَفعَلُ النّاسُ مِن بَعدِهِ، وَاسمُ مَلِكٍ مَلِكٍ مِن بَعدِهِ مِنهُم، وأَنَّ اللّه‏َ تَبارَكَ وتَعالى يَبعَثُ رَجُلاً مِنَ العَرَبِ مِن وُلدِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ خَليلِ اللّه‏ِ مِن أرضٍ يُقالُ لَها: تِهامَةُ، مِن قَريَةٍ يُقالَ لَها: مَكَّةُ، يُقالُ لَهُ: أحمَدُ، لَهُ اثنا عَشَرَ اسما، وذَكَرَ مَبعَثَهُ ومَولِدَهُ ومُهاجَرَتَهُ، ومَن يُقاتِلُهُ، ومَن يَنصُرُهُ، ومَن يُعاديهِ، وما يَعيشُ، وما تَلقى اُمَّتُهُ بَعدَهُ إلى أن يَنزِلَ عيسَى بنُ مَريَمَ مِنَ السَّماءِ.
وفي ذلِكَ الكِتابِ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً۱ ـ مِن وُلدِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ خَليلِ اللّه‏ِ ـ مِن خَيرِ خَلقِ اللّه‏ِ، ومِن أحَبِّ خَلقِ اللّه‏ِ إلَيهِ، وَاللّه‏ُ وَلِيٌّ لِمَن والاهُم، وعَدُوٌّ لِمَن عاداهُم، مَن أطاعَهُم اهتَدى، ومَن عَصاهُم ضَلَّ، طاعَتُهُم للّه‏ِِ طاعَةٌ، ومَعصِيَتُهُم للّه‏ِِ مَعصِيَةٌ، مَكتوبَةٌ أسماؤُهُم وأَنسابُهُم ونُعوتُهُم، وكَم يَعيشُ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم واحِدٌ بَعدَ واحِدٍ، وكَم رَجُلٍ مِنهُم يَستَتِرُ بِدينِهِ ويَكتُمُهُ مِن قَومِهِ، ومَنِ الَّذي يَظهَرُ مِنهُم ويَنقادُ لَهُ النّاسُ حَتّى يَنزِلَ عيسَى بنُ مَريَمَ عليه‏السلام عَلى آخِرِهِم، فَيُصَلّي عيسى خَلفَهُ، ويَقولُ: إنَّكُم لَأَئِمَّةٌ لا يَنبَغي لِأَحَدٍ أن يَتَقَدَّمَكُم، فَيَتَقَدَّمُ فَيُصَلّي بِالنّاسِ وعيسى خَلفَهُ فِي الصَّفِّ.
أوَّلُهُم وخَيرُهُم و أَفضَلُهُم ـ ولَهُ مِثلُ اُجورِهِم واُجورِ مَن أطاعَهُم وَاهتَدى بِهِم ـ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله اسمُهُ: مُحَمَّدٌ، وعَبدُ اللّه‏ِ، ويس، وَالفَتّاحُ، وَالخاتِمُ، وَالحاشِرُ، وَالعاقِبُ، وَالماحي، وَالقائِدُ، ونَبِيُّ اللّه‏ِ، وصَفِيُّ اللّه‏ِ، وحَبيبُ اللّه‏ِ، وأنَّهُ يُذكَرُ إذا ذُكِرَ،

1.. هم النبيّ والأئمّة الاثنا عشر عليهم‏السلام.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
38

سُفيانُ بنُ سَعيدٍ الثَّورِيُّ، عَن مَنصورِ بنِ المُعتَمِرِ، عَن رِبعِيِّ بنِ حِراشٍ، قالَ: سَمِعتُ حُذَيفَةَ بنَ اليَمانِ، قالَ:
قالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:... قَد أفلَحَت اُمَّةٌ أنَا أوَّلُها وعيسى آخِرُها، فَيُصَلّي خَلفَ رَجُلٍ مِن وُلدي، فَإِذا صُلِّيَتِ الغَداةُ قامَ عيسى حَتّى يَجلِسَ فِي المَقامِ.۱

۱۶۴۳.الأمالي للصدوق: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ ماجيلَوَيهِ رحمه‏الله، قالَ: حَدَّثَني عَمّي مُحَمَّدُ بنُ أبِي القاسِمِ، عَن أحمَدَ بنِ هِلالٍ، عَنِ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ، عَن مَعمَرِ بنِ راشِدٍ، قالَ: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّه‏ِ الصّادِقَ عليه‏السلام يَقولُ:
أتى يَهودِيٌّ النَّبِيَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَقامَ بَينَ يَدَيهِ يَحُدُّ النَّظَرَ إلَيهِ، فَقالَ: يا يَهودِيُّ، ما حاجَتُكَ ؟ قالَ: أنتَ أفضَلُ أم موسَى بنُ عِمرانَ النَّبِيُّ الَّذي كَلَّمَهُ اللّه‏ُ، وأَنزَلَ عَلَيهِ التَّوراةَ وَالعَصا، وفَلَقَ لَهُ البَحرَ، وأَظَلَّهُ بِالغَمامِ ؟
فَقالَ لَهُ النَّبِيُ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنَّهُ يُكرَهُ لِلعَبدِ أن يُزَكِّيَ نَفسَهُ، ولكِنّي أقولُ:... مِن ذُرِّيَّتِي المَهدِيُّ، إذا خَرَجَ نَزَلَ عيسَى بنُ مَريَمَ لِنُصرَتِهِ، فَقَدَّمَهُ وصَلّى خَلفَهُ.۲

۱۶۴۴.الغيبة للنعماني: بِهذَا الإِسنادِ۳ عَن عَبدِ الرَّزّاقِ بنِ هَمّامٍ، قالَ: حَدَّثَنا مَعمَرُ بنُ راشِدٍ، عَن أبانِ بنِ أبي عَيّاشٍ، عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهِلالِيِّ، قالَ:
لَمّا أقبَلنا مِن صِفّينَ مَعَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه‏السلام، نَزَلَ قَريبا مِن دَيرِ نَصرانِيٍّ، إذ خَرَجَ عَلَينا شَيخٌ مِنَ الدَّيرِ، جَميلُ الوَجهِ حَسَنُ الهَيئَةِ وَالسَّمتِ، مَعَهُ كِتابٌ، حَتّى أتى أميرَ المُؤمِنينَ فَسَلَّمَ عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ:

1.. الملاحم و الفتن : ص ۳۰۱ ح ۴۲۲ .

2.. الأمالي للصدوق : ص ۲۸۷ ح ۳۲۰ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۱۰۶ ، روضة الواعظين : ص ۲۹۹ ، تأويل الآياتالظاهرة : ج ۱ ص ۴۸ ح ۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۳۶۶ ح ۷۲ .

3.. أي : أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، ومحمّد بن همام بن سهيل وعبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد اللّه‏ بن يونس الموصلي عن رجالهم .

تعداد بازدید : 11641
صفحه از 483
پرینت  ارسال به