الفصل الثالث: نماذج من أشعار القرن الثالث
۳ / ۱
الإمام الرضا علیه السلام
كمال الدين عن عَبدِ السَّلامِ بنِ صَالحٍ الهَرَويّ: دَخَلَ دِعبِلُ بنُ عَلِيٍّ الخُزاعِيُّ رضىاللهعنهعَلى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ موسَى الرِّضا عليهالسلام بِمَروَ فَقالَ لَهُ: يَابنَ رَسولِ اللّهِ، إنّي قَد قُلتُ فيكُم قَصيدَةً وَ آلَيتُ عَلى نَفسي أن لا اُنشِدَها أَحَدا قَبلَكَ، فَقالَ عليهالسلام هاتِها، فَأَنشَدَها:
مَدارِسُ آيَاتٍ خَلَت مِن تِلاوَةٍو مَنزِلُ وَحيٍ مُقفِرُ العَرَصاتِ
فَلَمّا بَلَغَ إلى قَولِهِ:
أَرى فَيئَهُم في غَيرِهِم مُتَقَسِّماو أَيدِيَهُم مِن فَيئِهِم صَفِراتِ
بَكى أَبُو الحَسَن الرِّضا عليهالسلام و قالَ: صَدَقتَ يا خُزاعِيُّ. فَلَمّا بَلَغَ إِلى قَولِهِ:
إِذا وُتِروا مَدّوا إِلَى واتِريهِمأَكُفّا عَنِ الأَوتارِ مُنقَبِضاتِ
جَعَلَ أبُو الحَسَنِ عليهالسلام يُقَلِّبُ كَفَّيهِ و هُوَ يَقولُ: أَجَل وَ اللّهِ مُنقَبِضاتٍ. فَلَمّا بَلَغَ إِلى قَولِهِ:
لَقَد خِفتُ فِي الدُّنيا و أَيّامِ سَعيِهاو إنّي لَأَرجُو الأَمنَ بَعدَ وَفاتي قالَ لَهُ الرِّضا عليهالسلام: آمَنَكَ اللّهُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ. فَلَمَّا انتَهى إِلى قَولِهِ: