من السماء بعد ظهور إمام العصر عليهالسلام، واقتداؤ بالإمام في صلاته، ويبدو من بعض الروايات أنّ الإمام عليهالسلام يفوّض أمر هداية جماعة من سكّان الأرض ـ وتشمل البلدان الغربيّة ظاهراً ـ وحكمهم لعيسى عليهالسلام ؛ ليكون نائباً عن حكومته في تلك المناطق.
الأمر الوحيد الذي ربّما يصعب تصديقه على بعض الناس هو نزول عيسى عليهالسلام من السماء، وعلى أيّ حال، فهو من المعجزات الإلهيّة كأصل صعوده إليها، حيث ذكر القرآن أنّ اللّه شبّه الأمر على أعداء عيسى عليهالسلام فلم يسيطروا عليه ليصلبوه ويقتلوه، بل رفعه اللّه إليه، فكما أنّ هذا الموضوع معجزة ولا يشكّ فيه أيّ مؤن، فكذلك رجعته لا شكّ فيها ؛ لأنّ القرآن الكريم يصرّح بإيمان أهل الكتاب بعيسى عليهالسلام مرّة اُخرى قبل وفاته، ويقول:
«وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً»۱.
وتبيّن هذه الآية أنّ لعيسى عليهالسلام رجوعاً آخر، ويحدث حينه إيمان أهل الكتاب، وإلاّ فالتاريخ يشهد بأنّ إيمان جميع أهل الكتاب به لم يتحقّق بعد ؛ أمّا اليهود فوضعهم واضح، وأمّا المسيحيّون فلم يكن إيمانهم بعيسى عليهالسلام صحيحاً حتّى الآن ؛ بسبب اعتقاداتهم الباطلة بشأنه، وبناء عليه ينبغي افتراض رجوعه ليهيّئ أرضيّةً لإيمانهم، وهذا ما سيحدث بعد ظهور الإمام المهديّ علیه السلام بناء على الروايات.