347
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

وحريّ بالذكر أنّه لا يوجد دليل واضح على أيّ واحد من الاحتمالات والتبريرات المتقدّمة، ولكنّ المسلّم به أنّ التجهيزات والأدوات العسكريّة للقيام المهدويّ غاية في التأثير، ولن يستفيد من الأسلحة غير الشرعيّة كأسلحة الإبادة الشاملة.

أمّا السياسة الحربيّة للإمام المهديّ علیه السلام ، فمع أيّ احتمال ممّا ذُكر يمكنها أن تتطابق؟ لا يتسنّى لنا الإعراب عن رأي قاطع في هذا الموضوع.

۴. غاية الحزم في مواجهة المستكبرين

قيام الإمام المهديّ علیه السلام مظهر متكامل للجمال والجلال الإلهيّين، فهو سيعامل من لا يعادي الحقّ في غاية الرأفة والرحمة، ويواجه المستكبرين والمعاندين للحقّ والعدل في غاية الحزم، فكلّ الأحاديث التي وصفت الإمام المهديّ علیه السلام بأنّه «صاحب السيف» تؤّد أنّه «لا يَظهَرُ إلاّ بالسَّيف»، إشارةً إلى منتهى حزمه في مواجهة خصوم الحقّ المستكبرين.۱

وهنا ينبغي الالتفات إلى عدّة أُمور في مجال هذه السياسة، هي:

أ ـ التعامل الحازم مع من يدّعي التشيّع كذباً

سيواجه الإمام المهديّ علیه السلام بحزم من يدّعي التشيّع كذباً قبل غيره ويقضي عليهم، استناداً إلى حديث بسند معتبر ورد عن الإمام الصادق عليه‏السلام، حيث قال:

۰.لَو قامَ قائِمُنا بَدَأَ بِكَذّابِي الشّيعَةِ فَقَتَلَهُم.۲

وهذا الإجراء دليل على أنّ خطر المتظاهرين بالتشيّع أكثر من سائر المتآمرين.

ب ـ استئصال جذور الفتنة

سيؤّي التعامل الأساسيّ الحاسم للإمام المهديّ علیه السلام مع مختلف المؤمرات إلى خلوّ

1.. راجع: ص ۷۳ (الفصل الثامن: مواجهة الإمام المهدي عليه‏السلام للأعداء).

2.. راجع: ص ۷۷ ح ۱۶۸۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
346

وبالتمعّن في هذه الأحاديث نستنتج أنّه على الرغم من عدم إمكانيّة القبول بمضامين بعض هذه الأحاديث كما تقدّم، وأنّ الجزئيات المتعلّقة بالآلات العسكريّة للقيام المهدويّ ليس لها دليل قطعيّ، ولكن ينبغي القبول بأنّ جميع ما روي من الأحاديث في قيام الإمام المهديّ علیه السلام متّفقة على أنّ السيف هو السلاح الوحيد المستخدم فيه. ويوجد احتمالان في المراد من «السيف» هنا:

الاحتمال الأوّل: استخدام «السيف» بمعناه الحقيقيّ في الأحاديث، وعندئذٍ يُطرح هذا السؤل: كيف يمكن للسيف التغلّب على أسلحة المستكبرين المتطوّرة؟

ذُكرت عدّة تبريرات أيضاً في الإجابة عن هذا السؤل:

أن يمنح السيف في القيام المهدويّ قدرة خارقة كما أشار إليه حديث أنّ سيوف أنصار الإمام المهديّ علیه السلام ليست من الحديد العاديّ، ولها القدرة على قطع جبل۱، أو أنّ سيوفهم خاصّة تُنزّل من السماء.۲

التبرير الآخر: توقّف الأسلحة المتطوّرة عن العمل في ذلك الزمن، ويضطرّ الناس إلى استخدام الأدوات الحربيّة البدائيّة في المعارك.

وهناك تبريرات مماثلة أُخرى لا يوجد دليل واضح وقاطع على إثبات أيّ منها.

الاحتمال الثاني: استخدام «السيف» في هذه الأحاديث كرمز للآلات الحربيّة العصريّة، وكناية عن القدرة العسكريّة. وأمّا السبب في إطلاق الأحاديث كلمة «السيف» على آلات الحرب في عصر الظهور، فالسيف هو السلاح الفاعل في عصر صدور الحديث، ولن يدرك أهل ذلك العصر الأسلحة المتطوّرة المعاصرة، مثلما لا يستطيع أهل هذا العصر تصوّر ما سيُصنع في المستقبل من أسلحة يُستفاد منها في قيام الإمام المهديّ علیه السلام .

1.. راجع: ص ۳۴۴ .

2.. راجع: ص ۳۴۴.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10668
صفحه از 483
پرینت  ارسال به