(۵)
السياسات العسكريّة
قبل التطرّق إلى السياسة العسكريّة للدولة المهدويّة ينبغي الالتفات إلى الأُمور الآتية:
الأوّل: ما سيحدث من تطوّر عظيم في النظام السياسيّ العالميّ في المستقبل بقيادة الإمام المهديّ علیه السلام ليس انقلاباً تتحكّم بمصيره القدرة العسكريّة، بل هو ثورة ثقافيّة عميقة شاملة توفّرت أرضيّتها في المجتمع تدريجاً على طوال التاريخ. والحكمة الرئيسة من غيبة الإمام ـ كما مرّ سابقاً۱ ـ هي توفّر الأرضيّات اللازمة لتحقّق مثل هذه الثورة الشاملة.
الثاني: لا شكّ بأنّ للنصرة الإلهيّة الخاصّة دوراً مؤّراً في انتصار الثورة العالميّة للإمام المهديّ علیه السلام ، ولكنّ ذلك لا يعني أنّ انتصارها بعد توفّر الأرضيّات الاجتماعيّة إنّما هو بمعجزة تغنيها عن الحاجة إلى قدرة عسكريّة وسياسات حربيّة صحيحة، بل السنّة الإلهيّة تقتضي أن تؤّر القدرة العسكريّة إلى جانب النصرة الإلهيّة والأرضيّات الاجتماعيّة في انتصار الثورة المهدويّة، وأيّدت هذه النظرية ما تحدّث من روايات عن قيام الإمام المهديّ علیه السلام .
الثالث: معلوماتنا قليلة جدّاً عن الإمكانيّات والآلات العسكريّة والسياسات الحربيّة للثورة المهدويّة، ولا تقدّم الروايات الواردة في هذا المجال معلومات كاملة ومتقنة. ويبدو أنّه لا الضرورة ولا الحكمة تقتضيان الإخبار عن المعلومات العسكريّة الدقيقة لهذه الثورة ؛ ولذلك ما يمكن طرحه بنحوٍ عامّ في هذا الموضوع هو أنّ السياسات الأساسيّة للإمام