الإسلاميّ، فما دام هناك فقراء في المجتمع، فعليه أن يعيش كمعيشتهم.
طريقة حياة الإمام المهديّ علیه السلام في بداية القيام
يتأسّى الإمام المهديّ علیه السلام في بداية قيامه بسيرة جدّه أمير المؤنين عليهالسلام، فيرتدي أبسط الملابس. قال الإمام الصادق عليهالسلام في بيان معيار اختيار الألبسة في مختلف العهود:
فَخَيرُ لِباسِ كلِّ زَمانٍ لِباسُ أهلِهِ، غَيرَ أنَّ قائِمَنا إذا قامَ لَبِسَ لِباسَ عَلِيٍّ عليهالسلام وسارَ بِسيرَتِهِ.۱
ولن يسير الإمام المهديّ علیه السلام بادئ ذي بدء على نهج أمير المؤنين عليهالسلام في ملبسه فحسب، بل سيحذو حذوه في الزهد وبساطة العيش على جميع الأصعدة وبنحو عامّ، كما أشارت إلى ذلك تكملة الحديث المذكور. وفي الواقع تبدأ إصلاحات الدولة المهدويّة وسياسات الإمام التحوّلية من هذه النقطة.
وبناء عليه ينبغي على الممهّدين للحكومة المهدويّة أن يبدؤا الإصلاح الاجتماعيّ من هنا، وبتعبير آخر: يجب أن تكون الحياة الشخصيّة للقادة وكبار مدراء المجتمع الإسلاميّ أُسوة لإقامة القيم الأخلاقيّة والاجتماعيّة، وهذا الأُسلوب من الحياة يجذب حبّ الجماهير وتأييدهم لهم، ويهيّئ المجتمع نفسيّاً لتطبيق سياساتهم الحكوميّة.
عوامل التقدّم الشامل في الدولة المهدويّة
الأمر الآخر الذي ينبغي الاهتمام به قبل التطرّق إلى سيرة الإمام المهديّ علیه السلام وسياساته في الحكم، هو توضيح عوامل التطوّر السريع والشامل والمعجز في عهد حكومته.
وبناء على ما ورد في أحاديث أهل البيت عليهمالسلام، فإنّه سيحصل في المجتمع المهدويّ تطوّرات فريدة في جميع مجالات الحياة، وبخاصّة في الأبعاد العلميّة والثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والأمنيّة والقضائيّة. وعوامل التقدّم المشار إليها هي: