اللّهِ، قالَ: مَن قَتَلَكَ؟ قالَ: فُلانٌ. فَقالَت بَنو إسرائِيلَ: لَسَمِعناهُ يَقولُ يا نَبِيَّ اللّهِ، فَنَحنُ نَقولُ كَما قالَ.
فَأَوحَى اللّهُ تَعالى إلَيهِ: يا داوُدُ، إنَّ العِباَد لا يُطِيقونَ الحُكمَ بِما هُوَ عِندِيَ الحُكمُ، فَسَلِ المُدَّعِيَ البَيِّنَةَ، وأَضِفِ المُدَّعى عَلَيهِ إِلَى اسمي.۱
۲ ـ استخدام الأساليب التجربيّة والنفسيّة والعقلانيّة للتحرّي في سبيل الإقرار وكشف الحقيقة، كما ورد في الرواية التالية المرويّة عن الإمام الباقر عليهالسلام، قال:
دَخَلَ أميرُ المُؤِنينَ عليهالسلام المَسجِدَ فَاستَقبَلَهُ شابٌّ يَبكي وحَولَهُ قَومٌ يُسكِتونَهُ، فَقالَ عَلِيٌ عليهالسلام: ما أبكاكَ؟ فَقالَ: يا أميرَ المُؤِنينَ، إنَّ شُرَيحاً قَضى عَلَيَّ بِقَضِيَّةٍ ما أدري ما هِيَ؟ إنَّ هؤلاءِ النَّفَرَ خَرَجوا بِأَبي مَعَهُم في السَّفَرِ، فَرَجَعوا ولَم يَرجِع أبي، فَسَأَلتُهُم عَنهُ، فَقالوا: ماتَ، فَسَأَلتُهُم عَن مالِهِ، فَقالوا: ما تَرَكَ مالاً، فَقَدَّمتُهُم إلى شُرَيحٍ فَاستَحلَفَهُم، وقَد عَلِمتُ يا أميرَ المُؤِنينَ إنَّ أبي خَرَجَ ومَعَهُ مالٌ كَثيرٌ. فَقالَ لَهُم أميرُ المُؤِنينَ عليهالسلام: ارجِعوا، فَرَجَعوا وَالفَتى مَعَهُم إلى شُرَيحٍ.
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤِنينَ عليهالسلام: يا شُرَيحُ! كَيفَ قَضَيتَ بَينَ هؤلاءِ؟ فَقالَ: يا أميرَ المُؤِنينَ، ادَّعى هذَا الفَتى عَلى هؤاءِ النَّفَرِ أنَّهُم خَرَجوا في سَفَرٍ وأبوهُ مَعَهُم، فَرَجَعوا ولَم يَرجِع أبوهُ، فَسَأَلتُهُم عَنهُ، فَقالوا: ماتَ، فَسَأَلتُهُم عَن مالِهِ، فَقالوا: ما خَلَّفَ مالاً، فَقُلتُ لِلفَتى: هَل لَكَ بَيِّنَةٌ عَلى ما تَدَّعي؟ فَقالَ: لا، فَاستَحلَفتُهُم فَحَلَفوا.
فَقالَ أميرُ المُؤِنينَ عليهالسلام: هَيهاتَ يا شُرَيحُ! هكَذا تَحكُمُ في مِثلِ هذا؟ فَقالَ:
يا أميرَ المُؤِنينَ فَكَيفَ؟
فَقالَ أميرُ المُؤِنينَ عليهالسلام: وَاللّهِ لَأَحكُمَنَّ فيهِم بِحُكمٍ ما حَكَمَ بِهِ خَلقٌ قَبلي إلاّ داوُدَ النَّبِيَ عليهالسلام. يا قَنبَرُ! ادعُ لي شَرَطَةَ الخَميسِ.۲
۰.فَدَعاهُم، فَوَكَّلَ بِكُلَّ رَجُلٍ مِنهُم رَجُلاً مِنَ الشَّرَطَةِ، ثُمَّ نَظَرَ إلى وُجوهِهِم فَقالَ: ماذا