137
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

و«الساعة» وأمثالها، وفي الأحاديث النبويّة المبيّنة للآيات القرآنيّة عن الظهور الأوّل بـ «ظهور المهديّ علیه السلام»، وعن الظهور الثاني بـ «قيام روح اللّه‏»، وفي أحاديث أئمّة الهدى عن الظهور الأوّل بـ «ظهور القائم»، وعن الظهور الثاني بـ «الظهور الحسينيّ»... وجميعها يقصد الإخبار عن ورود يومين عظيمين وظهورين كريمين: «عباراتُنا شَتّى وَحُسنُكَ واحدٌ».۱

والآن نتحدّث عن الروايات الواردة عن طرق أهل السنّة والشيعة، لنرى أنّ القائم المنتظر هل يقدر على تشريع شريعة جديدة باقتضاء الربوبيّة التي وصفه اللّه‏ عز و جل بها في الكتب السماويّة؟ أو أنّه غير قادر على إيجاد دين جديد وتشريع شريعة جديدة بمقتضى منصب النيابة والإمامة التي أعطاها إيّاه علماء الإسلام؟۲

وكلا الادّعائين۳ باطل استناداً إلى الأصول المسلّمة في الكتاب والسنّة ومحكماتها، والتفسير المتقدّم للأحاديث، فلا الشيعة يدّعون ديناً جديداً وكتاباً جديداً، ولا دعوى البهائيّة تُفهم من هذه الأحاديث.

1.. الفرائد: ص ۸.

2.. المصدر السابق: ص ۲۸۹.

3.. أي ادّعاء الوهّابيّة وادّعاء البهائيّة .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
136

القرآن، وربّما تعدّ هذه أُمنيّة قديمة لمن نسجوا هذه الأقاويل لعلّهم يخدعون الناس ويهدمون الإسلام باسم الإسلام وآل البيت.

فالنعماني افترى على أبي جعفر بأنّه قال: «يَقومُ بِأَمرٍ جَديدٍ وسُنَّةٍ جَديدَةٍ وقَضاءٍ جَديدٍ عَلَى العَرَبِ شَديدٌ، لَيسَ شَأنُهُ إلاَّ القَتلَ، ولا يَستَتِيبُ أحَدا».۱

«إذا قامَ القائِم جاءَ بأمرٍ غَيرِ الّذي كانَ»۲.۳

ومن جهة أُخرى اعتقد البهائيّون أنّ الإسلام كان دين حقّ وأنّه من قبل اللّه‏، ولكنّ البابيّة نسخته، واستندوا في إثبات هذه الدعوى إلى مقاطع من القرآن والأحاديث أيضاً، ومن جملة مستنداتهم: أحاديث الدعوة إلى أمر جديد وكتاب جديد۴. وقد تناول الميرزا أبو الفضل الكلبايكاني [البهائيّ المعروف] هذه المسألة في كتابه الفرائد وقال:

۰.عقيدة البهائيّين هي أنّ جميع الصحف الإلهيّة والكتب السماويّة الموجودة في العالم ناطقة ومتّفقة على هذه البشارة العظيمة، وهي: أنّ العالم سيصل إلى رتبة البلوغ بسبب طلوع نيّرين عظيمين في سماء أمر اللّه‏ بآخر الزمان، وينقضي عصر الأوهام والخرافات، وتزول ظلمة الاختلافات الدينيّة والمذهبيّة عن العالم، ويستقرّ العالم على كلمة واحدة ودين واحد....

يعرف هذا اليوم العظيم في التوراة المقدّسة بـ «يوم الربّ» و«يوم اللّه‏»، وعبّرت عن هذين الظهورين الكريمين بـ «نزول النبيّ إيليا»؛ يعني إلياس و«ظهور اللّه‏»، ويُعرف في الإنجيل الجليل بـ «يوم الربّ» و«يوم الملكوت»، وعبّرت عن الظهورين بـ «رجعة يحيى» و«النزول الثاني لروح اللّه‏ من السماء»، وفي القرآن الكريم بـ «يوم اللّه‏» و«يوم الجزاء» و«يوم الحسرة» و«يوم التلاق» و«القيامة»

1.. راجع: ص ۲۷۳ ح ۱۹۱۱ ـ ۱۹۱۲.

2.. الغيبة للطوسي: ص ۴۷۳ ح ۴۹۴ وراجع هذه الموسوعة: ص ۱۲۴ ح ۱۷۰۵ الكافي.

3.. مولود مسعود، يا : مهدى موعود بالفارسيّة : ص ۲۳ نقلاً عن عبد الرحيم ملاّزاده .

4.. راجع: ص ۱۲۴ (إحياء القيم الإسلامية).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10874
صفحه از 483
پرینت  ارسال به