135
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

الدلالة، ومن ثمّ فالأحكام المستخرجة منها أحكام ظاهريّة وليست واقعيّة، وعلى الرغم من أنّنا مكلّفون في عصر الغيبة بالعمل بهذه الأحكام الظاهريّة، إلاّ أنّ إمام العصر عليه‏السلام سيبدلها بأحكام واقعيّة بعد ظهوره.

د ـ توجد أحكام قلّما عُمل بها طوال تاريخ الإسلام، أو لم يُعمل بها أصلاً، ولكنّها ستطبّق قطعاً في عصر الظهور.

ه ـ يرتقي المستوى الفكريّ والعقليّ للناس إلى مستوىً عالٍ جدّاً ؛ ولهذا ينالون استعدادات وقابليّات استثنائيّة لفهم المعارف الدينيّة، ومن ثمّ ينبغي تلبية هذه التطلّعات العالية بأنحاء مختلفة.

وبناء على الأُصول المتقدّمة يمكن أن يُستنتج بثقة من هذه الأحاديث ما يلي:

۱ ـ الأساليب الحديثة في الدعوة إلى الدين والتديّن.

۲ ـ إحياء الأُصول والأحكام والمعارف المهجورة والمعطّلة.

۳ ـ تصحيح الاستنتاجات الخاطئة من الكتاب والسنّة.

۴ ـ مطابقة بعض الأحكام والتشريعات للأوضاع والتحوّلات الحاصلة في حياة البشر الحديثة.

۵ ـ تعريف البشر بعلوم وأسرار الكون.

فجميع هذه الاحتمالات تتلاءم مع مضامين الأحاديث المذكورة، ولا تناقض أيّاً من الأُصول المسلّمة والمحكمة للكتاب والسنّة.

وعلى الرغم من ذلك استشكلت بعض الفرق الإسلاميّة والمنحرفة على المعارف والعقائد الشيعيّة بسبب فهمهم الخاطئ من هذه الأحاديث، فمثلاً اتّهمت بعضُ الفرق الإسلاميّة ـ وخصوصاً الوهّابيّة ـ الشيعةَ بأنّها تنتظر ديناً جديداً غير الإسلام استناداً إلى هذه الأحاديث ؛ لاحظ العبارة التالية:

۰.تدلّ النصوص والتصريحات في كتب الإماميّة عن هذه الأُسطورة الخياليّة على انسلاخ هذا الإمام المزيّف عن الإسلام؛ لأنّه يأتي بدين جديد، وبكتاب آخر غير


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
134

بعد عرض الاحتمالات في معاني العبارات الثمانية، نأخذ بالتحليل والاستنتاج استناداً إلى أصلين مسلّمين:

الأصل الأوّل: النظر إلى محكمات ومسلّمات الكتاب والسنّة

تدلّ آيات القرآن والسنّة القطعية للأئمّة المعصومين عليهم‏السلام أنّ النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خاتم الأنبياء، وكتابه آخر الكتب، وشريعته باقية إلى يوم القيامة، فمثلاً:

«لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ».۱

فلن يأتي بعد القرآن كتاب آخر يبطله أو يزيحه بناء على هذه الآية.

«وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّين».۲

۰.حَلالُ مُحَمّدٍ حَلالٌ أبَداً إلى يَومِ القِيامَة، وَحَرامُه حَرامٌ أبداً إلى يَومِ القِيامَة.۳

الأصل الثاني: الحقائق التاريخيّة في العالم الإسلاميّ

الجميع يعلم أنّه لم تُنفّذ كلّ الأحكام الإلهيّة كما شُرّعت في مختلف عهود التاريخ الإسلاميّ، ولهذه الحقيقة أسباب متعدّدة، من قبيل:

أ ـ لم تُبيّن بعض الأحكام بسبب عدم توفّر الأوضاع والمقتضيات في عصر المعصومين عليهم‏السلام وفقاً لبعض الأحاديث، فبقي علمها عند أهل البيت عليهم‏السلام فقط، وسيشهد عصر الظهور توضيح كلّ تلك الأحكام.

ب ـ لم تصلنا بعض الأحكام بسبب تلف الكتب والأحاديث، ولكنّ علمها موجود عند إمام العصر عليه‏السلام، وستقام كلّها في عصر الظهور.

ج ـ العلماء والفقهاء مأمورون باستنباط الأحكام العمليّة من الأدلّة في عصر الغيبة ؛ بسبب ابتعاد الناس عن الإمام المعصوم، ومعظم هذه الأحكام ظنّية من حيث السند أو

1.. فصّلت: ۴۲.

2.. الأحزاب: ۴۰.

3.. الكافي: ج ۱ ص ۵۸ ح ۱۹.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10899
صفحه از 483
پرینت  ارسال به