49
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

فَلَمّا صارَ بِالبَيداءِ وعَرَّسَ فيها، صاحَ بِهِم صائِحٌ: يا بَيداءُ أبيدي بِهِم، فَتَبتَلِعُهُمُ الأَرضُ بِخَيلِهِم، فَيَبقَى اثنانِ، فَيَنزِلُ مَلَكٌ فَيُحَوِّلُ وُجوهَهُما إلى وَرائِهِما، ويَقولُ: يا بَشيرُ، امضِ إلَى المَهدِيِّ وبَشِّرهُ بِهَلاكِ جَيشِ السُّفيانِيِّ، وقالَ لِلَّذِي اسمُهُ نَذيرٌ: امضِ إلَى السُّفيانِيِّ فَعَرِّفُهُ بِظُهورِ المَهدِيِ عليه‏السلام مَهدِيِّ آلِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.
فَيَمضي مُبَشِّرا إلَى المَهدِيِّ عليه‏السلام، ويُعَرِّفُهُ بِهَلاكِ جَيشِ السُّفيانِيِّ، وأَنَّ الأَرضَ انفَجَرَت، فَلَم يَبقَ مِنَ الجَيشِ عِقالُ ناقَةٍ، فَإِذا باتَ مَسَحَ المَهدِيُ عليه‏السلام عَلى وَجهِهِ ورَدَّهُ خَلقا سَوِيّا، ويُبايِعُهُ ويَكونُ مَعَهُ، وتَظهَرُ المَلائِكَةُ وَالجِنُّ وتُخالِطُ النّاسَ، ويَسيرونَ مَعَهُ، ولَيَنزِلُنَّ أرضَ الهِجرَةِ ويَنزِلونَ ما بَينَ الكوفَةِ وَالنَّجَفِ، ويَكونُ حينَئِذٍ عِدَّةَ أصحابِهِ سِتَّةٌ وأَربَعونَ ألفا مِنَ المَلائِكَةِ ومِثلُها مِنَ الجِنِّ، ثُمَّ يَنصُرُهُ اللّه‏ُ ويَفتَحُ عَلى يَدَيهِ....
قالَ المُفَضَّلُ: يا سَيِّدي، ثُمَّ ماذا يَعمَلُ المَهدِيُ عليه‏السلام ؟ قالَ عليه‏السلام: يُثَوِّرُ سَراياهُ إلَى السُّفيانِيِّ إلى دِمَشقَ، فَيَأخُذونَهُ ويَذبَحونَهُ عَلَى الصَّخرَةِ.۱

۱۱۹۴.تفسير العيّاشي: عَن جابِرٍ الجُعفِيِّ، عَن أبي جَعفَرٍ عليه‏السلام يَقولُ: اِلزَمِ الأَرضَ لا تُحَرِّكَنَّ يَدَكَ ولارِجلَكَ أبَدا، حَتّى تَرى عَلاماتٍ أذكُرُها لَكَ في سَنَةٍ، وتَرى مُنادِيا يُنادي بِدِمَشقَ، وخُسِفَ بِقَريَةٍ مِن قُراها، ويَسقُطُ طائِفَةٌ مِن مَسجِدِها، فَإِذا رَأَيتَ التُّركَ جازوها فَأَقبَلَتِ التُّركُ حَتّى نَزَلَتِ الجَزيرَةَ، وأَقبَلَتِ الرّومُ حَتّى نَزَلَتِ الرَّملَةَ، وهِيَ سَنَةُ اختِلافٍ في كُلِّ أرضٍ مِن أرضِ العَرَبِ.
وإنَّ أهلَ الشّامِ يَختَلِفونَ عِندَ ذلِكَ عَلى ثَلاثِ راياتٍ: الأَصهَبِ وَالأَبقَعِ وَالسُّفيانِيِّ، مَعَ بَني ذَنَبِ الحِمارِ مُضَرُ، ومَعَ السُّفيانِيِّ أخوالُهُ مِن كَلبٍ، فَيَظهَرُ السُّفيانِيُّ ومَن مَعَهُ عَلى بَني ذَنَبِ الحِمارِ، حَتّى يُقتَلوا قَتلاً لَم يُقتَلهُ شَيءٌ قَطُّ.

1.. مختصر بصائر الدرجات : ص ۱۷۹ و ۱۸۵ و ۱۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱ و ۱۰ و ۱۶ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
48

القَهقَرى، يُخبِرانِ النّاسَ ما لَقوا.۱

۱۱۹۳.مختصر بصائر الدرجات: الحُسَينُ بنُ حَمدانَ، عَن مُحَمَّدِ بنِ إسماعيلَ وعَلِيِّ بنِ عَبدِ اللّه‏ِ الحَسَنِيَّينِ، عَن أبي شُعَيبٍ مُحَمَّدِ بنِ نَصرٍ، عَن عُمَرَ بنِ الفُراتِ، عَن مُحَمَّدِ بنِ المُفَضَّلِ، عَنِ المُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ، قالَ:
سَأَلتُ سَيِّدِيَ الصّادِقَ عليه‏السلام: هَل لِلمَأمولِ المُنتَظَرِ المَهدِيِّ عليه‏السلام مِن وَقتٍ مُوَقَّتٍ يَعلَمُهُ النّاسُ ؟ فَقالَ: حاشَ للّه‏ِِ أن يُوَقِّتَ ظُهورَهُ بِوَقتٍ يَعلَمُهُ شيعَتُنا. قُلتُ: يا سَيِّدي، ولِمَ ذاكَ ؟ قالَ: لِأَ نَّهُ هُوَ السّاعَةُ الَّتي قالَ اللّه‏ُ تَعالى: «يَسْٔلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّى لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِى السَّمَوَ تِ وَالأَْرْضِ»۲ الآيَةَ....
ثُمَّ تَظهَرُ الدّابَّةُ۳ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ، فَتَكتُبُ في وَجهِ المُؤمِنِ مُؤمِنٌ وفي وَجهِ الكافِرِ كافِرٌ، ثُمَّ يَظهَرُ السُّفيانِيُّ ويَسيرُ جَيشُهُ إلَى العِراقِ فَيُخَرِّبُهُ ويُخَرِّبُ الزَّوراءَ ويَترُكُهُما جَمّاءَ۴، ويُخَرِّبُ الكوفَةَ وَالمَدينَةَ، وتَروثُ بِغالُهُم في مَسجدِ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وجَيشُ السُّفيانِيِّ يَومَئِذٍ ثَلاثُمِئَةِ ألفِ رَجُلٍ بَعدَ أن خَرَّبَ الدُّنيا، ثُمَّ يَخرُجُ إلَى البَيداءِ يُريدُ مَكَّةَ وخَرابَ البَيتِ.

1.. الفتن : ج ۲ ص ۶۹۹ ح ۱۹۷۶ .

2.. الأعراف : ۱۸۷ .

3.. الدابّة اشارة إلى آية ۸۲ من سورة النمل «وَ إِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ...»أورده صاحب الأمثل في تفسير كتاب المنزل بعد تناوله وبحثه للفظ «الدابّة» ونقله لبعض الروايات في هذا المجال: ومن مجموع ما مرّ نصل هنا إلى أنّ الدّابة تطلق في الأغلب على غير الناس، وقد استعملها القرآن في الأعمّ من الإنسان وغيره أو في خصوص الإنسان، هذا من جهة، ومن جهة اُخرى فالقرائن المتعدّدة الموجودة في الآية ذاتها، والرّوايات الكثيرة في تفسير الآية، تدلّ على أنّ المراد من «دابّة الأرض» هنا إنسان نشط فعّال ، فهو يميّز الحقّ من الباطل والمؤن من المنافق والكافر، إنسانٌ يخرج في آخر الزمان قُبيل يوم القيامة، وهو بنفسه آية من آيات عظمة الخالق راجع : الأمثل : ج ۱۲ ص ۱۴۱ وهذه الموسوعة: ص ۱۰۲ ح ۱۲۹۴ (الغيبة للطوسي وص ۱۵۶ ح ۱۳۷۹(كمال الدين) وص ۱۶۱ ح ۱۳۸۰ (مختصر بصائر الدرجات) .

4.. جمّاءُ : أي مستويةً ملساء (اُنظر : لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۰۹ «جمم») .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10179
صفحه از 457
پرینت  ارسال به