كذَبَ المُوَقِّتونَ، ما وَقَّتنا فيما مَضى، ولا نُوَقِّتُ فيما يَستَقبِلُ.۱
ونقول بصراحة استناداً إلى هذه الأحاديث: إنّ كلّ من ذكر زماناً على أنّه وقت للظهور نقلاً عن الأئمّة، فقد كذب عليهم وكلامه موضوع ؛ لأنّ أهل البيت عليهمالسلام لم يحدّدوا أيّ زمن للظهور.
وربّما تعدّ هذه الأحاديث إشارة إلى ثقافة زمن صدورها، حيث راح بعضهم يحدّد وقت ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام وينسبه للأئمّة عليهمالسلام مدفوعاً بغايات سياسيّة واجتماعيّة، وتسبّب هذا في تزلزل عقيدة الناس، وأنكر الأئمّة عليهمالسلام هذه النصوص بشدّة واعتبروها موضوعة.
۳ ـ عدّ بعض آخر من أحاديث المجموعة السابقة التوقيت غير واقعيّ وباطل بنحوٍ عامّ، سواء نُقل هذا الكلام عن المعصومين عليهمالسلام، أو حدّد المتكلّم زماناً للظهور دون نسبته إليهم عليهمالسلام. وورد في رواية أبي بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام:
أبَى اللّهُ إلا أن يُخالِفَ وَقتَ المُوَقِّتينَ.۲
وقال الإمام الصادق عليهالسلام في كلام آخر مخاطباً مهزم:
يا مِهزَمُ، كَذَبَ الوَقّاتونَ، وهَلَكَ المُستَعجِلونَ، ونَجَا المُسَلِّمونَ.۳
وجاء حديث للإمام العسكريّ في الإمام المهديّ عليهالسلام:
أما إنَّ لَهُ غَيبَةً يَحارُ فيهَا الجاهِلونَ، ويَهلِكُ فيهَا المُبطِلونَ، ويَكذِبُ فيهَا الوَقّاتونَ.۴
فهذه الأحاديث تَعتَبر أيّ نوع من التوقيت من قِبَل أيّ شخص ولأيّ سبب، تعتبره خطأً وباطلاً، ولم تُشِر بأيّ نحو إلى سبب للاطّلاع على التوقيت.